ارتفعت أسعار تأجير السيارات التي وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق في عام 2021 إلى مستويات جديدة هذا العام، مع تأثّر المناطق الساحلية في أوروبا بشكل خاص بتضخم الأسعار.
تضاعفت أسعار تأجير السيارات بأكثر من ثلاثة أضعاف في إسبانيا منذ عام 2019، حيث سيضطر المسافرون، الذين كانوا يستأجرون سيارة بما يزيد عن 20 يورو (20 دولاراً) يومياً قبل الوباء، إلى دفع ثلاثة أضعاف هذا الصيف على الأقل. كما شهدت إيطاليا وكرواتيا قفزة في الأسعار بما يزيد عن 180%، وفقاً للبيانات التي جمعتها بوابة المقارنة العملاقة «تشيك 24».
أفاد أندرياس شيفلهولز، المدير الإداري لتأجير السيارات في مواقع المقارنة، بأنه من المرجح أن تزداد الأمور سوءاً ويجب على المسافرين في اللحظة الأخيرة التصرف بسرعة، و تضاعفت الأسعار اليومية مرتين أو ثلاث مرات في وجهات السفر الصيفية الشهيرة، حيث تُعزى الأسعار المتصاعدة إلى حبِّ السفر ما بعد الوباء، والذي كان منيعاً ضد التضخم المرتفع وأزمة الطاقة التي تلوح في الأفق والمخاوف من الركود، في حين عادت أسعار إقامات الليلة الواحدة في منطقة اليورو إلى مستويات ما قبل الوباء في مايو، وفقاً لمتعقِّب السياحة في «أكسفورد إيكونوميكس».
وسيزداد عدد المصطافين مع بداية العطل المدرسية الأوروبية، في حين تسببت عودة السفر بالفعل في إحداث فوضى في المطارات الأوروبية، ما أدى إلى تأخير ما يزيد عن 60% من الرحلات الجوية وإلغاء نحو 8% منها في بعض المراكز الأكثر ازدحاماً في القارة، وفقاً لبيانات وكالة السفر «هوبر». ورداً على ذلك، وضع مطار «هيثرو» في لندن حداً أقصى لحركة الركاب اليومية لمدة شهرين وطلب من شركات الطيران التوقف عن بيع تذاكر الصيف.
بعد انخفاض عدد الموظفين في بداية كوفيد-19، كافحت المطارات وشركات الطيران لمواكبة الأمن ومناولة الأمتعة، ما أنتج طوابير طويلة وأكوام متزايدة من الأمتعة في غير محلها.كما تقلصت شركات تأجير السيارات خلال الوباء، ولم تسترجع العديد منها قوتها التي كانت قبل الوباء رغم انتعاش الطلب. وللسنة الثانية على التوالي، أدت أزمة سلسلة التوريد المدفوعة بالنقص العالمي في أشباه الموصلات إلى الحد من إنتاج السيارات وبالتالي ستشتري شركاتُ التأجير عدداً أقل من السيارات، حسبما جاء في مقالة نشرها موقع «بلومبيرغ» مؤخراً.
صرح شيفلهولز: «قَلَّلت العديد من شركات تأجير السيارات من أسطولها خلال الوباء ولا يمكنها العودة إلى حجم الأساطيل العادية الآن بعد أن ارتفع الطلب». إذ تمكنت شركتا «أفيس بدجت غروب» و «سيكست إس إي» فقط من بين أكبر شركات التأجير في أوروبا، من العودة إلى مستويات أسطولها لعام 2019، في حين لم تسترجع شركة «يوروبكار موبيلتي غروب» و«هيرتز غلوبال القابضة» حجمهما السابق بعد. فيما حولت بعض شركات تأجير السيارات انتعاش الطلب إلى ربح غير متوقع.
لن تهبط الأسعار في أي وقت قريب، حسبما ذكر ألكسندر سيكست، الرئيس التنفيذي المشارك لشركة «سيكست»، والذي صرح: «نخمّن أنّ الأسعار ستكون على هذا المستوى على الأقل في الجزء الأكبر من عام 2023». كما أفاد بأنّ تكاليف الإقامة السياحية والسفر الجوي والمركبات الجديدة ارتفعت جميعها في السنوات الأخيرة، في حين ظلت أسعار تأجير السيارات راكدة لمدة عقد من الزمان. لا يتوقع سيكست انخفاضاً وشيكاً في اهتمام المصطافين، وعلى الرغم من الكلف الإضافية الناجمة عن ارتفاع أسعار الوقود، «فإن توقعات الطلب لهذا الصيف لا تشهد أي انخفاض كبير».