منذ دخولها تاريخ رياضة التنس من الباب الكبير في سبتمبر الماضي، بتتويجها بلقب فلاشينغ ميدوز المفتوحة للتنس بعمر 18 عاماً فقط، ودون أن تخسر مجموعة واحدة في بطولة الغراند سلام، ظلت البريطانية الشابة إيما رادوكانو مسيطرة على واجهة الأحداث الرياضية، عالمياً، تارة من منظور فني حيث أداؤها المتصاعد، وأخرى في سياق اقتصادي، حيث تهاطل عقود الرعاية عليها.
وصنفت رادوكانو كأول بريطانية تفوز بالغراند سلام في فردي السيدات، منذ 44 عاماً، وتحديداً منذ فوز فرجينيا وايد ببطولة ويمبلدون للتنس في الفئة ذاتها في عام 1977.
وجاء فوز رادوكانو التاريخي على الكندية الواعدة ليلى فرنانديز، ابنة اللاعب السابق بمنتخب الإكوادور لكرة القدم، بـ6ـ4 و6ـ3.
ونالت رادوكانو 2.5 مليون دولار كمكافأة على فوزها بالبطولة، لتنضم بالتالي تلقائياً لقائمة الرياضة الأعلى دخلاً في هذا العام.
وأصبحت رادوكانو كذلك الأولى في بريطانيا، وهي أيضاً أول لاعب صاعد من التصفيات على الإطلاق - على مستوى الرجال والنساء- يفوز بالغراند سلام.
وبسرعة الصاروخ انتقلت رادوكانو من المرتبة 361 على قائمة التصنيف العالمي إلى المرتبة 16 في أول ظهور لها ببطولة ويمبلدون.
وفي يوليو الماضي كانت رادوكانو أول بريطانية شابة منذ 42 عاماً تصل إلى المرحلة الرابعة من البطولات الكبرى الأربع، وهو إنجاز يؤكد على مستقبل مبهر لنجمة صاعدة.
قبلة الرعاة
بمجرد فوزها باللقب الكبير في أمريكا المفتوحة، باتت رادوكانو قبلة للرعاة، إذ وقعت في سبتمبر الماضي عقد رعاية أصبحت معه سفيرة لمجموعة تيفاني أن كو الأمريكية للمجوهرات والحلي الثمينة، لتتقاضى بموجبه نحو 2 مليون دولار، بحسب تقارير نشرت مؤخراً.
ويعد هذا هو أول عقد رعاية لها في تاريخه، في وقت توقع فيه محللون أن يكون عقداً يتيماً، سببه فوزها التاريخي في الأراضي الأمريكية، لكن يبدو أن رادوكانو ستثبت عكس ذلك.
ولم تمر فترة طويلة على عقد تيفاني مع رادوكانو، حتى ظهرت شركة كريستيان ديور الفرنسية، لتطلب رعاية الواعد البريطانية الجنسية والمولودة لأب روماني وأم صينية.
ووقعت ديور عقداً مماثلاً لعقد تيفاني مع النجمة رادوكانو، لتصبح معه الأخيرة سفيرة لها، مقابل 2.5 مليون دولار، وفقاً لما نقلت صحف بريطانية.
وتشير المتابعات إلى أن شركتي نايكي وويلسون الأمريكيتين للمعدات الرياضية، ستنضمان قريباً إلى قائمة رعاة رادوكانو، مقابل مبالغ ضخمة.
توقعات المليار
في ظل الطفرة الفنية في المستوى وأيضاً دخولها بقوة عالم الرعاة مقارنة مع سنها، رشحت تقارير اقتصادية النجمة رادوكانو لدخول عالم المليار دولار كثروة لها سريعاً، لتنضم بذلك إلى روجيه فيدرر وماريا شارابوفا.
«بإمكانات مثل التي تمتلكها رادوكانو، أتوقع أنه من السهل عليها الوصول إلى قمة الأعلى دخلاً في عالم التنس، أتوقع أن تصل عوائدها سريعاً إلى مليار دولار»، هكذا علق جوناثانا شاليت رئيس الوكالة البريطانية للمواهب لوسائل إعلام مؤخراً عن رادوكانو.
وأضاف «لم يتوقع أحد أن تصل الروسية ماريا شارابوفا إلى قائمة أغنياء التنس، إلا عند وصولها سن الـ20، وكانت التوقعات ترشحها لنيل 325 مليون دولار، لكن الوضع مختلف مع رادوكانو».