خاض الأمريكي كايليب دريسل معركة طاحنة ليحرز سباق 100 م حرة في السباحة ويحرز ثاني ذهبياته في أولمبياد طوكيو الصيفي الخميس، معززاً آماله بإنهاء الألعاب برصيد 6 ذهبيات وتكريس نفسه نجماً للألعاب المؤجلة من العام الماضي بسبب فيروس كورونا.
حطّم دريسل الرقم الأولمبي في طريقه لإحراز السباق المرموق، رافعاً رصيده إلى ذهبيتين بعد تتويجه في التتابع أربع مرات 100 م حرة.
سجّل دريسل البالغ 24 عاماً 47.02 ثانية، مُنزلاً حامل اللقب الأسترالي كايل تشالمرز عن عرشه بفارق ضئيل بلغ 6 بالمئة من الثانية، فيما حلّ الروسي كليمنت كوليسنيكوف ثالثا بفارق 42 بالمئة من الثانية.
قال ابن فلوريدا بعد أن بكى وهو يتحدّث مع عائلته وزوجته عبر الفيديو «كانت سنة صعبة للغاية، حقاً صعبة. أنا سعيد جداً».
ولم تكن موهبة دريسل قد تفجّرت في أولمبياد ريو 2016 عندما أحرز ذهبيتين في التتابع وحل سادساً في 100 م، لكنه هيمن على المسافات القصيرة للأحواض لاحقاً محرزاً 13 لقباً عالمياً خصوصاً في 50 و100 م حرة.
تصدّر السباق، لكنه احتاج لمجهود جبّار قبل حائط الوصول لإيقاف الانتفاضة الرائعة لتشالمرز، محطّماً الرقم الأولمبي للأسترالي إيمون ساليفان في بكين 2008.
وبرغم الفارق الضئيل، اعتبر دريسل أنه لم يكن «قلقاً حيال أي شيء. التزمت بخطتي في السباق، لا يهمّ إذا حللت في المركز الأول أو الثاني».
وبدا دريسل فخوراً بإحراز أولى ذهبياته الفردية في الألعاب «لم أرغب بالإقرار، لكن بعدما حققتها، سأقرّ بذلك، الأمر مختلف كثيراً».
تابع «لا يمكنك التعويل على أحد آخر. يقتصر الأمر عليك وعلى المياه، لا يوجد أحد ليساعدك».
وعن تعرضه لضغوط، خصوصاً في ظل ما حدث مع مواطنته سيمون بايلز التي انسحبت من منافستي جمباز لأسباب نفسية «هناك ضغوط كبيرة علي، لا شيء سيئ في الضغط، ما هو معقد أن يتحوّل الضغط إلى توتر».
بدوره، قال تشالمرز الذي خضع لثلاث جراحات في القلب وعاد في 2019 قبل معاناته من جراحة في الكتف في نهاية 2020 «تركت كلّ شيء في الحوض. قدّمت كلّ ما أملك».
وينوي دريسل خوض سباقات 50 م حرة و100 م فراشة بالإضافة إلى سباقين محتملين في التتابع على أمل إحراز ست ذهبيات في الألعاب الحالية.
- أوّل نسخة من 800 م أمريكية -
وفي أول نسخة أولمبية من سباق 800 م لدى الرجال، أحرز الأمريكي روبرت فينك الذهبية مسجلاً زمناً قدره 7:41.87 دقائق، أمام الإيطالي جورجو بالترينييري الذي تصدر السباق لفترة طويلة بفارق 24 بالمئة من الثانية والأوكراني ميخايلو رومانتشوك بفارق 46 بالمئة من الثانية.
قال فينك (21 عاماً) «حاولت فقط أن أصل إلى حائط النهاية، أنا سعيد للانتقال إلى سرعة مختلفة، خصوصاً بعد الشكوك التي أحاطت بالفريق الأمريكي حيال هذا النوع من المسافات».
