أعلنت مريم المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة عن الإطلاق العالمي لتحالف القرم من أجل المناخ بالشراكة بين دولة الإمارات وجمهورية إندونيسيا.
جاء ذلك خلال فعالية خاصة نظمتها وزارة التغير المناخي والبيئة على هامش فعاليات يوم التنوع البيولوجي في مؤتمر دول الأطراف COP27 المُقام في مدينة شرم الشيخ المصرية، ويستمر حتى 18 نوفمبر الجاري، شارك فيها سعادة ألو داهول نائب الوزير في وزارة البيئة والغابات في إندونيسيا، والشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان الرئيس التنفيذي للمسرعات المستقلة للدولة للتغير المناخي، ورزان المبارك العضو المنتدب لهيئة البيئة - أبوظبي، وصندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية، والدكتورة شيخة سالم الظاهري الأمين العام لهيئة البيئة - أبوظبي.
ويهدف التحالف إلى دعم وتعزيز وتوسيع مساحات غابات القرم عالمياً كأحد الحلول القائمة على الطبيعة لمواجهة تحدي تغير المناخ، وجهود امتصاص وعزل انبعاثات غازات الدفيئة عالمياً، حيث تساهم أشجار القرم في تعزيز مواجهة تداعيات التغير المناخي مثل الأعاصير، والعواصف، والفيضانات، كما تُعدُّ مخزناً للكربون بنسبة تصل إلى أربعة أضعاف الغابات الاستوائية المطيرة البرية، وتوفر مناطق خصبة وموائل طبيعية آمنة للتنوع البيولوجي البحري، وتعتمد 80% من مجموعات الأسماك العالمية على النظم الأيكولوجية الصحية لأشجار القرم.
وقالت معاليها: «الاعتماد على الحلول المستندة للطبيعة في مواجهة التحديات البيئية يمثل إحدى الركائز الرئيسة التي تعتمد عليها دولة الإمارات ضمن توجهاتها للعمل المناخي على المستويين المحلي والعالمي، ويُعدُّ التوسع في زراعة غابات القرم أحد أهم هذه الحلول، لذا تحرص الدولة بشكل دائم على رفع طموحها الخاص بزيادة أعداد أشجار القرم، وخلال فعاليات مؤتمر الأطراف COP26 في غلاسكو أعلنت عن هدفها الطموح بزراعة 100 مليون شجرة قرم بحلول 2030».
وأضافت: يمثل الإعلان عن الإطلاق العالمي لتحالف القرم من أجل المناخ بالشراكة مع جمهورية إندونيسيا محطة مهمة ضمن مسيرة الإمارات لتعزيز العمل المناخي العالمي وتعزيز منظومة الكربون الأزرق. مشيرة إلى اعتزام دولة الإمارات على زراعة 3 ملايين شجرة قرم خلال الشهرين المقبلين ضمن جهودها للعمل المناخي.
وستقوم دولة الإمارات بالشراكة مع إندونيسيا والدول والمنظمات أعضاء التحالف بالترويج لأشجار القرم كحلٍّ قائم على الطبيعة لمواجهة تغير المناخ، والعمل على تسريع وتيرة جهود حفظ، واستعادة وتنمية نظم أشجار القرم البيئية.
وضمن فعاليات الإعلان عن التحالف أطلقت معاليها الموقع الإلكتروني الخاص بالتحالف، والذي يعرض أهدافه بالكامل وآليات العمل على تحقيقها ويضم نموذجاً لتعهد المشاركين في التحالف، ويمكن التعرف على المزيد على الرابط التالي: https://mangrovealliance4climate.org
جدير بالذكر أن المبادرة تتبنّى نهج الالتزامات الطوعية والمحددة من قبل الدول الأعضاء، بحيث يلتزم الأعضاء بزراعة وإعادة تأهيل واستعادة غابات القرم وتعزيز التعاون بين الدول لدعم هذا الحل القائم على الطبيعة وتبادل المعرفة بشأن أهمية إعادة تأهيل أشجار القرم، كما سيعمل التحالف على تدعيم جهود الدول الأعضاء في البحث العلمي، وإدارة المناطق الساحلية والحفاظ عليها، وتعزيز جهود التوعية بأساليب التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيُّف معها، والسياسات ذات الصلة.
كما سيعمل أعضاء تحالف القرم من أجل المناخ بشكل جماعي على تحقيق مجموعة من الأهداف تشمل إظهار الالتزام الجماعي بالحلول المناخية القائمة على الطبيعة من خلال حماية أشجار القرم وزراعتها، وتوسيع خدمات النظام البيئي لأشجار القرم في التخفيف من تغير المناخ ومكافحته من خلال الابتكار والبحث العلمي، وتعزيز حماية النظم البيئية لأشجار القرم على المستوى العالمي من خلال الدراسات العلمية والاجتماعية والاقتصادية، وتشجيع نهج العمل الخيري في المجتمع والقطاع الخاص لدعم جهود حلول الكربون الأزرق وجهود زراعة أشجار القرم، وتكثيف الجهود العالمية لتحقيق الأجندة الدولية للعمل المناخي.
سيكون للتحالف العديد من المنصات التفاعلية، وأهمها حضور الاجتماعات السنوية للتحالف، بحيث يتم رصد التقدم المحرز في تطبيق أهداف المبادرة وتوسيع نطاق التعاون بين الأعضاء، واعتماد التقارير السنوية للمبادرة.