ياروسلاف راكيتسكي ومدرب زينيت سيرجي زيماك يشتركان في الميلاد بالأراضي الأوكرانية، لكن لا يتشاطران جنسيتها، على الرغم من أن كليهما ولدا وكانا سوفييتيين حتى سقوط الاتحاد السوفيتي وتقطع أوصال جمهورياته في عام 1991، ومنذ ذلك الوقت كان لدى أحدهما جواز سفر من أوكرانيا والآخر من روسيا.
تعد العلاقة بين كرة القدم والسياسة، بأوسع معانيها للكلمة، قديمة قدم وجود هذه الرياضة والمشجعين في ملاعبها، حيث كانت مدرجاتهم مسرحاً لتسوية خصومات مريرة وعداوات دينية واقتصادية واجتماعية من كل نوع.
وبدأ ياروسلاف راكيتسكي، المولود في ظل حكم الاتحاد السوفيتي عام 1989، بلعب كرة القدم مع شاختار دونيتسك في أوكرانيا عام 2007 وظل يمارس هذه الرياضة بشكل طبيعي حتى يناير 2019، عندما وقع لزينيت سان بطرسبرغ، وما كان من الطبيعي ألا يفعل ذلك بسبب تأثير السياسة على كرة القدم.
بعد 10 أشهر من وصوله إلى مدينة القياصرة، تم استبعاد راكيتسكي من المنتخب الأوكراني، لكن ليس قبل اتهام مدربه، مواطنه أندريه شيفتشينكو، بعدم استدعائه جراء توقيعه للفريق الروسي والخلط بين الرياضة بالسياسة.
وهكذا قال وداعاً للمنتخب الأوكراني الذي لعب معه 54 مباراة، وخاض في صفوفه بطولات أمم أوروبا نسختي 2012 و2016.
وقال المدافع الأوكراني عبر شبكاته الاجتماعية في مواجهة ما كان يمر به إن «كرة القدم العظيمة أصبحت سياسة عظيمة».
وكانت الأوضاع على هذا النحو بالحرب بين أوكرانيا والمليشيات الموالية لروسيا في إقليمي دونيتسك ولوغانسك بمنطقة دونباس، حيث ولد مدرب زينيت، واليوم أصبحت مسرحاً لغزو طوابير من الدبابات الروسية، حسبما ذكرت حكومة كييف.