تصدر نادي تشيلسي الإنجليزي الأضواء في الأيام القليلة الماضية، وذلك بعد تفجير مالكه الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش قنبلة من العيار الثقيل، السبت، بمنحه أمناء المؤسسة الخيرية للنادي حق الإشراف ورعاية النادي الإنجليزي.
وأوضح إبراموفيتش أن أمناء المؤسسة الخيرية للنادي «في أفضل وضع ممكن» لرعاية مصالح النادي، وذلك بعد أن تسبب الغزو الروسي على أوكرانيا في التدقيق في منصبه كمالك للنادي الإنجليزي.
وعلى الرغم من عدم وضع أبراموفيتش حالياً على أي قائمة من العقوبات في المملكة المتحدة، فإنه فاجأ جماهير النادي بقرار الابتعاد، وذلك بعد تصدر اسمه الأحداث بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
وكان العضو والبرلماني البريطاني كريس براينت، طالب، الخميس الماضي، بتجريد رومان أبراموفيتش من ملكيته لنادي تشيلسي وذلك عقب هجوم روسيا على أوكرانيا، وأكد براينت أنه حصل على وثيقة منذ عام 2019 تؤكد حصول أبراموفيتش على أموال بشكل غير مشروع بسبب صلاته بالدولة الروسية.
إقرأ أيضاً: السويد ترفض مواجهة روسيا في تصفيات المونديال
وبحسب مصدر مقرب من أبراموفيتش، صرح للفايننشال تايمز اليوم الأحد، بأن الملياردير الروسي آثر الابتعاد رغبة منه في عدم أن يصبح تشيلسي رهينة للعقوبات المتوقعة على روسيا من بريطانيا.
تضارب وغموض
ومنذ قرار الملياردير الروسي الذي يرتبط، بحسب وسائل إعلام بريطانية، بعلاقة قوية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن ابتعاده عن إدارة تشيلسي، بات النادي اللندني العريق تحت دائرة التكهنات والشكوك، إذ تتضارب التقارير عن بيع وشيك للنادي، إلى جانب تقارير أخرى ترسم معالم مظلمة، مفادها عدم رغبة الكثير من المشترين في التقدم لشراء البلوز، في حين تشير الوقائع إلى عدم رغبة أبراموفيتش في بيع النادي، ما يصعب بالتالي من الأوضاع الإدارية داخل قلعة ستامفورد بريدج.
القيمة السوقية للنادي
وبحسب موقع (كي بي إم جي) للاستشارات والدراسات، فإن القيمة السوقية الحالية لنادي تشيلسي تبلغ 2.1 مليار دولار، وذلك بعد الصرف الكبير من قبل الملياردير الروسي على النادي منذ استحواذه عليه في 2003.
وأنفق أبراموفيتش البالغ من العمر 55 عاماً 162 مليون دولار في عامه الأول مع البلوز، وخصصها لشراء أفضل اللاعبين وتعيين أفضل المدربين، قبل أن يحول البلوز إلى قوة ضاربة في الدوري الإنجليزي الممتاز.
ويعد موسم 2017 ـ 2018 أكثر موسم صرف فيه أبراموفيتش على النادي، وبلغ إجمالي صرفه 337 مليون دولار، في حين صرف في الموسم الحالي (2021 ـ 2022) مبلغ 162 مليون دولار على الصفقات.
إنجازات
وحقق تشيلسي الكثير من الإنجازات في حقبة رومان أبراموفيتش، يتصدرها فوز البلوز بدوري أبطال أوروبا مرتين، الأولى في 2012 والثانية في 2021.
وإلى جانب الثنائية في الشامبيونزليغ، توج تشيلسي مع أبراموفيتش بلقب الدوري الأوروبي (يوربا ليغ) مرتين في كل من 2013 و2019.
وفاز تشيلسي أيضاً بخمسة ألقاب في الدوري الإنجليزي الممتاز، وخمسة ألقاب أخرى في كأس الاتحاد الإنجليزي، وثلاثة ألقاب في كأس الرابطة.
هل يتم بيع النادي
على الرغم من عدم إعلان أبراموفيتش رغبته في بيع النادي حتى الآن، وأيضاً تأكيد تقارير على خطته بأن يكون مالكاً فقط، بعيداً عن أجواء إدارة النادي، فإن هذه الأحداث ربما مثلت فرصة جيدة لأبراموفيتش، خصوصاً أنه كان ينوي بيع النادي في عام 2018، بعدما طلب من أحد البنوك الأمريكية تقييم النادي مالياً، والبحث عن مشترين.
ووفقاً للفايننشال تايمز فإن البنك الأمريكي قيم النادي بـملياري دولار، قبل أن يبدي الملياردير والسير جيف راتكليف رغبته في ذلك العام بشراء النادي، لكنه انسحب سريعاً.
وفي عام 2018 ذاته أبدت شركة سيلفر ليك الأمريكية المختصة في التكنولوجيا رغبته في شراء النادي قبل أن تتوقف المفاوضات معها سريعاً.
صعوبات مالية
وبحسب الصحيفة ذاتها، فإن الكيان الاقتصادي فوردستام التابع لأبراموفيتش والذي يستحوذ عبره على نادي تشيلسي، تعرض في منتصف العام الماضي، لهزة اقتصادية، وسجل خسائر قيمتها 1.4 مليار دولار، قبل أن يضطر لاقتراض 1.5 مليار دولار، وهو ما يؤشر بالتالي إلى مواجهة أبراموفيتش صعوبات مالية، وبالتالي التفكير فعلياً في بيع النادي العريق.
وما بين الصعوبات واستمرار شبح الحرب الروسية ـ الأوكرانية، وأيضاً استمرار التنديد بها، يبدو أن تشيلسي مرشح لتصدر الأحداث والارتباط بالحرب، وهو أمر يؤرق النادي كثيراً، كما أن مدربه الحالي توماس توخيل، ألمح لذلك، عندما صرح الأحد بأن الوضع الحالي يمكن أن ينعكس سلباً على النادي.
من هم أمناء مؤسسة تشيلسي الخيرية؟
تتكون لجنة أمناء المؤسسة الخيرية للنادي التي أسند إليها أبراموفيتش مسؤولية تسيير تشيلسي من 6 أفراد، بحسب ما أكد بيان النادي، وتم تأسيس هذه اللجنة في 2010.
وتضم اللجنة كلاً من بروس باك رئيس تشيلسي منذ 2004، والمحامي جون ديفين، وإيما هايز مديرة تشيلسي للسيدات، وبيارا بوار الرئيس التنفيذي لمنظمة نبذ العنصرية في ملاعب إنجلترا (كيك إت آوت)، وبول راموس المدير المالي لتشيلسي، والسير هيو روبرتسون نائب رئيس الرابطة الأولمبية البريطانية.