الاثنين - 25 نوفمبر 2024
الاثنين - 25 نوفمبر 2024

«عشوائية الانتقالات» تكبّد برشلونة خسائر مالية ضخمة

«عشوائية الانتقالات» تكبّد برشلونة خسائر مالية ضخمة

من تدريبات برشلونة. (ماركا)

بعد سنوات فرض فيها برشلونة سطوته على كرة القدم الإسبانية، وكان حاضراً بقوة على منصات التتويج في دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية، نال الفريق الكتالوني انتقادات واسعة خلال المواسم الأخيرة بسبب التراجع الملحوظ في مستواه سواء على صعيد الأداء أو النتائج.

ولكن التقرير المالي الصادر عن رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم كشف عن سقوط آخر كبير يعاني منه نادي برشلونة في الآونة الأخيرة، وربما كان أحد الأسباب التي دفعت بالفريق في اتجاه هذا التراجع.

وكشفت رابطة الدوري الإسباني (الليغا) مؤخراً عن إيرادات وخسائر الأندية الإسبانية في موسم 2020 /2021 والذي كان الأكثر تأثراً بجائحة كورونا؛ حيث أوضحت أن إجمالي حجم الإيرادات للأندية الإسبانية في ذلك الموسم بلغ 3.8 مليار يورو بنسبة تقل نحو 24% عما كانت عليه الإيرادات في موسم 2019/ 2020.

كما أشارت الرابطة إلى أن خسائر الأندية الإسبانية في ذلك الموسم بلغت 892 مليون يورو بسبب تراجع إيرادات بيع تذاكر المباريات وصفقات انتقال اللاعبين نتيجة تأثر الأندية والمسابقات المختلفة بجائحة كورونا.

لكن الرابطة أكدت في الوقت نفسه أن 56% من هذه الخسائر كانت لنادي برشلونة بمفرده، وهو ما يتماشى بالطبع مع ما أعلنه النادي في مطلع الموسم الحالي بأن ديونه وصلت إلى 1.35 مليار يورو.

وبالطبع، لم تكن هذه النسبة الكبيرة من الخسائر والديون التي يعانيها برشلونة ناجمة عن تراجع محصلة بيع التذاكر كونه تأثر مثل باقي أندية المسابقة بهذا التراجع، وإنما كانت النسبة الأكبر من خسائر النادي ناجمة عن عدم قدرة النادي على الاستفادة المالية المناسبة من لاعبيه.

وكانت الاستفادة المالية الوحيدة الكبيرة التي حققها النادي من انتقال لاعبيه لأندية أخرى في السنوات الماضية عندما سدّد نيمار قيمة الشرط الجزائي في عقده مع النادي، بمبلغ إجمالي 222 مليون يورو، للانتقال إلى باريس سان جيرمان الفرنسي في 2017.

وفي المقابل، تعرض النادي لخسارة فادحة في صيف العام الماضي عندما رحل نجمه الكبير الأرجنتيني ليونيل ميسي إلى نفس الفريق الفرنسي في صفقة انتقال حر بعدما كان بإمكان برشلونة الاستفادة منه بشكل هائل في حالة بيعه في صيف 2020 عندما طلب اللاعب الرحيل عن صفوف الفريق قبل الموسم الأخير في عقده مع النادي.

ويضاف المقابل المالي المفقود من إتمام هذه الصفقة في 2020 إلى ما حصل عليه ميسي من مستحقات مالية في الموسم الأخير مع النادي 2020 ـ 2021.

وبغضّ النظر عن خسائر برشلونة من عدم بيع ميسي في الوقت المناسب وعدم القدرة على الاحتفاظ به في صفوف الفريق بعد انتهاء عقده، أدّت العديد من أنشطة الفريق في السنوات الأخيرة بسوق انتقالات اللاعبين إلى خسائر مالية فادحة.

اقرأ أيضاً: انخفاض التفاؤل في ريال مدريد بشأن مبابي



وجاءت النسبة الأكبر من خسائر برشلونة في السنوات الأخير عبر اللاعبين البرازيلي فيليب كوتينيو والأوروغوياني لويس سواريز والتركي أردا توران.

