رحبت بورصة لندن بإصدار السندات الخضراء لصندوق الاستثمارات العامة، وهو أول إصدار من نوعه لصندوق ثروة سيادي سيدرج في بورصة لندن.
ويعد الإعلان أول إصدار سندات لصندوق الاستثمارات العامة، ويأتي بعد سلسلة من الصفقات الناجحة في أسواق الدين الخاصة، وهو أول إصدار لسندات خضراء لـ100 عام.
وسيتم إدراج الإصدار البالغ 3 مليارات دولار، والذي يتضمن 3 شرائح، يتم سدادها في 2027، 2032، 2122 في سوق السندات المستدامة لبورصة لندن، وقد تجاوزت الاكتتابات قيمة الإصدار بمقدار تجاوز 8 أضعاف من قبل المستثمرين.
ويؤكد إصدار السندات الخضراء من قبل صندوق الاستثمارات العامة التزامه بدعم برنامج الاستدامة في المملكة من خلال تنويع اقتصادها، والمساهمة بما أعلنته المملكة عن اعتزامها تحقيق الحياد الصفري بحلول عام 2060.
ويتوافق إصدار السندات مع مبادئ السندات الخضراء لمؤسسة أسواق رأس المال العالمية لعام 2021، والتي حددت متطلبات استخدام العائدات، وتقييم المشاريع واختيارها، وإدارة الموارد وإعداد التقارير.
عائدات الإصدار
وقد وضع صندوق الاستثمارات العامة إطاراً عاماً لتمويل المشاريع الخضراء، وذلك تماشياً مع دور الصندوق في دعم أجندة المملكة الخضراء، ويحدد هذا الإطار المشاريع الخضراء المؤهلة للتمويل، وذلك بما يتماشى مع المعايير الدولية.
وسيتم تخصيص عائدات الإصدار لتمويل أو إعادة تمويل المشاريع الخضراء المؤهلة، والمتوافقة مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة بما في ذلك الاستثمار في الإدارة المستدامة للمياه، والطاقة المتجددة، ومكافحة التلوث، والمباني الخضراء، ووسائل النقل النظيف.
479 مليار دولار إصدارات خضراء
ووفق بيانات ريفينيتيف، وهي شركة تابعة لمجموعة بورصة لندن، فقد بلغ إجمالي إصدارات السندات الخضراء العالمية نحو 479 مليار دولار لأكثر من ألف إصدار في عام 2021، وهو رقم قياسي؛ حيث بلغ معدل النمو 96%، مقارنة بعام 2020 مع العلم أن حجم الإصدارات قد بلغ 63 مليار دولار فقط في عام 2016.
واعتمد صندوق الاستثمارات العامة في إنجاز صفقة الإصدار على المنصة الرقمية للبث المباشر لبورصة لندن «سبارك لايف رودشو»، والمتخصصة بالمؤتمرات والأنشطة التسويقية للمستثمرين في أسواق رأس المال العالمية.
وساهمت المنصة بتفاعل كبير مع المستثمرين العالميين الذين قاموا بحضور العرض التقديمي للإصدار، والاطلاع على جميع المعلومات المتعلقة بالصفقة.
وتقدم «سبارك لايف رودشو» حلول الإدارة، وتنظيم مؤتمرات افتراضية متعلقة بالسوق، وهي أيضاً تعتمد من قبل المستثمرين للاطلاع على إعلانات النتائج الربعية للشركات، واجتماعات الجمعية العمومية العادية، وأنشطة أسواق رأس المال والجولات الترويجية للمستثمرين.
أجندة المملكة والتغير المناخي
وقالت جوليا هوغيت، الرئيس التنفيذي لبورصة لندن: «إن الإصدار يؤكد التزام صندوق الاستثمارات العامة بالمساهمة في دعم أجندة المملكة الخضراء».
وأضافت «إن التغير المناخي هو التحدي الأكثر إلحاحاً في حياتنا، وباعتبارها مركزاً مالياً ودولياً بارزاً حول العالم تعمل بورصة لندن بشكل حثيث بهدف تمكين وتوجيه رأس المال؛ للمساعدة في تمويل مشاريع خضراء عدة، والوصول لصافي انبعاثات الكربون الصفري».
وقال اندو جريفيث، السكرتير المالي للخزينة في حكومة المملكة المتحدة: «إن إدراج أول سندات خضراء من قبل صندوق الاستثمارات العامة في لندن هو مؤشر على الثقة الوطيدة في المملكة المتحدة، وموقعها العالمي الريادي في قطاع التمويل المستدام».
وأشار إلى إن إطلاق أول سندات خضراء من قبل صندوق ثروة سيادي يؤكد أيضاً علي التعاون المثمر الذي تقوم به المملكة المتحدة مع شركائها؛ بهدف تطوير وتنفيذ أجندة عالمية لتمويل المشاريع المستدامة.
وتقدم مجموعة بورصة لندن حلولاً عديدة للجهات المصدرة، بما يتوافق مع احتياجات النظام البيئي المالي المستدام، وذلك من خلال بيانات وتحليلات الاستثمار المستدام الشامل ومؤشرات الأصول المتعددة للمستثمرين، والوصول إلى أسواق رأس المال الدولية للتمويل.
وتعد بورصة لندن مركزاً عالمياً رائداً للتمويل المستدام، وقد دعمت المستثمرين والمصدرين في الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون ومستدام لأكثر من عقد من الزمان.
ويعد سوق السندات المستدامة مركزاً لأكثر من 300 من السندات الخضراء وسندات الاستدامة التي تصل قيمتها لأكثر من 120 مليار جنيه استرليني.
وفي مجال أسواق الأسهم، فقد تم تصنيف أكثر من 100 مصدر ضمن المؤشر الأخضر الاقتصادي لبورصة لندن، والذي يشمل جميع الشركات والصناديق المدرجة التي تستمد أكثر من 50% من إيراداتها من المنتجات والخدمات الخضراء.