أُسدل الستار الأسبوع الماضي على فعاليات أولمبياد طوكيو 2020 المؤجلة من العام الماضي بسبب جائحة كورونا، والتي تصدرتها الولايات المتحدة الأمريكية برصيد 113 ميدالية، 39 منها ذهبية و41 فضية و33 برونزية.
الآن بعد عودة الرياضيين الأولمبيين إلى بلدانهم، بدأت الكثير من اللجان الأولمبية في دولها تقييم تجاربها في العرس العالمي، من أجل تقويم السلبيات وتعزيز المكتسب من أجل أولمبياد باريس 2024.
ويبدو أن عوامل النجاح والتتويج بالميداليات، لم تكن بسبب الاستعدادات الفردية والذهنية والجسدية للرياضيين، إذ فيما يبدو لعبت عوامل أخرى أدواراً مهمة في حصد رياضيين ميداليات ستخلد في كتاب تاريخهم الأولمبي الشخصي.
وبحسب إحصائية مثيرة لموقع بزنس إنسايدر الأمريكي فإن العدائين ممن شاركوا في ألعاب القوى في أولمبياد طوكيو 2020 والذين كانوا يرتدون أحذية مصنوعة من قبل شركة نايكي الأمريكية توجوا بنسبة 64% من الميداليات المتاحة في رياضة ألعاب القوى.
وتفصيلاً، حصد الرياضيون الذين ارتدوا أحذية نايكي 21 ميدالية في أم الألعاب من جملة 33 ميدالية موزعة بين السباقات القصيرة عدواً والحواجز والماراثون.
جدل الحذاء الخارق
سلط التقرير الضوء على الحذاء الخارق الذي ارتداه الرياضيون في طوكيو 2020، والذي هو مزيج من الألياف الكربونية والفلين والبلاستيك، وهو حذاء مطور أكثر من الذي ارتداه عداؤون في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016.
وكان الحذاء المنضوي تحت سلسلة «فابورفلاي» التي أنتجتها نايكي خصيصاً لعدائي المسافات الطويلة في 2016، أثار جدلاً كبيراً، والتي منحت مرتديها ميزات أفضل في السباق بأولمبياد ريو.
وتصاعد الجدل أكثر في أكتوبر 2019، بعدما اكتسح العداء الكيني إليود كيبشوغ ماراثون فيينا، وكان مرتدياً أول نسخة من حذاء «ألفا فلاي»، الذي يضم 3 لوحات من ألياف الكربون، بينما كانت منافسته الكينية، بريجيد كوسجي، ترتدي حذاء «زوم إكس فابورفلاي نيكست» الذي يضم لوحة كربونية واحدة، وسجلت به رقماً قياسياً مذهلاً للسيدات في ساعتين و14 دقيقة و4 ثوانٍ في شيكاغو بعد ذلك بيوم.
وفي خضم الحديث عن الحذاء، وجدت دراسات موثوقة أن الأحذية من سلسلة فابورفلاي، منحت مرتديها طاقة إضافية بنسبة 4% من بقية منافسيهم.
ووصل الأمر بعد الفوزين المبهرين للثنائي الكيني بمنتقدين إلى تصنيف الحذاء في خانة واحدة مع المنشطات الميكانيكية، قبل أن يطالبوا المنظمين بمنع العدائين من ارتدائه.
نايكي تتجاهل وتواصل الطفرة
بدورها، لم تلق شركة نايكي بالاً للانتقادات، بل قامت بإضافة تعديلات جريئة على الحذاء الخارق، وذلك بإضافة مسامير خارقة أسفل الحذاء، مكونة من معادن مغطاة بفلين وفايبر.
وكان من المتعارف عليه فنياً أن تكون المسامير الرفيعة بهدف حماية أسفل أقدام المتسابقين، قبل أن تمنح المسامير الخارقة دفعات إضافية للمحترفين، وهو أمر أكدته حصيلة إنجازات رياضيي نايكي في طوكيو الأخيرة.
ومن جهتها، بدأت الشركات المنافسة لنايكي في إرجاء عدد من نسخ أحذيتها، من أجل مسايرة طفرة نايكي.
«لقد أوقفوا خطط إنتاجهم من أجل مسايرة طفرة أحذية نايكي، سيقومون بتعديلات جديدة على أحذيتهم»، هكذا علق الباحث في الأداء الرياضي بجامعة ميشغين الأمريكية جيوف بيرنز على الأمر لموقع بزنس إنسايدر.
سلبيات
على الرغم من تميز أحذية نايكي الجديدة، فإن الأرقام أثبتت فشلها في المسافات القصيرة، إذ فيما يبدو أن مصنعيها استهدفوا عبرها المسافات الطويلة والماراثون.
وحطم مرتدو تلك الأحذية الأرقام القياسية في سباقات 1500 متر و5000 متر و10 آلاف متر في طوكيو 2020 الأخيرة، إضافة لإنجازات كيشبوغ في الماراثون، وما هو يجعلها أقرب إلى نجوم الماراثونات.