الخميس - 21 نوفمبر 2024
الخميس - 21 نوفمبر 2024

ماذا يعني إفلاس نادٍ لكرة القدم؟

ماذا يعني إفلاس نادٍ لكرة القدم؟

شعار نادي تشيلسي. (غيتي)

يواجه أغلب أندية كرة القدم مشاكل مالية خانقة في آخر عامين، بسبب تداعيات فيروس كورونا، التي أثرت بشكل كبير على مداخيل الأندية، خاصة ما يتعلق بدخل يوم المباراة، جراء إقامة المباريات من دون جماهير تجنباً لانتشار فيروس كورونا، ما جعلها معرضة للإفلاس بشكل أو بآخر.

وعلى مدى التاريخ عانى العديد من أندية كرة القدم الإفلاس، ولعل أبرز الأمثلة في السنوات الماضية هي: نادي بارما الإيطالي، غلاسكو رينجرز الاسكتلندي، وليدز يونايتد الإنجليزي.

ويواجه تشيلسي مصيراً مشابهاً، إذ يعاني خطر الإفلاس في غضون الـ17 يوماً القادمة، بسبب قرار بريطانيا تجميد أصول مالكه الروسي رومان أبراموفيتش، بسبب تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وعلاقته المزعومة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ولا يتجاوز رصيد تشيلسي البنكي 16 مليون جنيه استرليني، ورواتب لاعبي الفريق فقط تكلفهم 28 مليون جنيه استرليني شهرياً، ويواجه البلوز الإفلاس بسبب تراجع مداخيله أو حتى انعدامها، جراء العقوبات المفروضة، والتي تشمل المنع من بيع تذاكر مبارياته المتبقية بالموسم، وإغلاق متاجره، كما تم فرض عقوبة منع بيع أبراموفيتش للنادي نفسه، بحجة الخوف من استغلال أموال البيع لدعم بلاده روسيا في الحرب مع أوكرانيا، إلى جانب المنع من شراء أي لاعبين جدد، أو تجديد العقود.

انسحاب الرعاة

وتكبد تشيلسي خسائر مالية ضخمة بسبب هذه العقوبات، إذ كشفت دراسة نشرتها صحيفة «ديلي ميل»، أنه من المحتمل أن يخسر النادي ما يقارب 603 آلاف و198 جنيهاً استرلينياً من التذاكر غير المبيعة لكل مباراة على أرضه.

كما خسر تشيلسي أيضاً 120 مليون جنيه استرليني، عقب إعلان شركة «ثري» البريطانية للاتصالات فسخ تعاقدها مع النادي، والذي كان يجني بموجبه 40 مليون جنيه استرليني سنوياً.

وأعلنت أيضاً شركة «نايكي» للمعدات الرياضية إنهاء شراكتها مع تشيلسي، وهذا الأمر من شأنه أن يكلف النادي خسارة فادحة تصل إلى 540 مليون جنيه استرليني.

وانضمت «هيونداي» التي ترعى أكمام قمصان الفريق إلى قائمة الرعاة المنسحبين أيضاً من رعاية تشيلسي، بتعليق رعايتها للنادي حتى إشعار آخر.

إقرأ أيضاً: ليفربول يعقّد حسابات محمد صلاح المستقبلية

ماذا يعني إفلاس نادٍ لكرة القدم؟

نظراً لأن أندية كرة القدم هي مثل الشركات التجارية، فإن إفلاسها يشبه إلى حد بعيد إفلاس الشركات، وعلى الرغم من وجود صلاحيات واسعة لقانون الإفلاس يختلف من دولة لأخرى، فإن هناك قواعد خاصة تنطبق على أندية كرة القدم فقط.

عندما لا تتمكن شركة أو نادٍ لكرة القدم من دفع فواتيرها، تعين المحكمة المختصة ما يسمى مدير الإعسار أو (التفليسة)، ومهمته ضمان إدارة الأموال المتبقية من ثروة النادي الذي تعرض للإفلاس، وفي حالات أخرى يمكن أن يؤدي اتحاد كرة القدم في البلاد، أو رابطة الدوري هذا الدور، بشكل يضمن عدم تبديد الثروة من قبل الشركة، وضمان العدل في توزيع الثروة المتبقية بشكل عادل بين الدائنين وفقاً للأولويات القانونية، وهذا يتم من خلال وضع ما يسمى خطة الإفلاس، علماً بأنه يتم رفع يد مالكي ومديري الشركة المفلسة ابتداء من تاريخ إعلان الإفلاس.

وسوف تتعامل اللجنة المشرفة أو ما يسمى مدير الإعسار أو (التفليسة) مع الإدارة اليومية للنادي، بخلاف ما يحدث على أرض الملعب، ويتمثل دور اللجنة الأساسي في محاولة إيقاف تصفية نادي كرة قدم، إما عن طريق إيجاد شخص يشتري النادي، أو عن طريق سداد أموال الدائنين حيثما أمكن ذلك من خلال بيع الأصول، في حالة أندية كرة القدم، يمكن أن يعني ذلك اللاعبين، أو الملاعب، أو ملاعب التدريب، أو البضائع.

على غرار إفلاس الشركات، هناك تسلسل هرمي لتوزيع الثروة المتبقية على الدائنين، الذين سيتم الدفع لهم بترتيب معين، وينص قانون الإفلاس على أنه يجب على الشركات أن تدفع للدائنين التفضيليين أولاً، ولكن في كرة القدم، هناك فئة تحتل المركز الأول في قائمة الدائنين، سيتم منحهم مستحقاتهم أولاً، وهم بالترتيب التالي: اللاعبون، المدربون، أندية كرة قدم أخرى، اتحاد كرة القدم، والدوري.

وإذا تبين أن النادي لا يملك أي أصول كافية للدفع للدائنين، يمكن إغلاق النادي من خلال التصفية.

إعلان الإفلاس قد يعرض الأندية أيضاً لعقوبات على أرضية الملعب، إلى جانب أنها قد تضطر لبيع بعض أفضل لاعبيها لسداد ديونها، وقد تواجه إمكانية خصم النقاط من رصيدها في الدوري أيضاً، ويمكن خصم حتى 12 نقطة من رصيد النادي بسبب إعلان إفلاسه، ويتم استخدام خصم النقاط هذا للحفاظ على نزاهة الدوري ويكون بمثابة رادع للأندية التي تعلن الإفلاس لتصفية ديونها دون أي تداعيات حقيقية.

هل هناك حياة بعد الإفلاس؟

الإفلاس لا يعني بالضرورة نهاية نادي كرة القدم، ففي السنوات الأخيرة، أعلنت عدة أندية إفلاسها مثل ساوثهامبتون، وليدز يونايتد، وهيدرسفيلد، وبارما، ورينجرز، وفيورنتينا، لكنها تمكنت من العودة إلى الواجهة، مستفيدة من أموال المستثمرين الذين دفعوا ديونهم مقابل الاستحواذ على أغلبية أسهمهم.

ويبدو أن التاريخ قد يعيد نفسه في تشيلسي، حيث كان النادي على وشك الإفلاس في الثمانينات لولا رجل الأعمال البريطاني «كين بيتس»، الذي اشترى النادي في عام 1982 مقابل جنيه واحد فقط، وسدد ديونه، ومنحه الأموال الكافية لإعادة بناء الفريق، قبل بيع النادي للروسي رومان أبراموفيتش في عام 2003 مقابل 140 مليون جنيه استرليني.