بلغت أرباح شل 9.5 مليار دولار في الربع الثالث، حيث قالت شركة النفط والغاز العملاقة إنها ستزيد أرباحها بنسبة 15% بعد أداء قوي بشكل خاص في أعمالها النفطية. وقالت أكبر شركة نفط وغاز في أوروبا إنها ستعيد شراء 4 مليارات دولار أخرى من الأسهم؛ حيث سجلت ثاني أعلى أرباح ربع سنوية في تاريخ الشركة في الأشهر الثلاثة حتى نهاية سبتمبر، بحسب فاينانشيال تايمز.
وأثارت الأرباح الوفيرة دعوات جديدة لفرض ضرائب غير متوقعة على منتجي النفط والغاز، وقال إد ميليباند، وزير الدولة في الظل لشؤون تغير المناخ وصافي الصفر، إن الأرباح كانت «دليلاً إضافياً على أننا بحاجة إلى جعل شركات الطاقة تدفع نصيبها العادل».
وتفوق رقم أرباح شل المعدلة البالغ 9.5 مليار دولار على متوسط تقدير المحللين البالغ 9 مليارات دولار، وكان أكثر من ضعف 4.13 مليار دولار الذي سجلته قبل عام.
وعلى الرغم من انخفاضه عن الرقم القياسي 11.5 مليار دولار الذي سجلته في الربع الثاني، إلا أن الأداء يستمر في عام قياسي لشركة شل، التي أعلنت حتى الآن عن أرباح تجاوزت 30 مليار دولار في الأشهر التسعة الأولى.
وهذا بالفعل أعلى بنسبة 50% من إجمالي أرباح الشركة لعام 2021، ومن المرجح أن يزيد الدعوات على رئيس الوزراء البريطاني الجديد ريشي سوناك لفرض جولة أخرى من الزيادات الضريبية على أرباح شركات الطاقة.
وارتفعت أسهم الشركة بأكثر من 3.5% في التعاملات الصباحية يوم الخميس في لندن.
وقالت المجموعة التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها إنها تتوقع زيادة توزيعات أرباحها للربع الرابع بنسبة 15%.
وقال الرئيس التنفيذي بن فان بيردن: «نحن نقدم نتائج قوية في وقت نشهد تقلبات مستمرة في أسواق الطاقة العالمية».
وانخفضت أسعار النفط من أكثر من 120 دولاراً للبرميل في يونيو إلى نحو 90 دولاراً للبرميل مع تأثير مخاوف الركود في أوروبا على النشاط الاقتصادي، في حين تراجعت أسعار الغاز عن مستوياتها القياسية في وقت سابق من العام.
وقالت الشركة إن عمليات إعادة الشراء الإضافية ستزيد إجمالي مشتريات الأسهم لهذا العام إلى 18.5 مليار دولار، ما يرفع توزيعات المساهمين المعلنة لعام 2022 إلى نحو 26 مليار دولار.
وقالت شل إنه على الرغم من انخفاض متوسط أسعار النفط الخام مقارنة بالربع الثاني، إلا أن الأداء التشغيلي «القوي» في أصولها في المياه العميقة أدى إلى انتعاش الأرباح.
وارتفعت أرباح شل قسم الاستكشاف والإنتاج في شل إلى 5.9 مليار دولار، ارتفاعاً من 4.9 مليار دولار في الأشهر الثلاثة حتى نهاية يونيو.
في المقابل، انخفضت الأرباح البالغة 2.3 مليار دولار في أعمال الغاز المتكاملة لشركة شل، والتي تشمل تجارة الغاز الطبيعي المسال، بنحو 40% عن يونيو بسبب انخفاض مستويات الإنتاج، وانخفاض الطلب الموسمي.
وقال بيراج بورخاتاريا، من آر بي سي كابيتال ماركتس: «على الرغم من أن أداء الغاز المتكامل كان سيئًا بشكل خاص هذا الربع، كان أداء قسم الاستكشاف والإنتاج في شل قوياً بشكل خاص».
وأضاف أن الزيادة بنسبة 15% في أرباح شل للربع الأخير كانت «أعلى بكثير» من توقعات آر بي سي الخاصة، ومن المرجح أن «تلقى استحسان المستثمرين».
وتعد شركة شل هي أكبر شركة تجارية في العالم للغاز الطبيعي المسال، وقد ارتفعت أسعارها على مستوى العالم منذ الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في فبراير.
وبلغت الأسعار المعيارية لشمال آسيا 70 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية (mmbtu) في أغسطس، أي أكثر من ضعف السعر في بداية العام.
ووصل المعيار الأوروبي لغاز الأنابيب والغاز الطبيعي المسال «TTF»، إلى أكثر من 300 يورو لكل ميغاواط/ ساعة (88.5 دولار/ مليون وحدة حرارية بريطانية) في أغسطس، بزيادة تقارب 250% مقارنة ببداية العام.
وانخفضت الأسعار منذ ذلك الحين في كل من أوروبا وآسيا بسبب اعتدال الطقس، ووصول تخزين الغاز في أوروبا إلى طاقته الكاملة تقريباً.