الجمعة - 27 ديسمبر 2024
الجمعة - 27 ديسمبر 2024

تقارير الأرباح ترسم صورة مظلمة لصناعة الرقائق عالمياً

تقارير الأرباح ترسم صورة مظلمة لصناعة الرقائق عالمياً

شهدت السنوات القليلة الماضية، تزايد الإقبال على أشباه الموصلات، ولكن يبدو أن ذلك يتجه إلى النهاية، كما أن الطلب عليها يبدو أنه يتجه إلى التراجع، في ظل تراجع ملحوظ في مبيعات الأجهزة؛ مثل أجهزة الكمبيوتر الشخصية، والهواتف المحمولة الذكية، كما أنه من المتوقع أن تؤدي القيود الأمريكية الجديدة على صادرات الرقائق إلى الصين، إلى المزيد من التراجع، وفقاً لتقرير نشره موقع «نيكي آسيا» السبت.

وأوضح التقرير أن تقارير الأرباح الأخيرة، في الربع الثالث من العام الجاري، رسمت صورة مظلمة بالنسبة لصناعة الرقائق، فقد أعلنت شركة «إنتل» العملاقة، يوم الخميس عن انخفاض بنسبة 85% على أساس سنوي، في صافي الدخل، خلال الربع الثالث، مرجعةً السبب إلى انخفاض المبيعات بنسبة 20%.

وقال الرئيس التنفيذي، لشركة «إنتل»، بات غيلسنجر: «حدث تراجع مفاجئ وواضح في الطلب، بشكل أكبر من توقعاتنا الأولية، الأمر الذي سيكون له تأثير على الصناعة، ومن الصعب رؤية أي أخبار جيدة تلوح في الأفق».

وأشار التقرير إلى أن تراجع الطلب على أجهزة الكمبيوتر، بعد الإقبال الكبير خلال فترة العمل عن بُعد، في ظل جائحة كورونا، بالإضافة إلى التراجع بسبب التضخم، والتراجع الاقتصادي في الصين، كما قالت شركة أبحاث أمريكية، إن شحنات الهواتف المحمولة الذكية، تراجعت بنسبة 10% بالمقارنة بالعام الماضي 2021.

ولفت التقرير إلى أن انخفاض الطلب على تلك المنتجات النهائية كأجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة، يؤدي إلى تراجع إنتاج الشركات المنتجة للمعالجات، مثل شركة «إنتل»، بسبب الرقائق العديدة المستخدمة في صناعة الجهاز الواحد، ما أدى إلى انخفاض صافي دخل شركات مثل «ويسترن ديجيتال» بنسبة 96% بالمقارنة بالعام الماضي، كما انخفضت أيضاً أرباح شركة «سامسونج إليكتريك» بنسبة 49% في الأرباح التشغيلية في قطاع أشباه الموصلات.

وأوضح التقرير أن قطاع أشباه الموصلات، يُعدُّ مقياساً للاقتصاد العالمي، لأنه يستغرق عدة أشهر لصنع الرقائق، ويشير التباطؤ المفاجئ في قطاع الرقائق إلى التوقع بحدوث ركود عالمي في المستقبل القريب.

وذكر التقرير أنه كانت هناك حالة من الاندفاع في إنتاج أشباه الموصلات، أثناء زيادة الطلب عليها، ما أدى إلى تشبُّع السوق بالرقائق، الأمر الذي أدّى إلى تراجع أسعارها، حيث انخفضت أسعار ذاكرة الفلاش بنسبة تتراوح بين 13% - 18% خلال الربع الثالث من العام، بالمقارنة بالربع الثاني.

ووسط ذلك التراجع، كانت شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات، هي النقطة المضيئة، حيث سجلت قفزة بنسبة 80% في صافي ربح الربع الأخير، ويرجع السبب وراء ذلك إلى شبه احتكارها لإنتاج الرقائق المتقدمة التي يبلغ قطرها 5 نانومتر، والتي يتزايد الطلب عليها.

كما جاءت الإجراءات الأمريكية لتزيد من أزمة صناعة الرقائق، ففي وقت سابق من الشهر الجاري، بدأت وزارة التجارة الأمريكية، في مطالبة الشركات المحلية، بالحصول على تراخيص قبل تصدير أشباه الموصلات المتقدمة، أو الآلات المستخدمة في تصنيعها، إلى الصين، وقد بدأت هذه الخطوة في التأثير على أرباح الشركات.

وذكرت شركة «أبلايد ماتيريالز»، المورد الأمريكي لمعدات صناعة الرقائق، والتي لديها العديد من العملاء في الصين، أن مبيعاتها ستتأثر بما يتراوح بين 250 - 550 مليون دولار، في الربع المنتهي في أكتوبر، نتيجة تلك الإجراءات.