وانطلق بالترينييري، حامل اللقب الأولمبي لسباق 1550 م، بقوة وتصدّر بعد 700 متر، لكن الإيطالي الذي عانى صحياً مطلع الصيف رضخ في الأمتار الخمسين الأخيرة لفينك الذي يشارك أيضاً في سباق 1500 م.
ولم يتأهل إلى السباق التونسي الشاب أحمد الحفناوي الذي حقق مفاجأة كبيرة بإحرازه سباق 400 م.
- رقم عالمي -
وحققت سيدات الصين مفاجأة بتحطيم الرقم العالمي وإحراز ذهبية التتابع أربع مرات 200 م حرة، على حساب الولايات المتحدة وأستراليا اللتين ضمتا النجمتين كايتي ليديكي وأريارن تيتموس.
وسجّلت الصين 7:40.33 دقائق بفارق 40 بالمئة من الثانية عن الولايات المتحدة و96 بالمئة من الثانية عن أستراليا، علماً أن الفرق الثلاث حطّمت الرقم العالمي السابق باسم أستراليا (7:41.50 د) المسجل في غوانغجو في 2019.
ومثل الفريق الصين جونجوانيانغ وموهان تانغ وبينغجي لي ويوفي تشانغ التي أحرزت الخميس أيضاً ذهبية 200 م فراشة.
وبعد انطلاقة قوية لأستراليا بقيادة أريارن تيتموس المتوجة بذهبيتَي 200 م حرة و400 م حرة لكن غير كافية مقارنة بإنجازاتها الأخيرة، تصدّرت الصين، فيما حاولت ليديكي تعويض تأخر زميلاتها وشنّت هجوماً قوياً بمجهود لافت والأسرع بين المشاركات، لكنه لم يكن كافياً لكبح جماح الصينيات.
وتجمّد رصيد ليديكي عند 6 ذهبيات أولمبية بالإضافة إلى ثلاث فضيات.
- رقمان أولمبيان أيضاً -
وحطّم الأسترالي أيزاك ستابلتي-كوك (22 عاماً) الرقم الأولمبي محرزا ذهبية 200 م صدراً، مانحا أوّل ذهبية لبلاده في هذه المسافة منذ إيان أوبراين في طوكيو 1964.
سجّل ستابلتي-كوك، رابع بطولة العالم الأخيرة، 2:06.38 دقيقتين، متقدما الهولندي أرنو كامينغا بفارق 63 بالمئة من الثانية والفنلندي ماتي ماتسون بفارق 0.75 ث.
ودغدغ «زاك» الرقم العالمي المسجّل باسم الروسي أنتون شوبكوف (2:06.12 د) في عام 2019، علماً بأن حامله حل رابعاً.
قال بعد فوزه «تمتع المشاركون بالخبرة، لكني أدركت امتلاكي المزيد».
وأضاف كامينغا فضية ثانية في رصيده، بعد حلوله ثانياً في 100 م صدراً وراء البريطاني آدم بيتي.
ولدى السيدات، حطّمت الصينية تشانغ يوفي الرقم الأولمبي في 200 م فراشة، بعد تتويجها الاثنين بفضية 100 م فراشة.
وسجّلت يوفي (23 عاماً) 2:04.86 دقيقتين، متقدّمة على الأمريكيتين ريغان سميث (بفارق 1.44 ثانية) وهالي فليكينغر (بفارق 1.79 ث).
كانت قد أحرزت في بطولة العالم في قازان عام 2015 برونزية في 200 م فراشة ثم برونزية التتابع أربع مرات 200 م بعد أربعين دقيقة فقط.
واستعادت يوفي السيطرة الصينية على هذه المسابقة، بعد تتويج زيغي ليو في بكين 2008 وليويانغ جياو في لندن 2012 قبل أن تخطفها الإسبانية ميريا بيلمونتي في ريو 2016.
من جهة الأمريكيات، يفتقدن للقب منذ تتويج ميستي هيمان في سيدني 2000.