الاثنين - 23 ديسمبر 2024
الاثنين - 23 ديسمبر 2024

لامبارد والأخطاء الفردية في تشيلسي.. الظالم والمظلوم والجلاد والحكم

بالرغم من وعود فرانك لامبارد المدير الفني لتشيلسي الإنجليزي بأن القوة الحقيقية للفريق ستظهر عقب انتهاء المباريات الدولية، فإن الفريق سقط في أول اختبار أمام ساوثامبتون بالتعادل 3-3 في ملعب «ستامفورد بريدج».

وبدا أن تشيلسي في طريقه لتحقيق فوز مريح على ضيفه عندما تقدم بهدفين نظيفين في منتصف الشوط الأول، غير أن الأخطاء الدفاعية تسببت في خسارة الفريق لنقطتين في المتناول، وأعادت الفريق ومدربه لدائرة الانتقادات.

ويحتل تشيلسي المركز السابع بثماني نقاط بعد مرور 5 جولات من البريمييرليغ، بانتصارين وتعادلين وخسارة، وذلك على الرغم من إنفاقه ما يقرب من ربع مليار يورو في سوق الانتقالات الأخيرة لتدعيم صفوفه.

أرقام لافتة

وأعطت معظم الانتقالات الجديدة أكلها، ولا سيما على الصعيد الهجومي، حيث يأتي «البلوز» في المركز الثاني من حيث التهديف برصيد 13 هدفاً، لكن المشكلة الحقيقية تظهر في الأداء الدفاعي للفريق حيث استقبل 9 أهداف في 5 مباريات فقط حتى الآن، بمعدل يقترب من هدفين في المباراة، وهو المعدل ذاته تقريباً الذي عانى منه الفريق الموسم الماضي، رغم أنه لم يعقد أي صفقات آنذاك.

وبشكل إجمالي، استقبل تشيلسي 63 هدفاً في 43 مباراة تحت قيادة لامبارد، أي بمعدل هدف ونصف في المباراة الواحدة، وهو أسوأ معدل للفريق تحت قيادة أي مدرب في تاريخ مشاركاته بالبريمييرليغ.

ووفقاً لسكاي سبورتس، فإن الفريق استقبل أهدافاً أكثر من المتوقع بـ18 هدفاً (63 هدفاً بينما المتوقع 44.7)، وهو الفارق الأعلى بين كل فرق المسابقة، ما يعني بوضوح أن الأداء الدفاعي لتشيلسي هو الأكثر تخييباً للآمال بين كل فرق الدوري الإنجليزي.

الغريب في الأمر أن تشيلسي بنفس اللاعبين في خط الدفاع وحارس المرمى مع المدرب السابق ماورتسيو ساري استقبل 39 هدفاً فقط في 38 مباراة بالبريمييرليغ، مقابل 63 هدفاً خلال 43 مباراة لتشيلسي مع لامبارد.

ومنذ تولي لامبارد مسؤولية الفريق، لم تستقبل دفاعات فرق البريمييرليغ أهدافاً أكثر من تشيلسي سوى أستون فيلا ووست هام وبرايتون، وهي إحصائية لها مدلولها الواضح.

والأكثر لفتاً للنظر أن تشيلسي هو ثاني أقل فرق البريمييرليغ استقبالاً للتسديدات بعد مانشستر سيتي، ما قد يبدو وكأن الفريق يقوم بعمل مميز في تفادي التسديدات، لكنه يجعل الفريق الأكثر هشاشة في الدوري بأكمله، فهو الأكثر استقبالاً للأهداف من أقل عدد من التسديدات.

ويدافع لامبارد عن نفسه دوماً بالإشارة إلى كون الأخطاء الفردية هي السبب الرئيسي وراء اهتزاز شباك فريقه وضياع النقاط السهلة، وهو ما تدعمه الإحصائيات، حيث إن 7 أهداف من التسعة التي استقبلتها شباكه هذا الموسم، جاءت من أخطاء فردية، وهدفين فقط لم يكونا من أخطاء فردية وهما هدف ساديو ماني الأول وهدف ساوثامبتون الثالث.

ويأتي الحارس كيبا أريزابالاغا كأكثر اللاعبين ارتكاباً لأخطاء أدت إلى أهداف بثلاثة أخطاء، ثم ألونسو بخطأين وتياغو سيلفا وهافيرتز.

هل الأخطاء الفردية تعفي المدرب من المسؤولية؟

الآن يظهر السؤال الملح: هل كثرة الأهداف من أخطاء فردية تخلي مسؤولية المدرب منها؟ ربما يكون هذا هو سؤال الـ250 مليون يورو التي أنفقها تشيلسي دون جدوى حتى الآن. للإجابة على هذا السؤال من المهم الدخول في تفاصيل الأهداف السبعة التي جاءت من أخطاء فردية.

فبتحليل سريع، تشترك 4 أهداف من السبعة في كون اللاعب المخطئ كان بعيداً عن أقرب زملائه، وهو ما يمكن تفسيره تكتيكياً بتعرض اللاعب المخطئ للانعزال عن زملائه مع ضغط المنافسين، ما يقلل من احتمالات التمرير ويضاعف من فرصة الخطأ، كما يحرم الفريق من إمكانية تصحيح الخطأ.

ويشترك خطآن فرديان في سوء التمركز، وهما الهدف الثالث لوست بروميتش بسوء تمركز من ماركوس ألونسو، وهدف برايتون بسوء تمركز للحارس كيبا أريزابالاغا.

وبشكل عام استقبل تشيلسي هدفين من إجمالي التسعة من الكرات الثابتة، بنسبة 22%، وهي نسبة سيئة.

وربما يبدو الخطأ الفادح من البرازيلي تياغو سيلفا أمام وست بروميتش ليس له علاقة بالتكتيك، لكن بالنظر إلى أن اللاعب لعب المباراة كمدافع أيسر، وهو الذي أمضى مسيرته كمدافع أيمن، فقد يفسر ذلك لماذا بدا اللاعب وكأنه تائه.

لماذا يرتكب لاعبو تشيلسي كل تلك الأخطاء القاتلة؟

يعاب على لامبارد دوماً كثرة التغيير في نظام اللعب وكذلك التشكيل، حيث لعب الموسم الماضي 4-3-3 و3-4-3 و3-5-2، والموسم الحالي بطريقتي 4-3-3 و4-2-3-1 حتى الآن. كما أن لامبارد يخوض كل مباراة بخط دفاع مختلف، وهو ما يصعب الانسجام والتناغم على لاعبي الدفاع وحارس المرمى.

وإضافة إلى ذلك، فإن لامبارد سعياً منه في تقديم أداء هجومي مميز، يتبنى لامبارد طريقة بناء الهجمة من الخط الخلفي رغم افتقاد لاعبيه لدقة التمرير والتركيز الكافيين، وفي الوقت نفسه يطلب منهم توسعة الملعب إلى الطرفين، وهو ما يتسبب في بعد المسافات بين اللاعبين وعزلتهم عند التعرض لضغط قوي من قبل أي منافس مهما كان متواضعاً.

كما أن لامبارد يعطي أدواراً هجومية لثنائي الوسط الدفاعي في طريقة 4-2-3-1، ويطلب منهما التمركز عالياً في وسط الملعب لتنفيذ الضغط العالي وتدعيم الهجوم قدر الإمكان، ولكن على الجانب الآخر يتسبب ذلك في ترك مساحات شاسعة بين خطي الوسط والدفاع، تضع المزيد من الضغوط على رباعي الدفاع الهش أصلاً، بفعل الاختبارات الصعبة المتتالية التي يضعه فيها مدربه دون مساندة.