أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، اليوم الثلاثاء، برنامج التحول التكنولوجي في القطاعات ذات الأولوية على المستوى الوطني وفي إطار الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة لتعزيز استدامتها وتنافسيتها على الصعيد العالمي، وتسريع تحول القطاع بتوظيف التكنولوجيا فيه، وتحقيق الريادة العالمية في مجال التطوير والابتكار في تكنولوجيات المستقبل، وتأهيل القدرات الوطنية وتمكين مطوري التكنولوجيا ورواد الأعمال والشركات التكنولوجية الناشئة من تطوير أعمالهم، في رحلة التحول الرقمي.
وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «أطلقنا برنامجاً وطنياً لتسريع وتيرة التحول التكنولوجي في القطاعات الصناعية والانتاجية. البرنامج يستهدف تطوير 1000 مشروع تكنولوجي، ويتضمن إنشاء مراكز وطنية للتمكين الصناعي ويهدف لتصدير منتجات تكنولوجية إماراتية متقدمة بقيمة 15 مليار درهم سنوياً.. هدفنا نقلة نوعية لأتمتة الصناعة».
وأكد: «أن توظيف التكنولوجيا المتقدمة في الصناعات والمشاريع ركيزة أساسية لتطوير اقتصادنا الوطني بالشراكة مع القطاع الخاص.. ودولة الإمارات تمثل مركزاً عالمياً في مجالات البحث والتطوير والابتكار في تكنولوجيا المستقبل».
وأضاف: «من خلال التكنولوجيا المتقدمة نرى فرصاً لتحقيق أولوياتنا الوطنية وطموحاتنا للخمسين عام القادمة.. البرنامج سيكون ممكناً لمطوري التكنولوجيا ورواد الأعمال والشركات التكنولوجية الناشئة لتجريب التكنولوجيا في الإمارات والانطلاق منها لمشاريع تحولية عالمية ذات أثر ملموس».
جاء إطلاق البرنامج خلال فعالية خاصة في قصر الوطن في العاصمة أبوظبي، حيث قدم كل من الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، و سارة بنت يوسف الأميري وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة، عرضاً أمام الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حول برنامج التحول التكنولوجي وأهدافه ومبادراته، إضافة إلى الإنجازات التي تم تحقيقها عبر تبني وتطوير التكنولوجيا المتقدمة في القطاع الصناعي.
1000 مشروع تكنولوجي حتى عام 2031
يهدف هذا البرنامج إلى إطلاق 1000 مشروع تكنولوجي في العديد من القطاعات الإنتاجية الرئيسية على مستوى الدولة حتى عام 2031، بما يتوافق مع الأولويات الوطنية لدولة الإمارات، التي من أهمها بناء اقتصاد وطني مرن وتنافسي قائم على المعرفة والابتكار وتحقيق أهداف التنمية المستدامة والحياد المناخي، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، و رفع مستوى الإنتاجية في الاقتصاد الوطني، وتحسين جودة الحياة، وتعزيز مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي للعلوم والتكنولوجيا، كما ترافق مع البرنامج، إطلاق 5 مبادرات أساسية لدعم خارطة الطريق.
ويركز البرنامج على تعزيز التحول التكنولوجي، وتحقيق عدة أهداف من أبرزها تحقيق أثر على الناتج المحلي الإجمالي بقيمة 110 مليارات درهم، وتصدير منتجات تكنولوجية بقيمة 15 مليار درهم، وتحقيق 15 مليار درهم سنوياً من الإنتاجية الصناعية، واستثمار 11 مليار درهم في التكنولوجيا المتقدمة، وتأهيل الكفاءات الاماراتية في مشار يع التكنولوجيا المتقدمة خلال 10 سنوات كمتخصصين في المجال التكنولوجي.
5 مبادرات
وسيتم تفعيل برنامج التحول التكنولوجي في القطاع الصناعي من خلال إطلاق 5 مبادرات تترافق معه، وهي مؤشر الثورة الصناعية الرابعة وسيتم استحداثه كأول مؤشر خاص بالدولة لقياس جاهزية القطاع الصناعي في مجال الثورة الصناعية الرابعة والاستدامة.
ويهدف المؤشر إلى رفع مستوى الوعي حول مفاهيم الثورة الصناعية الرابعة، وتحديد مستوى جاهزية المصانع، وتحديد الأولويات في تبني التكنولوجيا لكل مصنع، ووضع توصيات لكل مصنع للتحول التكنولوجي المربوط بالاستدامة، كما سيتم تأهيل وتدريب عدد من المواطنين لأول مرة لزيارة المصانع وعمل التقييم بدلا من الاعتماد على شركات عالمية لإجراء هذا التقييم.
كما يرتبط المؤشر بعدد من الحوافز لدعم الشركات في تبني التكنولوجيا المتقدمة مثل إضافة 5% علاوة للتكنولوجيا المتقدمة في معادلة القيمة الوطنية المضافة، التي تتيح للشركات الحاملة لشهادتها الحصول على الأولوية في التعاقدات الحكومية.
