حققت أكبر البنوك في أوروبا أرباحاً ضخمة على خلفية ارتفاع أسعار الفائدة في الربع الثالث، ما زاد من احتمالية استهداف الحكومات للمقرضين بضرائب غير متوقعة.
وأعلن دويتشه بنك، الأربعاء، عن أحد أقوى عروضه الفصلية، في حين تفوقت باركليز وسانتاندير ويوني كريديت وستاندرد تشارترد وإتش إس بي سي ويو بي إس على تقديرات المحللين، بحسب فاينانشيال تايمز.
وكانت معدلات الفائدة المرتفعة -التي عادة ما تعزز أرباح البنوك- هي السبب الرئيسي، بينما ساعد الأداء القوي في تداول الدخل الثابت أيضاً المقرضين مع البنوك الاستثمارية الكبيرة، مثل دويتشه بنك وباركليز.
وتعد الأرباح هدف جذب للحكومات التي تعاني من ضائقة مالية، وفي يوليو أصبحت إسبانيا أول دولة في أوروبا الغربية تقترح ضريبة غير متوقعة على أرباح البنوك، على خطى المجر، التي أدخلت ضريبة إضافية، وهو ما وضع إسبانيا على مسار تصادمي محتمل مع البنك المركزي الأوروبي.
كما يستعد وزير المالية البريطاني الجديد، جيريمي هانت، للحفاظ على ضريبة بنكية في مجموعة من الزيادات الضريبية المصممة للتراجع عن التأثير الكارثي لميزانية خفض الضرائب قصيرة الأجل التي كشف عنها سلفه.
وارتفعت أسعار الفائدة في بنك إنجلترا إلى 2.25% من 0.1% العام الماضي، بينما يتوقع محللو البنوك أن يرفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة من 0.75% إلى 2.5% العام المقبل.
وأعلن بنك باركليز عن تحقيق أرباح قبل خصم الضرائب بقيمة 1.97 مليار جنيه استرليني للأشهر الثلاثة المنتهية في نهاية سبتمبر، بزيادة قدرها 6% عن العام الماضي، وتفوق توقعات المحللين عند 1.81 مليار جنيه استرليني.
وتضاعفت أرباح دويتشه بنك قبل الضرائب بأكثر من الضعف إلى 1.6 مليار يورو في الربع الثالث، وهو أعلى مستوى منذ عام 2006 وأعلى من متوسط توقعات المحللين البالغ 1.3 مليار يورو، وسجلت جميع الأقسام الأربعة للبنك إيرادات أعلى، حيث اكتسبت وحدة البنك الاستثماري حصة سوقية في تداول الدخل الثابت.
وأفاد بنك سانتاندير، أكبر مقرض في منطقة اليورو، عن زيادة بنسبة 11% على أساس سنوي في صافي الدخل إلى 2.42 مليار يورو في الربع الثالث، متجاوزاً التوقعات، لكنه يمثل تباطؤاً عن النمو في الأشهر الثلاثة السابقة.
وزاد البنك الإسباني احتياطياته من خسائر القروض المحتملة بنسبة 24% إلى 2.76 مليار يورو، حيث وضع التضخم وأسعار الفائدة المرتفعة المزيد من الشركات والمستهلكين تحت الضغط، وبينما ارتفعت معدلات التخلف عن السداد في الولايات المتحدة والبرازيل، إلا أنها انخفضت في المملكة المتحدة وإسبانيا والمكسيك.
قال «يوني كريدت» ومقره ميلانو إن صافي الربح هذا العام سيتجاوز 4.8 مليار يورو، أعلى من التوجيه السابق، بسبب ارتفاع أسعار الفائدة وأرباح الربع الثالث أفضل من المتوقع.
وأعلن ثاني أكبر بنك في إيطاليا عن تحقيق أرباح قياسية بلغت 1.71 مليار يورو في الأشهر الثلاثة المنتهية في سبتمبر، أعلى من توقعات المحللين البالغة مليار يورو بفضل خسائر القروض الأقل من المتوقع.
جاءت أرباح ستاندرد تشارترد في الربع الثالث أعلى من المتوقع بسبب ارتفاع أسعار الفائدة، حيث أعلن البنك عن أرباح قبل الضرائب بلغت 1.4 مليار دولار في الربع الثالث، بزيادة 40% عن العام السابق، وتفوق تقديرات المحللين البالغة 1.1 مليار دولار.
جاء الأداء المتفوق من ستاندرد تشارترد في أعقاب قيام المقرض المنافس HSBC بتحقيق أرباح وفيرة في الربع الثالث يوم الثلاثاء، رغم الاضطرابات الأخيرة في السوق المحلية والتي صاحبت التقلبات الشديدة في السندات الحكومية البريطانية.