الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

إلى أين يتجه الجنيه الاسترليني في 2023؟... مؤسسات مالية كُبرى تجيب

إلى أين يتجه الجنيه الاسترليني في 2023؟... مؤسسات مالية كُبرى تجيب

ذكرت وكالة بلومبيرغ في تقرير حديث لها أن الجنيه الاسترليني شهد عاماً مضطرباً خلال عام 2022، وأن هناك من الأدلة على أن عام 2023 سيكون مشابهاً له وسط إشارات متزايدة على أن الاقتصاد البريطاني يتّجه نحو الانكماش وارتفاع التوقعات المتشائمة لدى التجار.

وقفز الجنيه الاسترليني من أدنى مستوى له على الإطلاق في سبتمبر الماضي، مدفوعاً بتغييرات الحكومة التي تبعت ولاية ليز تراس المشؤومة رئاسة وزراء البلاد، إضافة إلى تهاوي الدولار. ورغم ذلك ما زال الجنيه الاسترليني مسجلاً لمعدل هبوط نسبته 11% في عام 2022، ليحقق أسوأ عام له منذ التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكست» في عام 2016.

وبالنسبة للعام المقبل، فمن المحتمل أن يكون الجنيه الاسترليني أكثر عرضة للتقلبات؛ حيث إن الاختلاف في سياسة بنك إنجلترا، والتي جعلته أكثر تشاؤماً مقارنةً بالبنوك المركزية الأُخرى وسط ما يعاني منه الاقتصاد البريطاني وزيادة عجز الميزانية بشكل كبير والانخفاض بمستويات المعيشة لأكبر مستوى على الإطلاق، وتعرض سوق الإسكان لتصحيح حاد.

وحذّر جون هاردي، رئيس استراتيجية العملات الأجنبية في ساكسو بنك، من أن الاقتصاد البريطاني معرّض لخطر الانزلاق إلى الركود. واستشهد هاردي بمزيج من بطء حركة بنك إنجلترا بشأن أسعار الفائدة والصورة المالية التقشفية كعوامل رئيسية يمكن أن تثقل كاهل الجنيه الاسترليني.

يتوقع محللو «جيه بي مورغان تشيس آند كو» تراجع الجنيه الاسترليني إلى مستوى 1.14 دولار في نهاية الربع الأول، من حوالي 1.21 دولار حالياً، مستشهدين بـ«آرائهم السلبية بشكل خاص» حول توقعات النمو الاقتصادي البريطاني. كما أن الانتخابات المحلية التي تلوح في الأفق في شهر مايو قد تثير مزيداً من عدم اليقين السياسي.

يتوقع استراتيجيون استطلعت «بلومبيرغ» آراءهم أن يهبط الجنيه الاسترليني إلى مستوى 1.17 دولار في الربع الأول قبل التعافي بشكل طفيف إلى 1.21 دولار بحلول نهاية عام 2023.

كذلك، تشير فروق العائد بين مقايضات مدتها عامان و10 أعوام، والمرتبطة بسعر الفائدة لليلة واحدة، وهو مقياس لمخاطر الركود، إلى تراجع اقتصادي أطول في المملكة المتحدة مقارنةً بنظرائها الرئيسيين. ويشير الاختلاف بين فروق الأسعار الآجلة والحالية للعام الواحد إلى أن منحنيات العائد في أوروبا والولايات المتحدة ستنحدر أكثر مما هي عليه في المملكة المتحدة.

يمكن أن يضعف الجنيه الاسترليني أيضاً أمام العملات الرئيسية الأُخرى. يتوقع الاستراتيجيون في «رابوبنك» و«كوميرزبنك» و«تي دي سيكيوريتيز» ارتفاع اليورو ليصل إلى 0.90 بنس بداية شهر يونيو، مقارنة بـ0.88 بنس حالياً، حيث يكثف البنك المركزي الأوروبي خطابه بشأن الحاجة إلى مزيد من رفع أسعار الفائدة، على النقيض من موقف بنك إنجلترا الأكثر تشاؤماً.