الاثنين - 25 نوفمبر 2024
الاثنين - 25 نوفمبر 2024

كيف ابتعدت منطقة اليورو عن خطر الركود في الشتاء؟

كيف ابتعدت منطقة اليورو عن خطر الركود في الشتاء؟

يتراجع احتمال سقوط منطقة اليورو في ركود كبير هذا الشتاء، وفقًا للاقتصاديين الذين قلّصوا توقعاتهم مع دعم مالي أكبر من الحكومات، وانخفاض أسعار الغاز، وخريف معتدل، ما يساعد على تحسين توقعات الكتلة.

ولا يزال معظم المتنبئين يتوقعون أن يتقلص إنتاج منطقة اليورو في الأرباع القادمة، حيث قالت المفوضية الأوروبية في وقت سابق من هذا الشهر إنّها تتوقع انكماش الاقتصاد بنسبة 0.5% في الربع الرابع، وبنسبة 0.1 % في الأشهر الثلاثة الأُولى من العام المقبل - بما يتماشى مع تقديرات محللي القطاع الخاص. بحسب فاينانشيال تايمز.

لكن الانكماش سيكون أكثر اعتدالاً مما كان يُخشى سابقاً، ويتوقع الاقتصاديون نمو منطقة اليورو بنسبة 3.2% لعام 2022 ككل، ارتفاعاً من توقّع سابق عند 2.7% في يوليو، وفقاً لأحدث مجموعة من التوقعات الصادرة عن «كونسينس إيكونيمكس»، والتي تعكس أيضاً مرونة الكتلة بشكل أفضل من المتوقع في الأشهر الثلاثة حتى سبتمبر.

وقالت سوزانا ستريتر من مدير الأصول هارجريفز لانسداون: «من غير المرجَّح أن يكون الركود في منطقة اليورو عميقاً كما كان يُخشى». «الكتلة مستعدة لتجنُّب أزمة طاقة كاملة هذا الشتاء».

وأثار إغلاق موسكو لخط أنابيب الغاز الرئيسي نوردستريم 1 خلال الصيف مخاوف من أن المنطقة ستكافح لتحل محل مصادر الطاقة الروسية، وأدّى إلى ارتفاع أسعار الغاز.

وفي الأسبوع الأول من نوفمبر، انخفض استهلاك الغاز في أكبر ثلاثة اقتصادات في منطقة اليورو - ألمانيا وفرنسا وإيطاليا - بنسبة 30% عن متوسط ​​2017-2021، وفقاً لبيانات ENTSO-E.

وفي سبتمبر، توقع هولجر شميدنج، كبير الاقتصاديين في بنك بيرنبرج، انكماشاً بنسبة 2.1% للأرباع الثلاثة حتى منتصف عام 2023 على أساس سعر الغاز البالغ 220 يورو لكل ميغاواط في الساعة لهذا الشتاء والمخاوف من انقطاع الطاقة.ولكن منذ ذلك الحين، انخفض سعر الجملة للغاز الأوروبي إلى أقل من 110 يورو لكل ميغاواط / ساعة، وقام شميدنج بتعديل توقعاته لمقياس الانخفاض إلى 1.6%. وأدَّى النجاح في احتفاظ منشآت تخزين الغاز بطاقتها الكاملة أيضاً إلى تخفيف المخاوف من أن الصناعة قد تواجه فترات بدون كهرباء.وقال إنَّ ميزان المخاطر لتوقعاته «يميل الآن إلى الاتجاه الصعودي بدلاً من الاتجاه الهبوطي».

وغيّر بنك جولدمان ساكس هذا الأسبوع توقعاته لنفس الفترة، متوقعاً انكماشاً بنسبة 0.7%، انخفاضاً من توقُّع سابق بانخفاض قدره 1% في الإنتاج.وقال سفين جاري ستين، كبير الاقتصاديين الأوروبيين في بنك جولدمان ساكس، إن انخفاض أسعار الغاز، وانخفاض مخاطر تقنين الطاقة والدعم المالي الإضافي من الحكومات يشير إلى «ركود ضحل».

وتوسع إنتاج منطقة اليورو بنسبة 0.7% في الربع الثاني من هذا العام و0.2% في الربع الثالث، وقالت سيلفيا أرداجنا، كبيرة الاقتصاديين الأوروبيين في باركليز، إنَّ المرونة حتى الآن تعني أنه سيكون هناك المزيد من «ترحيل» النشاط الاقتصادي إلى هذا الشتاء.

توقع «أردنيا» انخفاضاً بنسبة 1.3% من الذروة إلى القاع في الناتج المحلي الإجمالي بين الربع الحالي والربع الثالث من عام 2023، ارتفاعاً من تقدير سابق قدره 1.7%.

قال أندرو كينينغهام، الاقتصادي في كابيتال إيكونوميكس: «تخزين الغاز مرتفع بما يكفي بحيث لا يوجد الآن خطر ضئيل في التقنين المباشر هذا الشتاء»، مضيفاً أن الانتعاش في قطاع السيارات كان أقوى مما كان متوقعاً.

كما رفعت ميلاني ديبونو، الخبيرة الاقتصادية في بانثيون ماكرو إيكونوميكس، توقعاتها إلى «ركود أقل حِدّة» جزئياً بسبب طقس شتوي أكثر اعتدالاً.

ومع ذلك، فإن الاقتصاديين أصبحوا متشائمين بشكل متزايد بشأن التوقعات لفصل الشتاء المقبل، ويعتقدون الآن أن إنتاج منطقة اليورو سينكمش بنسبة 0.1% في عام 2023 - وهو خفض حاد عن التوسع المتوقع بنسبة 2.3% في مارس، بعد وقت قصير من الحرب الروسية الأوكرانية.

ويشعر الاقتصاديون بالقلق من أنه مع بقاء إمدادات الغاز الروسية محدودة، سيكون من الصعب إعادة ملء سعة التخزين في أوروبا في الشتاء المقبل.وخفض بنك جولدمان ساكس توقعاته للعام المقبل بشكل عام - إلى جانب أوائل عام 2024.كما سيستغرق انخفاض أسعار الطاقة بالجملة وقتاً حتى تصل إلى المستهلكين. وقال بول هولينجسورث، كبير الاقتصاديين الأوروبيين في بنك بي إن بي باريبا: «من المرجَّح أن يكون أي انتعاش بطيئاً وطويلاً».

وحذَّر جيل مويك، كبير الاقتصاديين في أكسا، من أن الإنفاق الاستهلاكي سيتأثر «ميكانيكياً» بالتضخم المرتفع، الذي وصل إلى مستوى قياسي جديد بلغ 10.6% في أكتوبر.