الاثنين - 23 ديسمبر 2024
الاثنين - 23 ديسمبر 2024

دوري النجوم السوبر الصيني.. الإفلاس الكبير

دوري النجوم السوبر الصيني.. الإفلاس الكبير

جيانغسو سونينغ توج بلقب الدوري الصيني وأفلس مؤخراً. (من المصدر)

أعلن نادي جيانغسو سونينغ حامل لقب الدوري الصيني لكرة القدم الأسبوع الماضي أنه سيوقف نشاطاته الرياضية، وهو ما يعني انسحابه من المسابقة التي يحمل لقبها، وذلك على خلفية الأزمة الاقتصادية التي ضربت مجموعة سونينغ المالكة له.

ولن يشارك جيانغسو في مسابقتي الدوري الصيني ودوري أبطال آسيا بعدما فشل في الوفاء بالتزاماته المادية للاعبين والاتحادين الصيني والآسيوي، ورغبة من إدارة المجموعة - التي تملك أيضاً نادي إنتر ميلان متصدر الدوري الإيطالي - في التركيز على الأنشطة الرئيسية للمجموعة.

ويأمل مسؤولو النادي في الحصول على دعم حكومي أو ممولين جدد، وإلا فسيضطرون إلى نقل ملكيته مجاناً لمن يقدر على تسديد ديونه، أو غلق أبوابه بشكل نهائي في حالة عدم توفر ذلك.


16 نادياً خارج منظومة المحترفين


ولا تعد هذه هي الحالة الأولى التي ينهار فيها أحد الأندية الصينية، ففي شهر مايو من العام الماضي، أعلن الاتحاد الصيني لكرة القدم استبعاد 11 نادياً من مسابقاته للمحترفين، إضافة إلى انسحاب 5 آخرين بسبب المشكلات الاقتصادية وعدم قدرتهم على الوفاء بالتزاماتهم المادية وتراكم الديون، من بينهم نادي تيانجين تيانهاي أحد أندية الدوري الممتاز قبل انسحابه.

وانسحاب نادي تيانجين تيانهاي جاء بعد إشهار إفلاسه على خلفية القبض على مالكه المليادير الصيني شو يوهوي في قضايا احتيال، وهو الذي سبق أن ضم لاعب الوسط البلجيكي الدولي أليكس فيتسل والمهاجم البرازيلي الشهير ألكسندر باتو.

ومن بين الأندية التي انسحبت من كرة القدم الاحترافية الصينية العملاق الآسيوي لياونينغ هونغيون الذي سيطر على البطولات المحلية الصينية خلال حقبتي الثمانينيات والتسعينات من القرن الماضي، إضافة إلى تتويجه ببطولة آسيا لعام 1990.

وغادر نادي لياونينغ هونغيون حظيرة الأندية المحترفة بعد أقل من 5 سنوات على تقييمه كعاشر أعلى الأندية الصينية قيمة من قبل مجلة فوربس بقيمة 67 مليون دولار.



نموذج غير مستدام

ويعود السبب الرئيسي لانهيار الأندية الصينية إلى عدم قدرتها على خلق نموذج مستدام من تجربة جذب كبار اللاعبين من أوروبا والعالم وما صاحبها من رواتب فلكية، وكذلك تقلص الإيرادات بشكل حاد مع التأثير السلبي الهائل لأزمة كوورنا، وهو ما اعترف به نادي تيانجين تيانهاي في بيانه الرسمي لإعلان إفلاسه وانسحابه من الاتحاد الصيني للمحترفين.

فعلى سبيل المثال، يضم جيانغسو سونينغ بين صفوفه لاعبين معروفين دولياً مثل المدافع البرازيلي جواو ميراندا نجم أتلتيكو مدريد سابقاً ولاعب خط الوسط الغاني مبارك واكاسو الذي لعب بقمصان إلتشي وفياريال وإسبانيول وألافيس، وكذلك المهاجم الإيطالي الدولي إيدير لاعب إنتر ميلان السابق.

ويملك نادي شنغهاي الرقم القياسي للصفقة الأعلى في تاريخ الكرة الآسيوية بالتعاقد مع البرازيلي أوسكار من تشيلسي الإنجليزي مقابل 60 مليون استرليني، وهي الصفقة التي أدت إلى تدخل الاتحاد الصيني لكرة القدم وإقرار قانون يقضي بدفع 100% من قيمة انتقالات اللاعبين الأجانب كضرائب، أملاً في السيطرة على الفوضى المالية التي غرقت فيها الأندية الصينية.



إنفاق هائل ونتائج هامشية

وأظهرت دراسات الاتحاد الصيني لكرة القدم في 2018 أن متوسط الإنفاق السنوي لكل نادٍ هو 1.1 مليار يوان، أي ما يعادل 170 مليون دولار سنوياً، في الوقت التي عانت فيه أغلب تلك الأندية من خسائر مادية هائلة، وهو ما دفع الاتحاد الصيني لإقرار قانون جديد في شهر ديسمبر الماضي يحدد سقف الرواتب السنوية لكل لاعب بثلاثة ملايين دولار.

وعن ذلك يقول رئيس الاتحاد الصيني شين جويان: "إنفاق أندية الدوري الصيني 10 أضعاف نظيرتها في كوريا الجنوبية و3 أضعاف نظيرتها في اليابان، ومع ذلك فإن المنتخب بعيد جداً عن منتخبي البلدين. إن الفقاعة لا تؤثر على حاضر الكرة الصينية فحسب، وإنما على مستقبلها أيضاً".

ولا يسري القانون الجديد بأثر رجعي، ما يعني أن أوسكار سيواصل حصوله على ما يزيد عن 20 مليون دولار سنوياً حتى نهاية عقده الحالي، ولكن سيحصل على 3 ملايين فقط إذا أراد التجديد. ولهذا السبب غادر مواطنه وزميله السابق في الفريق هالك مع نهاية عقده في ديسمبر.

ربما سيحقق سقف الرواتب في الدوري الصيني الهدف المرجو وينقذ مستقبل الكرة الصينية، لكنه يعني أيضاً أن تجربة التعاقد مع النجوم العالميين قد وصلت إلى نهايتها، وقد ذهبت العديد من الأندية العريقة أدراج الرياح، ضحايا لفكرة جذابة لم تؤتِ أكلها.