بدأ صيف 2022 في كرة القدم العالمية بحرارة لا تقل عن درجات الحرارة المرتفعة في الوقت الحالي، الأندية الأوروبية تتحرك بقوة لتعزيز صفوفها رغم معاناة الكثير منها من تأثير جائحة فيروس كورونا من الجانب المالي، وهو ما نتج عنه الكثير من الديون.
وتسعى الأندية حالياً من أجل ضم لاعبين جدد دون إرهاق الخزينة، وهو ما دفع كبار أندية أوروبا للتفكير في شراء لاعبين بالمجان بشرط البحث بشكل مستمر عن نجوم يمكنها تقديم الإضافة الفنية.
مثلما تبحث الأندية عن تخفيض رواتب لاعبيها أو وضع سقف للرواتب، تخطط الأندية لتخفيض ميزانيتها في ضم اللاعبين الجدد في صيف 2022.
الأغلى ليس الأفضل دائماً
هناك مقولة شهيرة تقول: «الأغلى ثمناً الأفضل جودة» لكن في صيف 2022 الأمر مختلف تماماً، لذلك قرر ريال مدريد التحرك لضم قلب دفاع تشيلسي أنطونيو روديغر في صفقة مجانية عقب نهاية تعاقده مع النادي الأزرق اللندني ليكرر تجربة ضم دافيد ألابا من صفوف بايرن ميونيخ في صيف 2021.
برشلونة هو الآخر في ظل معاناته الكبيرة مالياً، قرر ضم أندرياس كريستنسن قلب دفاع منتخب الدنمارك ونادي تشيلسي مجاناً، ونفس الحال بالنسبة للإيفواري فرانك كيسي الذي انتهى تعاقده مع ميلان، ما فعله برشلونة في صيف 2022 قام به بالفعل عندما تعاقد مع الغابوني بيير أوباميانغ مجاناً في شتاء 2021. لذلك أدرك خوان لابورتا جيداً أن عليه البحث عن الجودة مع دفع أموال أقل، ربما يحتاج ذلك للكثير من البحث لكن في النهاية يأتي بنتائج رائعة من الجانب الاقتصادي والفني في نفس التوقيت.
كبار أندية أوروبا باتت تدرك جيداً أن الأغلى ليس هو الأفضل دائماً بل الفارق هو الذكاء والتفكير بعقلانية والبحث عن لاعبين متميزين تقترب عقودهم من الانتهاء أو انتهت بالفعل من أجل ضم لاعبين جدد دون دفع الكثير من الأموال، وهو أمر يحدث بالفعل حالياً مع إنتر ميلان، الذي بات قريباً من ضم المهاجم الأرجنتيني باولو ديبالا، كما تمكن بايرن ميونيخ من ضم الظهير المغربي نصير مزراوي قادماً من أياكس أمستردام في صفقة انتقال مجانية.
اقرأ أيضاً.. القيمة التسويقية لتشكيلة ريال مدريد موسم 2022-2023
انتقالات مبالغ فيها
في الوقت الذي لجأت فيه بعض الأندية لتعزيز صفوفها بصفقات مجانية، كانت هناك انتقالات مبالغ فيها وليست مفهومة مثل دفع ليدز يونايتد 27 مليون يورو من أجل ضم بريندان آرونسون قادماً من صفوف ريد بول سالزبورغ النمساوي.
يعد بريندان آرونسون من ألمع الشباب الذين ظهروا من الولايات المتحدة الأمريكية في الآونة الأخير، وله دور في تتويج الفريق النمساوي بلقب الدوري في الموسم الماضي، ومع ذلك فإن هناك تعجباً كبيراً من دفع مبلغ كبير على ضم لاعب لم ينفجر لفترات طويلة في الدوري النمساوي، فكيف سوف يكون الحال عندما ينتقل للعب في الدوري الإنجليزي الممتاز واللعب في مستويات أعلى؟
في ريال مدريد كذلك، هناك حالة من الخوف بسبب دفع النادي 80 مليون يورو بجانب 20 مليون يورو متغيرات لضم أوريلين تشواميني، بينما كان النادي قد دفع 32 مليون يورو فقط في الصيف الماضي لنادي رين من أجل شراء عقد مواطنه إدواردو كامافينغا.
ويعد تشواميني موهبة رائعة، لكن دفع 80 مليون يورو لضم لاعب وسط دفاعي لا يسجل الكثير من الأهداف هو أمر يثير الكثير من التساؤلات، في ظل معاناة الأندية من المشاكل الاقتصادية. وهناك من يعتقد أن وصول تشواميني لسانتياغو بيرنابيو بهذا المبلغ الكبير سببه الرئيسي هو فشل فلورنتينو بيريز رئيس النادي الأبيض العاصمي في الحصول على خدمات كيليان مبابي اللاعب الذي مدد تعاقده مع باريس سان جيرمان حتى يونيو 2025.
باريس سان جيرمان دخل هو الآخر بقوة في صفقة ضم تشواميني مما تسبب في زيادة مطالب موناكو المالية لتصل إلى 80 مليون يورو بدلاً من 60 مليون يورو فقط.
لاعب آخر من المدهش أن يدفع 100 مليون يورو من أجله وهو الهداف الأوروغوياني داروين نونيز لاعب بنفيكا، والذي من دون شك يمتلك قدرات تهديفية ومهارية رائعة، لكن المبلغ الذي سيدفع من أجله وصفته صحيفة «ميرور» البريطانية بالمجنون.
ليفربول يعرف في السنوات الماضية بالذكاء الشديد في ضم اللاعبين، لكن يبدو أن يورغن كلوب منبهر بالموهوب الذي سجل 34 هدفاً وصنع 4 أهداف في 41 لقاءً في مختلف المسابقات مع فريق بنفيكا في موسم 2021-2022، كما أحرز 6 أهداف في 10 مباريات في دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي.
صفقات ذكية
لا أحد يمكنه التشكيك في دهاء إدارة مانشستر سيتي وهو ما ظهر في نجاح النادي في ضم إيرلينغ هالاند اللاعب المصنف كأفضل موهبة شابة تهديفية في العالم بالوقت الحالي.
وصول النرويجي لملعب الاتحاد كان مقابل 60 مليون يورو فقط وهي قيمة كسر عقده مع بوروسيا دورتموند ليحل بيب غوارديولا مشاكله في الهجوم ويعثر على الهداف القادر على هز الشباك من أنصاف الفرص.
وبحسب شبكة «سكاي سبورتس»، فإن وصول هالاند للسيتي هو أذكى صفقة انتقال في صيف 2022 في الوقت الحالي بسبب التعاقد مع موهبة رائعة بقيمة مالية ليست مجنونة والتفوق على رغبة كبار أوروبا في الحصول على خدمات اللاعب النرويجي.