وسيتم طرح مؤشر الامارات في دول الخليج العربي والعالم لاستخدام الأداة كمعيار لقياس مدى النضج الرقمي للشركات لديهم مما سيعزز من مكانة الإمارات كدولة رائدة إقليمياً وعالمياً في قطاع التكنولوجيا المتقدمة.أما المبادرة الثانية فهي مبادرة مراكز التمكين الصناعي، و هي مبادرة لتمكين تبني التكنولوجيا المتقدمة في القطاع الصناعي من خلال توفير خدمات أساسية في رحلة تبني التكنولوجيا المتقدمة، وسيعمل مركز التمكين الصناعي على بناء القدرات في القطاع الصناعي والدعم لتطوير الإستراتيجيات الرقمية وتوفير الدعم في تنفيذ مشاريع تبني التكنولوجيا المتقدمة من خلال تنظيم وتنسيق التفاعل بين المصنعين ومقدمي الخدمات، كما تهدف المبادرة إلى تسريع وتيرة تبني التكنولوجيا من خلال دعم المصنعين من مرحلة التوعية إلى التنفيذ والابتكار، وبناء منظومة متكاملة وداعمة من خلال شبكة من الشركاء تسهم في عملية التحول التكنولوجي والمشاركة في الإبداع والإبتكار الصناعي من خلال توفير منصة لتجريب أحدث التكنولوجيات، ويتم حالياً تحديد مراكز التمكين في الدولة، حيث يعد مركز إيدج للتعلم والابتكار، أول هذه المراكز.
أما المبادرة الثالثة فهي مبادرة حوافز التكنولوجيا المتقدمة عبر تقديم حلول تمويلية متنوعة تدعم تبني التكنولوجيا المتقدمة لدى المصنعين من خلال توفير حزمة من الحلول المالية المناسبة، وتهدف المبادرة إلى توفير الحوافز المالية لتبني التكنولوجيا للشركات الراغبة في تسريع وتيرة تبني التكنولوجيا من خلال تحفيز الشركات لتنفيذ خطط التطور طويلة المدى بشكل أسرع والتشجيع على تبني التكنولوجيا، إضافة إلى 5% علاوة للتكنولوجيا المتقدمة في معادلة القيمة الوطنية المضافة، الذي يعد من مشاريع الخمسين، ويهدف إلى تحقيق فوائد اقتصادية من خلال تدوير رأس المال الحكومي في الاقتصاد الوطني عبر قطاع الصناعة و الخدمات، ويشمل إجمالي المبالغ التي تنفق داخل الدولة على تكلفة التصنيع، من منتجات وخدمات محلية، واستثمار في الدولة، ويهدف إلى دعم الصناعة الوطنية وإعادة توجيه جزء أكبر من مصروفات المشتريات والخدمات إلى الاقتصاد الوطني وإيجاد فرص عمل إضافية نوعية.
أما المبادرة الرابعة فهي مبادرة جائزة مصنع المستقبل، وستكون جائزة سنوية لتقدير وتكريم المؤسسات الصناعية الرائدة في مجال الثورة الصناعية الرابعة وتبني التكنولوجيا المتقدمة وتهدف الجائزة إلى تسليط الضوء على أهم المشاريع التكنولوجية التحولية في القطاع الصناعي، وتشجيع استخدام أحدث التكنولوجيات المبتكرة وخلق بيئة تنافسية في القطاع الصناعي، بما يعزز الاستدامة الاقتصادية.
وخامس المبادرات هي مبادرة البيئة التجریبیة لإختبار التكنولوجیا المتقدمة وستكون منصة تتیح للشركات الناشئة والمبتكرین ومطوري التكنولوجیا من اختبار ابتكاراتھم في بیئة تجریبیة واقعیة من خلال شبكة من الشركاء الداعمین في القطاعات الحیویة، كما تركز هذه المبادرة على جانبين، أولهما توفير بيئة للشركات الناشئة لتجريب التكنولوجيا والثاني توفير الفرص للشركات الصناعية لتجريب التكنولوجيا قبل تبنيها.
تحول جوهري
من جانبه قال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة: «تركز وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة تركز على تحقيق رؤية القيادة بتطوير القطاع الصناعي وتعزيز مساهمته في الاقتصاد الوطني».
وسيؤدي تطبيق برنامج التحول التكنولوجي إلى إحداث نقلة نوعية في القطاع الصناعي وسيمتد تأثيره إلى مختلف القطاعات، إضافةً إلى تعزيز الشراكة بين القطاع الصناعي والتكنولوجي مع بقية القطاعات وتطويره بما يتناسب مع أهداف دولة الإمارات بالتحول إلى مركز صناعي وتكنولوجي عالمي، وتعزيز تنافسية الصناعات والمنتجات التكنولوجية الوطنية، بما يسهم في تمكين نمو الاقتصاد الوطني.
