قال المستشار الألماني أولاف شولتز، إنه قد يكون من المنطقي إطالة عمر آخر محطات الطاقة النووية في ألمانيا، حيث إن انخفاض تدفقات الغاز من روسيا يثير احتمالية حدوث أزمة طاقة شتوية في أكبر اقتصاد في أوروبا. وأكد أن المحطات الثلاث المقرر إغلاقها في نهاية هذا العام لا تمثل سوى «نسبة صغيرة» من إجمالي قدرة الكهرباء في ألمانيا، مضيفاً "لكن لا يزال من المنطقي السماح لهم بالاستمرار لفترة أطول". حسب فاينانشيال تايمز.
و ألقى المستشار اللوم على روسيا في تأخير نشر التوربينات لخط أنابيب الغاز نورد ستريم 1، متهماً إياها بالفشل في تسليم المعدات. وقال: «من الواضح أنه لا شىء -على الإطلاق- يقف في طريق نقل هذا التوربين إلى روسيا وتركيبه هناك». وأشارت مجموعة غازبروم الروسية للغاز إلى عدم وجود التوربينات حيث خفضت تدفق الغاز عبر نورد ستريم 1 في منتصف يونيو بنسبة 60%. وذهبت إلى أبعد من ذلك الأسبوع الماضي، وخفضت التدفقات إلى 20% من طاقتها.
وأثارت هذه الخطوة مخاوف من فشل أوروبا في ملء مخزونها من الغاز قبل موسم التدفئة الشتوي الحاسم، ومواجهة نقص الغاز الذي يمكن أن يعطل الحياة اليومية ويدفع أوروبا إلى الركود. وأدلى شولز بهذه التصريحات أثناء وقوفه بجوار التوربينات في وسط الصفوف، بهدف التأكيد للشعب الألماني على أنه لم يكن هناك ما يمنع شركة غازبروم من تسليم المجموعة.
لكن جازبروم تواصل الإصرار على أن مشاكل نورد ستريم 1 هي خطأ أوروبا، مشيرة إلى مشاكل في صيانة التوربينات، وصرّح نائب الرئيس التنفيذي فيتالي ماركيلوف لتلفزيون روسيا -24 الحكومي «نحث الشركاء على حل المشكلات في أقرب وقت ممكن وسيبدأ وضع إمدادات الغاز للسوق الأوروبية في طبيعته على الفور».
ورفضت الحكومة الكندية التي يخضع التوربين للصيانة على أراضيها، في البداية إعادته إلى روسيا، مستشهدة بنظام العقوبات الذي فرضته على الكرملين بسبب أوكرانيا، ورضخت أوتاوا في وقت لاحق بعد أن طلب شولز منها إعفاء المجموعة من العقوبات.وقال شولز خلال زيارته لمصنع سيمنز للطاقة في مولهايم: «المهم هو توضيح أن هذا التوربين يمكن نشره واستخدامه في أي وقت»، «لا يوجد شيء غامض يحدث هنا، التوربينات موجودة، ويمكن توصيلها، ويجب على شخص ما أن يقول فقط إنه يرغب في الحصول عليها».
وقال كريستيان بروخ، الرئيس التنفيذي لشركة سيمنز إنرجي، التي تصنع التوربينات، إن جازبروم ليس لديها أي مبرر لإلقاء اللوم على اختناق تدفقات الغاز عبر نورد ستريم 1 على عدم وجود التوربينات.
وأضاف أنه عندما تم إرساله إلى كندا، كان لدى الروس قطعة غيار مماثلة يمكن تركيبها في مكانها، وقال: إن هناك ستة توربينات من هذا القبيل في بورتوفايا، ومحطة ضاغط نورد ستريم 1، وهناك حاجة لخمسة توربينات فقط، لتصل طاقته الإنتاجية إلى 100%. ومع ذلك، كان يعمل واحد فقط، وقال: «لهذا السبب أصبحنا نملك 20% فقط الآن».
أصر ماركيلوف على أن ضاغط الغاز الذي يعمل في بورتوفايا كان الوحيد الصالح للعمل، وقال: إن التوربينات في الوحدات الأخرى تتطلب صيانة أو إصلاحات. أصبحت مسألة ما إذا كان يتعين على ألمانيا الاستمرار في تشغيل محطات الطاقة النووية الخاصة بها مصدر خلاف كبير بين الأحزاب الثلاثة في الائتلاف الحاكم بالبلاد. ويريد حزب الديمقراطيين الأحرار الليبراليين أصغر الأحزاب الثلاثة، أن تستمر المصانع لفترة أطول بينما يعارض حزب شولز الاشتراكي الديموقراطي والخضر.
وأشار شولتز إلى أن هناك إعادة تفكير جارية في الحكومة، وألمح إلى أن بعض الولايات الألمانية، مثل بافاريا، قد تحتاج إلى السماح بتشغيل محطاتها النووية لفترة أطول؛ لأنها تخلفت عن الركب في بناء مزارع الرياح وشبكات الكهرباء الجديدة.
وقال: إن ألمانيا كانت تصدر الكهرباء إلى فرنسا، التي اضطرت إلى إيقاف تشغيل العديد من محطات الطاقة النووية لأسباب فنية، ووصف ذلك بأنه «مساهمة مهمة في التضامن الأوروبي».