السبت - 23 نوفمبر 2024
السبت - 23 نوفمبر 2024

الأزمات الاقتصادية أكبر التحديات أمام المتنافسين على رئاسة وزراء بريطانيا

الأزمات الاقتصادية أكبر التحديات أمام المتنافسين على رئاسة وزراء بريطانيا

يتنافس كل من ريشي سوناك، وليز تروس، للفوز بخلافة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إلا إن الفائز منهما، لن تكون مهمته سهلة، بل ينتظره تحدٍ كبير يتمثل في المشكلات الاقتصادية التي تواجه بريطانيا، بحسب تقرير نشرته شبكة (CNN) الإخبارية الأمريكية.

وأوضح التقرير أن سوناك وتروس، يخوضان السباق النهائي ليحل الفائز منهما، في 10 داوننغ ستريت، بدلاً من جونسون، الذي أعلن استقالته في وقت سابق من شهر يوليو الجاري، وبانتظار الفائز منهما معركة صعبة لإنعاش الاقتصاد البريطاني الذي يواجه تضخماً قياسياً ونقصاً في العمالة.

مشكلات اقتصادية

فمنذ العام الماضي، أدت الزيادة الكبيرة في أسعار الطاقة، وأزمة سلاسل التوريد، إلى زيادة التضخم العالمي، في وقت كان يشهد خروج العالم من عمليات الإغلاق لمواجهة جائحة كورونا، وجاءت الحرب في أوكرانيا في أواخر فبراير الماضي لتزيد من تدهور الأوضاع.

وأشار التقرير إلى أن المشاكل الاقتصادية لبريطانيا كانت أكبر بكثير، ووفقاً للتوقعات، فإن الاقتصاد البريطاني سيقع في براثن الركود خلال العام المقبل، كما أن معدل النمو سيكون صفراً، عام 2023.

خفض الضرائب

وكان من اللافت أن كلاً من تروس وسوناك، قدم وعوداً بمواجهة التضخم، وفي مقدمة الحلول خفض الضرائب.

ونقل التقرير عن أستاذ الاقتصاد المشارك في كلية لندن للاقتصاد، إيثان إيلزيتزكي قوله «الركود الذي استمر لعقد لن يتم حله بسهولة، ولا يوجد لدى تروس أو سوناك خطة حقيقية باستثناء خفض الضرائب».

ارتفاع أسعار الطاقة

وكان سوناك، وزير المالية السابق بحكومة جونسون، قد قال إن أهم أولوياته هي معالجة التضخم، حيث سجل التضخم السنوي في بريطانيا في شهر يونيو الماضي، أكبر مستوى له منذ 40 عاماً، ووصل إلى 9.4%، إلا أن التقرير أكد أن سوناك يواجه معضلة تتمثل في أن بريطانيا تعتمد على استيراد الوقود والذي ارتفعت أسعاره بشكل كبير.

وكان بنك إنجلترا قد رفع سعر الفائدة 5 مرات، منذ شهر ديسمبر الماضي، في مسعى لمواجهة التضخم والذي تشير التوقعات أنه سيصل إلى 11% في الشهور المقبلة من العام الجاري.

وتواجه بريطانيا خللاً في ميزان الصادرات والواردات، حيث إنها تستورد أكثر مما تصدر، كما أدى ارتفاع أسعار الوقود إلى زيادة العجز التجاري بنسبة 8.3%، وهو الأكبر منذ عام 1955.

كما تواجه بريطانيا معضلة أخرى تتمثل في تراجع سعر الجنيه الاسترليني أمام الدولار الأمريكي، حيث فقد الجنيه نحو 12% من قيمته مقابل الدولار منذ بداية العام الجاري، ما يزيد من تفاقم الأوضاع الاقتصادية، حيث ستتزايد كلفة الواردات.

وأشار التقرير إلى استمرار ارتفاع أسعار الطاقة، وارتفعت معها فاتورة الطاقة السنوية لملايين المنازل في بريطانيا بنسبة 54% خلال العام الجاري، وسط توقعات بأن تستمر في الارتفاع في الخريف لتصل إلى 3000 جنيه استرليني.