الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

يبشّر بسلسلة من الزيادات في أسعار الفائدة.. جموح التضخم في أوروبا يواصل الارتفاع

يبشّر بسلسلة من الزيادات في أسعار الفائدة.. جموح التضخم في أوروبا يواصل الارتفاع

قفز التضخم في منطقة اليورو إلى مستوى قياسي جديد، وسيصل قريباً إلى خانة العشرات، ما يبشّر بسلسلة من الزيادات الكبيرة في أسعار الفائدة حتى في الوقت الذي بات فيه الوقوع في براثن ركود مؤلم أمراً مؤكداً على نحو متزايد.

وقفزت أسعار المستهلكين أكثر مما كان متوقعاً في أغسطس/ آب مدفوعة بارتفاع أسعار الغاز، فضلاً عن جفاف مدمر، وهناك ارتفاعات أخرى متوقعة، ما يزيد من معاناة الأسر والشركات لأن التضخم ببساطة يلتهم احتياطياتها النقدية.

وهذا التزامن بين الأسعار المرتفعة والنمو المنخفض، والذي يشار إليه غالباً بالركود التضخمي، لا يترك للبنك المركزي الأوروبي سوى خيارات مؤلمة من شأنها أن تزيد من معاناة سكان منطقة اليورو البالغ عددهم 340 مليون نسمة.

وما يزيد من صعوبة الموقف بالنسبة للبنك، أن إجراءات التحفيز وتيسير السياسة النقدية التي قد يتخذها، لن تؤدي إلا إلى زيادة التضخم وإلحاق الضرر في نهاية المطاف بمصداقيته، ما يهدد أسس تفويضه في مكافحة التضخم.

لكن تشديد السياسة النقدية سيبطئ النمو أكثر، ما يفضي إلى زيادة شبه مؤكدة في وتيرة التراجع الاقتصادي من بداية موسم التدفئة في أكتوبر/ تشرين الأول.

وفي نهاية المطاف، سيختار صانعو السياسة في المركزي الأوروبي مكافحة التضخم ليرفعوا على الأرجح، وفي مسعى لكبح جماحه، معدلات الفائدة في كل اجتماع متبق هذا العام، ما يرفع تكاليف الاقتراض للحكومات والشركات والأسر، حتى في ظل شح الموارد المالية بالفعل.

بل إن أرقام التضخم اليوم ستقوي الحجة من أجل رفع البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة بدرجة كبيرة للغاية بواقع 75 نقطة أساس الأسبوع المقبل، وسيتعين على أصحاب نهج التيسير النقدي أن يخوضوا معركة شاقة لخفض الرفع إلى 50 نقطة أساس، وهي وتيرة لا تزال كبيرة.

تسارع التضخم

وتسارع التضخم في 19 دولة تشترك في العملة الأوروبية الموحدة إلى 9.1% في أغسطس آب من 8.9% في الشهر السابق عليه، وتجاوز التوقعات مرة أخرى مع زيادة ضغوط الأسعار.

وقال كريستوف ويل الخبير الاقتصادي في كومرتس بنك: «من المرجح أن يقفز معدل التضخم في سبتمبر.. وبالتالي، فإن الضغط على البنك المركزي الأوروبي لمواصلة رفع أسعار الفائدة بدرجة كبيرة من المرجح أن يظل مرتفعاً».

وفي حين أن الارتفاع في أسعار المواد الغذائية والطاقة لم يكن مفاجئاً، فإن القفزة في تكاليف الخدمات والتضخم البالغ 5% في أسعار السلع الصناعية غير المرتبطة بالطاقة من الواضح أنها ستقلق صانعي السياسة في المركزي الأوروبي.

وسيثير قلقهم أيضاً الارتفاع المستمر في الأسعار في قطاعات أخرى ذات صلة، ما يشير إلى أن التكاليف المرتفعة تمتد الآن إلى الاقتصاد بأكمله، من خلال ما يسمى بتأثيرات «الجولة الثانية».

وباستثناء الغذاء والوقود، تسارع التضخم إلى 5.5% من 5.1%، بينما ارتفع مقياس أضيق، يستثني أيضاً الكحول والتبغ إلى 4.3% من 4%.

وقالت مجموعة الخدمات المالية نورديا في مذكرة: «نتوقع الآن أن يرفع البنك المركزي الأوروبي (سعر الفائدة) 75 نقطة أساس الأسبوع المقبل».

ركود اقتصادي

وفي ظل ما سبق، فإن تجنب الانكماش أمر يزداد صعوبة فيما يبدو مع انخفاض المعنويات الاقتصادية أكثر من المتوقع هذا الشهر، ما يسلط الضوء على مخاوف النمو.

وستجبر تكاليف الطاقة المرتفعة الأسر على توجيه إنفاقها نحو فاتورة التدفئة، ما يترك موارد أقل لأوجه الإنفاق الأخرى، وخاصة الخدمات.

كما ستتأثر الصناعة بشدة، إذ من المحتمل أن تقلص القطاعات الكثيفة الاستهلاك للطاقة الإنتاج. وسيؤدي ذلك لاحقاً إلى شح المعروض، ما يزيد من التضخم.

وقال ريكاردو مارسيلي فابياني من أوكسفورد إيكونوميكس: «ارتفاع التضخم سيزيد من الضغط على الطلب، ما يؤدي إلى انخفاض النمو ودفع منطقة اليورو إلى الركود هذا الشتاء».