وأضاف: «يستند برنامج التحول التكنولوجي إلى مبادرات تم إطلاقها خلال الأعوام الماضية، ومن أبرزها الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، وحملة»اصنع في الامارات«، وبرنامج»القيمة الوطنية المضافة«. كما أطلقت الوزارة برنامج تمويل التكنولوجيا المتقدمة بالتعاون مع مصرف الإمارات للتنمية في 2021، و برنامج الصناعة 4.0 وهو برنامج شامل ضمن مشاريع الخمسين ويركز على تحفيز التحول التكنولوجي». وقال: «يعتبر برنامج التحول التكنولوجي أحد المشاريع التحولية التي أعلنت عنها حكومة دولة الامارات وهي المشاريع التي تؤسس لحقبة تنموية جديدة للخمسين عاما المقبلة، وترسخ مكانة الدولة إقليمياً وعالمياً في جميع القطاعات».وأضاف: "دولة الإمارات تركز على التكنولوجيا المتقدمة لتعزيز نمو صناعاتها والارتقاء بتنافسيتها وتعزيز مساهمتها في تنويع الاقتصاد، وإرساء ركائز اقتصاد قائم على المعرفة، وبناء منظومة توفر وتدعم خلق وظائف مستدامة، بما يحقق قيمة أعلى في قطاعاتنا الأساسية التي نمتلك فيها مزايا تنافسية.
وتعد التكنولوجيا المحرك الأقوى والأكثر كفاءة لخلق مزايا تنافسية في جميع قطاعاتنا الحيوية وستساهم في عملية التحول إلى اقتصاد منخفض الكربون".
تحفيز التحول التكنولوجي
من جهتها قالت سارة بنت يوسف الأميري وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة إن دولة الإمارات حققت إنجازات نوعية خلال الخمسين عاماً، وأنها تتطلع إلى تعزيز مكانتها الريادية خلال الخمسين سنة المقبلة، بتوجيه كريم من قيادة الدولة الرشيدة.وأضافت: " لقد جاء برنامج التحول التكنولوجي ضمن تصور محددبأهدافه على مدى 10 سنوات، من أجل زيادة التمكين العلمي والتكنولوجي في كل القطاعات، وبما يعزز الأثر الإيجابي على الاقتصاد الإماراتي، حيث سيوفر هذا البرنامج فرصاً كبيرة على صعيد الاستثمارات التكنولوجية، وزيادة الأثر الاقتصادي على الناتج المحلي الإجمالي، وتعزيز صادرات الإمارات التكنولوجية وزيادة تنافسيتها، وسيوفر فرصاً للكفاءات الإماراتية لصقل مهاراتهم في هذا المجال، إضافة إلى تسريع وتيرة التحول التكنولوجي في القطاعات ذات الأولوية لتعزيز تنافسيتها واستدامتها وتحقيق الريادة العالمية في مجال البحث والتطوير والابتكار في تكنولوجيات المستقبل، وتمكين مطوري التكنولوجيا ورواد الأعمال والشركات التكنولوجية الناشئة”.
وقالت: «مسيرة التطور التكنولوجي في دولة الإمارات متواصلة، وقد سبق هذا البرنامج برنامج الصناعة 4.0 وهو برنامج شامل يركز على تحفيز التحول التكنولوجي، وتسريع التحول الرقمي ورفع تنافسية واستدامة القطاع الصناعي وزيادة قدرته الإنتاجية وجودة منتجاته من خلال توظيف واستخدام التكنولوجيا بما يرسخ مكانة دولة الإمارات ضمن رواد الثورة الصناعية الرابعة، حيث يعد هذا البرنامج ركن التكنولوجيا المتقدمة في الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة».
سلسلة من المبادرات
وينضم هذا البرنامج إلى سلسلة طويلة من المبادرات التكنولوجية والصناعية التي أطلقتها دولة الإمارات خلال السنين الماضية، من بينها برنامج الصناعة 4.0 وهو برنامج تكاملي تم إطلاقه ضمن مشاريع الخمسين ويركز على تعزيز ثقافة الابتكار وتحفيز التحول التكنولوجي والذي يندرج تحته عدة مبادرات مثل برنامج القيادة 4.0 الذي يعد البرنامج الأول من نوعه لبناء قيادات صناعية واعية بأهمية وقيمة تبني تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، وبرنامج شبكة رواد الصناعة 4.0 والتي تضم 17 شركة عالمية ووطنية رائدة في مجال الثورة الصناعية الرابعة تعمل على عرض الاستخدامات الناجحة لتكنولوجيات الجيل الرابع من الصناعة وأفضل الممارسات وذلك لنقلها لشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة، و برنامج تمويل التكنولوجيا المتقدمة الذي أطلقته وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بالشراكة مع مصرف الإمارات للتنمية في 2021 وهو برنامج تمويلي بقيمة 5 مليارات درهم لدعم مشاريع تبني وتطوير التكنولوجيا المتقدمة خلال الخمس سنوات القادمة.