ارتفعت أسعار الإيجارات في لندن خلال العام الحالي حتى يونيو بأسرع معدل نموّ سنوي لها منذ عام 1998، متجاوزةً مستويات ما قبل الجائحة بسبب تنافس العاملين في المكاتب والطلاب الدوليين الذين ينتقلون إلى المدينة لتأمين المنازل، حيث تُظهر البيانات أنَّ أسعار الإيجار في نهاية يونيو كانت أعلى بنسبة 13.5% في الأحياء الراقية في لندن مما كانت عليه قبل 12 شهراً.
ولكن من المتوقع أن يتباطأ نمو أسعار الإيجارات في المناطق الراقية في لندن خلال النصف الثاني من العام، حيث تحدُّ أزمة كُلفة المعيشة من المبالغ التي يمكن للمستأجرين تحمُّلها، حسب ما جاء في مقالةٍ نشرتها "بلومبيرغ" حديثاً.
وتشهد بريطانيا إضراب العمال لمحاولة تأمين أجور أعلى بهدف التخفيف من تأثير التضخم الذي ارتفع إلى أعلى مستوياته في 4 عقود، كما تشهد الأُسر أطولَ فترة من الانخفاض في دخلها منذ الخمسينيات، ومن المتوقع أن ترتفع فواتير الطاقة أكثر في الخريف، ما سيؤدي إلى تدهور سوق العقارات.
ومن ناحيتها أفادت جيسيكا توملينسون، المحللة البحثية في إحدى شركات الوساطة، بأنَّ الزيادة في الإيجارات في الأحياء الراقية وبلدات المسافرين اليوميين «جنباً إلى جنب مع زيادة كُلفة المعيشة، ستحدُّ حتماً من قوة إنفاق المستأجرين، وبالتالي ستحدُّ من النمو في النصف الثاني من هذا العام وما بعده».
تعدُّ الآن مناطق وسط وشمال غرب المدينة أفضل المناطق أداءً، حيث انخفضت الإيجارات بشكل أسرع خلال الإغلاق بسبب الوباء، إذ اختار المستأجرون الأثرياء الخروج من العاصمة، فيما شهدت نوتنغ هيل وإيسلنغتون ووابنغ وويستمنستر، التي تحظى جميعها بشعبية لدى العاملين في مجال التمويل، أعلى ارتفاع في الأسعار ربع السنوية، علماً أنَّ الطلاب والعائلات يتطلَّعون الآن إلى تأمين المنازل قبل بداية الفصل الدراسي.