الأربعاء - 27 نوفمبر 2024
الأربعاء - 27 نوفمبر 2024

هل تشكّل العقوبات الرياضية على روسيا سلاحاً ناجعاً؟

هل تشكّل العقوبات الرياضية على روسيا سلاحاً ناجعاً؟

معظم الأندية العالمية فسخت عقودها مع غازبروم. (من المصدر)

كانت استضافة روسيا لكأس العالم 2018 في كرة القدم، أولمبياد سوتشي 2014 الشتوي ورعاية عملاق الغاز غازبروم للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) أدوات صلبة لتحسين صورتها عالمياً وأكسبت الرئيس فلاديمير بوتين مكانة بين الشعب الروسي.

مع ذلك، أدّى قرار بوتين الهجوم على أوكرانيا إلى تدمير وهجه العالمي، فيما يعتقد خبراء أن ذلك قد يكلّفه غالياً على الصعيد الداخلي.

جُرّدت سان بطرسبورغ من استضافة نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم لمصلحة باريس، وتحوم شكوك حول مصير رعاية غازبروم لويفا مقدَّرة بأربعين مليون يورو سنوياً.

ألغيت جائزة روسيا الكبرى للفورمولا واحد، فرضت اللجنة الأولمبية الدولية حظراً على رفع العلم الروسي وعزف النشيد الوطني، وهناك دعوات جدية لشطب روسيا من تصفيات مونديال 2022، حيث تخوض الملحق الأخير المؤهل الشهر المقبل.

«لطالما كان للرياضة تأثير هائل على المجتمع»، حسب ما يقول لفرانس برس مدير التسويق السابق في اللجنة الأولمبية الدولية مايكل باين، موضحاً «المقاطعة الرياضية في جنوب أفريقيا لنظام الفصل العنصري ربما كان لها تأثير مماثل أو أكبر من العقوبات الاقتصادية على فرض تغيير في سياسة النظام».

بالنسبة لرئيس اللجنة الأولمبية البريطانية السير هيو روبرتسون فان الحظر الرياضي الشامل قد يؤثّر على مكانة بوتين محلياً، قال لفرانس برس «الرياضة مهمة بشكل غير متناسب للأنظمة الاستبدادية».

وأضاف «عدم القدرة على المنافسة سيضرّ روسيا بشدة».

ويرى باين الذي ينسب إليه الفضل في الأولمبية الدولية على مدى عقدين من الزمن في تحويل علامتها التجارية وشؤونها المالية من خلال الرعاية، أن بوتين يخاطر بمكانته بين أبناء شعبه، قال الأيرلندي «قد لا يهتم بوتين برأي بقية العالم بشخصه، لكن عليه الاهتمام بما يعتقده الشعب الروسي».

وأردف قائلاً «اخسر دعمه (الشعب) فينتهي أمرك، تصرفات المجتمع الرياضي قد تلعب دوراً مؤثراً جدياً تجاه الشعب الروسي».

- تقاعس ومراوغة

لم يخجل نجوم الرياضة الروس من التعبير عن قلقهم من هجوم بوتين على أوكرانيا.

صدرت أصوات مندّدة من أندي روبليف المتوج الأحد بدورة دبي في كرة المضرب، لاعب كرة القدم الدولي فيدور سمولوف، نجم هوكي الجليد المحترف في الولايات المتحدة أليكس أوفيتشكين والدراج بافل سيفاكوف.

أضاف باين «لا يمكن لآراء الرياضيين الروس أمام قاعدة جماهيرهم، سوى أن تعزز شكوك المواطنين تجاه قرارات قيادتهم وتقوّض الدعم المحلي لشن الحرب».

برغم ذلك، يقلل تيرينس بيرنز، المدير التنفيذي السابق في الأولمبية الدولية الذي لعب أدواراً رئيسية في ملفات 5 مدن نجحت باستضافة الأولمبياد، من أهمية هذا التأثير. قال لفرانس برس «أنتم تفترضون أن الشعب الروسي يرى، يقرأ ويسمع (الأخبار الحقيقية)».

وتابع «لا أصدّق هذا الأمر، ستصوّر الحكومة روسيا كأنها ضحية مؤامرة عالمية كبرى تقودها الولايات المتحدة والغرب.. عبارة مجازية استُخدمت بنجاعة منذ أيام الاتحاد السوفياتي».

- المال الروسي

لكن بيرنز يعتقد أن الرياضيين لسوء الحظ يجب أن يُعاقبوا على سوء تصرّف حكوماتهم «أعتقد أن روسيا يجب أن تدفع ثمن ما اقترفته، لسوء الحظ، يتضمن ذلك الرياضيين أيضاً».

وأضاف «أناس كثيرون، مثلي أنا، يعتقدون أن مساعدتهم على استضافة الأولمبياد وكأس العالم قد تساعد على انفتاح وتحرير المجتمع، تخلق مسارات جديدة لتقدّم شعب روسيا، نحن مخطئون مرّة جديدة».

بدوره، يعتقد روبرتسون أن السماح للروس بالتنافس في وقت يعجز الأوكرانيون عن ذلك أمر «لا يمكن تصوّره من الناحية الأخلاقية».

ويضيف باين أن الرياضات الفردية ينبغي أن تنظر إلى مشهد أخلاقي أكبر من خسائرها المحتملة نتيجة إنهاء عقود رعاية روسية «يواجه عالم الرياضة خطر خسارة المزيد بحال عدم الاستجابة، مقارنة مع خسارة راعٍ روسي أو اثنين».

يوافق مع ذلك روبرتسون، المشرّع السابق الذي شغل منصب وزير الرياضة والأولمبياد مساهماً بنجاح أولمبياد لندن 2012.

قال ابن التاسعة والخمسين «ربما يتعيّن على عالم الرياضة أن يفطم نفسه عن المال الروسي».