قد تكون روسيا خلال الساعات القليلة القادمة في حالة تخلف عن السندات، بعد انتهاء فترة السماح على مدفوعات السندات التي تبلغ 100 مليون دولار، وذلك بعد أن حاولت روسيا دفع مستحقاتها المالية بالروبل بدلاً من الدولار، بسبب تضييق الخناق عليها بالعقوبات التي تفرضها دول الغرب رداً على حربها في أوكرانيا.
وفي حال لم تتمكن روسيا من السداد في الموعد النهائي، سيتم تصنيفها كدولة متخلفة عن السداد صباح يوم الاثنين، وفقاً لوثائق السندات.
وفرضت كل من أوروبا وأمريكا العديد من العقوبات الاقتصادية منذ بدء حربها في أوكرانيا، وذلك لتضييق الخناق عليها.
وفي حال تخلفت روسيا عن السداد، فإنها ستكون المرة الأولى التي تتخلف فيها عن سداد ديونها منذ 1918، واقتربت روسيا بشدة من تلك اللحظة في وقت سابق من هذا العام، إلا أنها تمكنت من الهروب عن طريق تبديل طرق الدفع، لكن من غير الممكن القيام بذلك بعد أن أغلقت وزارة الخزانة الأمريكية ثغرة كانت تسمح في السابق للبنوك والأفراد الأمريكيين بقبول مثل هذه المدفوعات.
وفي حال تخلفت روسيا عن السداد ستواجه الأسواق سيناريو فريداً من نوعه لمقترض متخلف عن السداد لديه كافة الموارد للدفع، لكنه لا يستطيع القيام بذلك.
وفي الغالب تكون وكالات التصنيف الكبرى هي المسؤولة عن إعلان تخلف الدول عن السداد، لكن لا تستطيع القيام بذلك بسبب العقوبات على ممارسة الأعمال التجارية الروسية.
وقال تاكاهيد كيوشي، الخبير الاقتصادي في معهد نومورا للأبحاث في طوكيو إن إعلان التخلف عن السداد هو حدث رمزي، وأشار إلى أن الحكومة الروسية فقدت بالفعل فرصة إصدار سندات مقومة بالدولار، وحتى الآن لا تستطيع روسيا الاقتراض من معظم الدول الأجنبية.
ونظراً لأن العقوبات المفروضة على روسيا، بما فيها نظامها المالي والأفراد، شكلت عقبة بشكل متزايد أمام طرق الدفع، حيث جادلت روسيا بأنها أوفت بالتزاماتها المالية عن طريق تحويل مدفوعات مايو إلى وكيل دفع محلي، إلا أن المستثمرين لم يتسلموا الأموال الخاصة بهم حتى الآن، وفقاً لما ذكرته وكالة بلومبيرغ.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع قامت روسيا بتحويلات أخرى بالروبل، إلا أن شروط بعض السندات تحدد أن تكون الدفعات بالدولار أو بعملات أخرى.
القوة القاهرة
واستشهد وزير المالية الروسي بالقوة القاهرة كمبرر لتبديل العملات، حيث أوضح محامون لبلومبيرغ أن العقوبات لم تشملها على مر التاريخ.
و القوة القاهرة في القانون والاقتصاد هي إحدى بنود العقود، تعفي كلاً من الطرفَين المتعاقدَين من التزاماتهما عند حدوث ظروف قاهرة خارجة عن إرادتهما، مثل الحرب أو الثورة أو إضراب العمال، أو جريمة أو كوارث طبيعية كـزلزال أو فيضان. قد يمنع أحد تلك الأحداث طرفاً من طرفَي التعاقد أو الطرفين معاً من تنفيذ التزاماته طبقاً للعقد.
وقال أنطوان سيلوانوف إن هناك العديد من الأسباب التي تدفع روسيا للتخلف عن السداد من خلال منعها بشكل مصطنع من خدمة ديونها السيادية الخارجية.
ما هو التخلف عن السداد؟
التخلف عن السداد هو عدم التزام دولة بالتزاماتها المالية المستحقة إما إلى دولة أخرى، أو إلى المؤسسات المالية الدولية كصندوق النقد الدولي أو البنك الدولي، أو إلى المستثمرين الذين قاموا بحيازة سندات تلك الدولة.
ويمكن أن يُعلن التخلف عن السداد من جانب وكالة تصنيف بعد نهاية فترة سماح آلية من ثلاثين يومياً، في أعقاب استحقاق موعد الدفعة. لكن في حالة روسيا فإن وكالات التصنيف الثلاث توقفت عن تغطية هذا البلد التزاماً بالعقوبات الغربية.