الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

هل يُكمل هالاند قطعة غوارديولا الناقصة في دوري الأبطال؟

هل يُكمل هالاند قطعة غوارديولا الناقصة في دوري الأبطال؟

إيرلينغ هالاند. (غيتي)

أبرم مانشستر سيتي أولى صفقاته للموسم المقبل، بتعاقده مع النرويجي إيرلينغ هالاند مهاجم وهداف بوروسيا دورتموند.

انضم الدولي النرويجي إلى مانشستر سيتي بعقد لمدة 5 سنوات، في صفقة بلغت قيمتها 75 مليون يورو، ما يجعله ثالث أغلى صفقة في تاريخ النادي الإنجليزي، بعد جاك غريليتش (117.5 مليون يورو)، وكيفين دي بروين (76 مليون يورو).

ويبقى التساؤل قائماً، هل يُكمل هالاند القطعة الناقصة في كتيبة بيب غوارديولا، في سعيه لقيادة مانشستر سيتي نحو تحقيق لقبه الأول في تاريخه بدوري أبطال أوروبا؟

لا يعاني مانشستر سيتي من مشكلة في التسجيل، حيث إن رصيده البالغ 89 هدفاً، يجعله الهجوم الأفضل في البريمييرليغ هذا الموسم، بفارق هدفين فقط عن ليفربول، لكن نجاعته التهديفية يمكن أن تكون متقطعة، وأخفق في التسجيل في 4 مباريات بالدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، وسجل مرة واحدة فقط في 7 مباريات أخرى.

الهيمنة غير المتحوّلة كانت أيضاً هي مشكلتهم ضد ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا، حيث غادروا المسابقة بطريقة مؤلمة منذ أن توقف سيرجيو أغويرو عن كونه لاعباً أساسياً في الفريق، افتقر هجوم السيتي إلى القوة الفردية المهيمنة، أو قوة منطقة الجزاء لحسم المباريات المتقاربة بأريحية.

يناسب هالاند، الذي سجل 21 هدفاً في الدوري الألماني مع بوروسيا دورتموند هذا الموسم، هذا النقص، بالمقارنة مع جابرييل جيسوس، وفيل فودين، ورحيم سترلينج، الذين شغلوا جميعاً مركز المهاجم في تشكيلة غوارديولا، ويسدد هالاند على المرمى بمعدل 3.8 لكل 90 دقيقة في الدوري هذا الموسم بالمقارنة مع ثلاثي السيتي، فإن معدل تحويل تسديدات هالاند هو الأفضل بشكل مريح بنسبة 27.3%، وهو الوحيد الذي كسر نسبة أهدافه المتوقعة البالغة 0.86 لكل 90 دقيقة.

تميل هذه الإحصائيات إلى التقلب، لكن هالاند تفوق على أهدافه المتوقعة في كل من موسم من مواسمه الثلاث الأخيرة بالدوري. ولديه هامش تطور كبير في مان سيتي، الفريق الذي يخلق الكثير من الفرص للتسجيل.

اقرأ أيضاً.. رسمياً.. دورتموند ومانشستر سيتي يعلنان صفقة هالاند

حاجة هالاند ومان سيتي إلى فترة للتكيف

وربما تكون هناك فترة من التكيف يتعلم فيها الفريق اللعب بأسلوب يميل إلى الاعتماد أكثر على مهاجم تقليدي بعد أغويرو، استخدم غوارديولا ما يطلق عليه «المهاجم الوهمي»، وهو لاعب تتمثل وظيفته الأساسية في ربط اللعب، وجذب المدافعين عن طريق التحرك نحو الكرة، وهذا يخلق مساحات للعدو السريع، واقتحام مناطق الخصم، وتسجيل الأهداف للاعبين مثل سترلينج أو جيسوس. لكن من المرجح أن يظل هالاند بالقرب من الخط الدفاعي للخصم، مما يعني مساحات أقل لأجنحة السيتي.

وعلى الرغم من انخفاض نسبة تمريراته الحاسمة نسبياً، حيث قدم 23 تمريرة حاسمة في 88 مباراة مع دورتموند، فإن معدل تمريراته الحاسمة 0.25 لكل 90 دقيقة بالدوري الألماني هذا الموسم (8 تمريرات حاسمة)، هي في الواقع أفضل من جيسوس، وستيرلنج، وفودين.

صعوبات قد يواجهها إيرلينغ هالاند في مان سيتي

قوة هالاند البدنية، وسرعته، يشكلان بعضاً من مميزاته الخارقة التي جعلته في سن مبكرة واحداً من أفضل المهاجمين في العالم، لكنه سيواجه دون شك الكثير من الصعوبات في أسلوب مان سيتي بالمقارنة مع بوروسيا دورتموند.

سيحصل هالاند على مساحات أقل كلاعب في السيتي، ويُعد دورتموند أحد أقوى الفرق في الدوري الألماني، لكنهم لا يتمتعون بقدر كبير من الاستحواذ في مناطق الخصم مثل السيتي، وتنتج كرة القدم الألمانية المزيد من التحولات، والهجمات المرتدة.

ستكون فرص هالاند أقل في الركض في ظهر الدفاعات، وبدلاً من ذلك سيتعين عليه العمل في أماكن ضيقة، وربما يكون هذا تحدياً، على الرغم من أن طوله يمنحه ميزة إذا قرر السيتي الاعتماد على الكرات العرضية فضرباته الرأسية لا تعد أفضل ميزاته الهجومية، لكنه تحسن بشكل كبير هذا الموسم، وسجل 3 أهداف بالرأس بالدوري الألماني، بعد أن سجل هدفاً واحداً فقط في كل من الموسمين الماضيين.

هناك مشكلة أخرى على هالاند التعامل معها في مان سيتي، وهو أنه لا يساهم إلا بالقليل بدون الكرة، وهذا ربما يرجع إلى الاختلافات في الأسلوب بين الفريقين. وفقاً لإحصائيات «أوبتا»، استعاد هالاند الكرة 33 مرة فقط، وقام بتدخل واحد، واعتراضين في الدوري الألماني هذا الموسم.

على النقيض من ذلك، استعاد جيسيوس الكرة 69 مرة، وأجرى 17 تدخلاً، و15 اعتراضاً. ويبقى أن نرى ما إذا كان غوارديولا سيعفي نجمه الجديد من مهامه بدون كرة، مقابل تسجيل أهداف حاسمة.