السبت - 23 نوفمبر 2024
السبت - 23 نوفمبر 2024

فاينانشال تايمز: انحسار «الأزمات اللوجستية» وسط موجة تعافي للاقتصاد العالمي

فاينانشال تايمز: انحسار «الأزمات اللوجستية» وسط موجة تعافي للاقتصاد العالمي

قناة السويس. (رويترز)

يبدو أن التدريبات العسكرية في مضيق تايوان لا تبشر بالخير لسلاسل التوريد العالمية، ومع ذلك، وبغض النظر عن احتمالية التوترات بين بكين وتايبيه لإثارة الاضطرابات، فإن الأزمات اللوجستية التي أصبحت السمة المميزة لاقتصاد عصر الوباء آخذة في الانحسار أو التراجع، وفقاً لصحيفة «فاينانشال تايمز».

وبعد 18 شهراً مضطربة، أثارها ما وصفه المتخصصون في الصناعة بأنه «عاصفة مثالية» من العوامل التي تراوح بين نقص الاستثمار المزمن والإغلاق الناجم عن «كوفيد-19» لسفينة حاويات عملاقة عالقة في قناة السويس، تشير البيانات الحديثة إلى العودة إلى الهدوء النسبي.

وانخفض متوسط كلفة نقل الصندوق المعدني القياسي البالغ 40 قدماً عبر محيطات العالم بنحو 45% عن ذروته في خريف العام الماضي، وفقاً لبيانات من شركة الشحن الدولية «فريتوس».

وانخفض عدد السفن التي تصطف في طابور خارج ميناء «لوس أنجلوس» بنسبة 75% منذ بداية العام على الرغم من تسجيل الميناء في شهر يونيو الأكثر ازدحاماً منذ قرن، وتتحسن أيضاً أوقات التسليم للشحن الجوي، التي يتم تتبعها بواسطة بوابة سلسلة التوريد «فليكسبورت».

وانخفض مؤشر ضغط سلسلة التوريد العالمية، الذي أنشأه بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، بنسبة 57% في يوليو من ذروته.

وأبلغت الشركات في معظم الاقتصادات الكبيرة عن تخفيف في أوقات تسليم المدخلات والمواد في يوليو، وفقاً لآخر استطلاع شهري لشركة «اس & بي جلوبال» لمديري المشتريات، ولم يعد نقص المواد والمعدات عاملاً يحد من الإنتاج للمصنعين في أوروبا، وفقاً للاستطلاعات التي أجرتها المفوضية الأوروبية.

وقالت كبيرة الاقتصاديين في بنك «آي ان جي»، جوانا كونينجز: «كانت ضغوط سلسلة التوريد خطيرة للغاية لدرجة أن الشركات كانت توقف الإنتاج، وكان النقص يعني ارتفاع الأسعار.. بدأنا الآن نرى مرة أخرى أن البضائع يمكن أن تصل إلى حيث تريد، وأن نظام التجارة الدولية ديناميكي ويمكن أن يتعافى».

ويتوقع الكثيرون أن تتراجع الضغوط أكثر في الأشهر المقبلة، كما يتوقع أكثر من 40% من الشركات المصنعة الأمريكية التي شملها الاستطلاع من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا تحسينات في أوقات التسليم خلال الأشهر الستة المقبلة.

ووفقاً لتقرير «فايننشيال تايمز» ففي ظاهر الأمر، فإن بقعة الهدوء هذه وسط موجة تلو موجة من الاضطرابات الجيوسياسية يجب أن تكون شيئاً جيداً للاقتصاد العالمي، ومع ذلك، قد يعكس هذا الاتجاه ضعف الطلب على السلع، حيث إن التضخم المرتفع، والذي كان جزئياً بسبب الارتفاع الكبير في كلفة الشحن والمواد خلال عام 2021، يؤثر على القوة الشرائية.

وأشارت استطلاعات مؤشر مديري المشتريات التي تمت مراقبتها عن كثب لشهر يوليو إلى أن انخفاض الطلبات وانخفاض عدد الأعمال المتراكمة، وفقاً لجنيفر ماكيون، من كابيتال إيكونوميكس، «دليل إضافي على أن ضعف الطلب يفتح بعض الطاقة الفائضة، ويسمح بتحسين ظروف العرض».

وفي غضون ذلك، تكيفت المراكز اللوجستية مع الضغوط المفروضة عليها وعلى عمالها منذ ربيع عام 2021.

وقال متحدث رسمي في ميناء «لوس أنجلوس»: «لقد تمكنا من معالجة الشحنات بكفاءة أكبر».

ويقول إميل نوس، الذي يقود فريق العمليات في شركة «بيرنج بوينت» الاستشارية، «إن شركات الخدمات اللوجستية والتخزين أصبحت أفضل في إدارة السعة التي تمتلكها»، وأضاف: «إن الإقبال على الأتمتة أعلى بكثير مما رأيته في أي وقت مضى».

ومع ذلك، فإن الطريق إلى ظروف ما قبل الجائحة، حيث أصبح التسليم في الوقت المناسب هو القاعدة، محفوف بالمخاطر.

وقال جوش برازيل، نائب رئيس رؤى سلسلة التوريد في مشروع 44، وهو منصة بيانات: «ما يقلقني هو أننا ندخل في موسم الذروة ولا تستطيع شركات النقل التعامل معها بعد الآن.. سنبدأ في رؤية الازدحام مرة أخرى».

وبينما اختفت أوقات الانتظار خارج لوس أنجلوس تقريباً، كان هناك ازدحام على الساحل الشرقي للولايات المتحدة وفي شمال أوروبا.

ولا يعد الخلاف بين الصين وتايوان والولايات المتحدة فقط سبباً للقلق، هناك أيضاً إصرار بكين على أن موقفها الصفري من فيروس كوفيد لا يزال أفضل طريقة لمعالجة تفشي المرض الجديد، وهي السياسة التي أدت إلى إغلاق الموانئ والمصانع.

قال كبير الاقتصاديين العالميين في «سي آي تي آي»، ناثان شيتس: «ما رأيناه حتى الآن ليس سوى خطوة في هذا الاتجاه، ولكن من المحتمل أن تكون بعض الاضطرابات معنا، لأشهر قادمة، وربما سنوات».