وبذل برشلونة جهداً كبيراً في فترة الانتقالات الشتوية مطلع 2018 لضم البرازيلي الدولي فيليب كوتينيو من ليفربول الإنجليزي أملاً في أن يكون البديل المناسب لتعويض النادي عن لاعبه الفذ أندريس إنييستا الذي رحل في نهاية نفس الموسم إلى فيسيل كوبي الياباني.

وبلغ المقابل المالي لشراء اللاعب وقتها ما يزيد عن 142 مليون استرليني (نحو 160 مليون يورو) منها 105 ملايين استرليني لدى إتمام الصفقة، والباقي على دفعات ليصبح بهذا اللاعب الأغلى في تاريخ النادي الكتالوني.

ومع هذا فشل اللاعب في إثبات جدارته مع الفريق ولم يمنح برشلونة ما يقابل هذا المبلغ المالي الضخم؛ ما دفع النادي لإعارته إلى بايرن ميونخ الألماني في مطلع موسم 2019 ـ 2020 مقابل 8.5 مليون يورو فقط إضافة لراتب اللاعب مع وضع بند يتيح البيع النهائي مقابل 120 مليون يورو، ولكن بايرن ميونيخ لم يقدم على الشراء النهائي ليعود اللاعب إلى برشلونة في الموسم التالي.

وفي منتصف الموسم الحالي، أعار برشلونة اللاعب إلى أستون فيلا الذي يقوده المدرب ستيفن جيرارد زميله السابق في ليفربول واستعاد اللاعب بعض اتزانه ليشتريه النادي الإنجليزي ولكن بمقابل مالي بلغ 17 مليون استرليني (أقل من 20 مليون يورو).

وتسببت رؤية المدرب الهولندي رونالد كومان المدير الفني السابق لبرشلونة في رحيل اللاعب لويس سواريز عن صفوف الفريق إلى أتلتيكو مدريد الإسباني مقابل تسعة ملايين يورو فقط، فيما كانت القيمة السوقية للاعبي آنذاك نحو 29 مليون يورو، في تحقيق خسائر إضافية.

وكان اللاعب انتقل إلى برشلونة في يوليو 2014 مقابل 82 مليون يورو، وحقق نجاحاً كبيراً مع الفريق حيث سجل له 200 هدف في أكثر من 280 مباراة خاضها مع الفريق بمختلف البطولات ليصبح ثالث أفضل هدّاف في تاريخ النادي قبل أن يفرّط فيه برشلونة بمقابل زهيد وينتقل إلى أتليتكو مدريد الذي حقق معه بطولة الدوري الموسم الماضي.

وتعرض برشلونة لخسارة كبيرة أيضاً في صفقة اللاعب التركي أردا توران، الذي انتقل لبرشلونة في 2015 بعد سطوعه مع أتلتيكو مدريد، وبلغ المقابل المالي للصفقة 34 مليون يورو، لكنه غاب عن النصف الأول من موسمه الافتتاحي مع برشلونة بسبب العقوبة المفروضة على النادي في سوق الانتقالات. وعندما شارك مع الفريق بعدها، لم يكن مستواه بنفس قدر تألقه مع أتلتيكو ليعار إلى باشاك شهير التركي في 2018 قبل أن يرحل نهائياً عن برشلونة عام 2020 في صفقة انتقال حُرّ.

وإلى جانب هذه الحالات، كانت هناك بعض الصفقات الأُخرى التي كبّدت النادي خسائر مالية كبيرة، إمّا لعدم ظهور اللاعبين بالقدر الملائم لأسعارهم أو لتركهم يرحلون دون استفادة مالية مناسبة منهم.

ومن هذه الحالات الأخرى، يبرز اللاعبون الفرنسي جيريمي ماتيو والأرجنتيني خافيير ماسكيرانو والكرواتي إيفان راكيتيتش والتشيلي أرتورو فيدال وأليكس فيدال وباكو ألكاسير والبلجيكي توماس فيرمايلين.

ويسعى خوان لابورتا الرئيس الحالي للنادي إلى اتباع سياسات أكثر اتّزاناً في سوق الانتقالات حالياً لتقليص حجم خسائر النادي التي تضاعفت بشكل هائل تحت قيادة الرئيس السابق للنادي جوسيب ماريا بارتوميو.