الاحد - 24 نوفمبر 2024
الاحد - 24 نوفمبر 2024

«سبورة» توخيل في مواجهة «قلم» غوارديولا

«سبورة» توخيل في مواجهة «قلم» غوارديولا

AFP

يتنافس المدير الفني لفريق مانشستر سيتي، بيب غوارديولا، الذي فاز بلقبين آخرهما عام 2011، والمدير الفني لفريق تشيلسي الإنجليزي، توماس توخيل، الذي لم يرفع اللقب بعد لكنه وصل للنهائي الموسم الماضي ولكن بايرن ميونخ القوي انتزع منه الكأس «ذات الأذنين»، السبت المقبل على أهم بطولة في العالم على مستوى الأندية وهي دور أبطال أوروبا.

ورحل المدرب الألماني عن فريق باريس سان جيرمان في ديسمبر الماضي، ولكن لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى تنهال عليه العروض. وبعدما أقال تشيلسي مدربه فرانك لامبارد، حزم توخيل حقائبه إلى مدينة الضباب، وهناك وجد أحد أكثر المشاريع الرياضية حماساً في أوروبا.

ولم يكن من الصعب عليه أن يفرض أسلوبه، وتبدلت الأمور من عشوائية وفوضى لامبارد إلى صلابة ونظام لم يشهده ستامفورد بريدج منذ أيام أنطونيو كونتي، الذي استعار منه فكرة المدافعين الخمسة، وهو تكتيك أصبح أساسياً للفريق وأثبت فعاليته، حيث لم تستقبل شباكه أهدافاً في 10 من أول 12 مباراة قاد خلالها الفريق.

وعلى عكس الإيطالي كونتي، اتبع توخيل فلسفة التعامل اللطيف مع الجميع، وأعاد بعض اللاعبين إلى المسار الصحيح مرة أخرى، وحظي بتأييد مجلس إدارة النادي. ونجح في رفع مستوى العديد من اللاعبين، من بينهم كيبا أريزابالاجا وماركوس ألونسو وجورجينيو ونغولو كانتي كو وأندرياس كريستنسن.

وتعد المهمة، التي ما زالت عالقة أمامه حتى اليوم، هي رفع معدل إحراز الأهداف في الفريق. وكما بدا في نصف النهائي أمام ريال مدريد، يمكن القول إن تشيلسي أحد الفرق التي لا تنهي الهجمات بشكل جيد، ويعود ذلك بشكل أساسي إلى أن مهاجمه تيمو فيرنر، على حد قوله، يعيش «أسوأ موسم» في حياته.

وحالت القوة الدفاعية لتشيلسي في تجنب مزيد من المشاكل جراء نقص المعدل التهديفي، لكن بسبب ذلك خسر «البلوز» نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، وعانوا من أجل احتلال أحد المراكز الأربعة الأولى في البريميير ليغ والمؤهلة لدوري الأبطال في الموسم المقبل.

وهنا تكمن بالطبع الميزة الكبرى لتوخيل والتي ستظهر يوم السبت وهي العامل الذهني. فالمدرب الألماني هو الأكثر تحديا لغوارديولا هذا الموسم، مثلما كان مواطنه يورغن كلوب في السابق ومثلما كان يأمل جوزيه مورينيو أثناء فترات تدريبه في البريميير ليغ.

وواجه توخيل غوارديولا مرتين هذا الموسم، وحقق انتصارين على المان سيتي، في نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي بهدف نظيف بسبب خطأ من الحارس البديل، الأمريكي زاك ستيفن، وفي البريميير ليغ، ليؤجل حسم «السيتيزنس» وقتها للقب، بعدما فاز عليهم في ملعب الاتحاد بهدفين لواحد.

وسيصل غوارديولا إلى بورتو لخوض النهائي وهو لا يعرف معنى الفوز على توخيل هذا الموسم، لكنه سيكون على يقين بصنع آلة شبه مثالية، وتشكيل الفريق الأفضل لمواجهة «البلوز». فالمدرب الإسباني هو أفضل من تعامل مع كرة القدم في وقت الوباء، رغم حقيقة أنه لتحقيق ذلك فقد ساعده توفر أفضل العناصر في الفريق وأكثرها جودة.

فغوارديولا يمتاز بطريقة اللعب 4-3-3 لكن توقع الأسماء الذي سيدفع بها والطريقة التي سينفذها في الملعب فهذا أمر آخر.

فطوال العام لعب غوارديولا بطريقة المهاجم الوهمي، إزاء تراجع مستوى سرخيو أغويرو وعدم انتظام غابرييل جيسوس، ليعتمد على وضع لاعبين في المقدمة أمثال فيل فودين، كيفن دي بروين وحتى فيرران توريس، ودائماً ما كان رهانه هذا رابحاً.

ونجح غوارديولا في تعزيز دفاعه بعد ظهور مشكلات به بفضل لاعبه روبن دياز. فبعد سقوطه في ملعبه أمام ليستر سيتي بخماسية في سبتمبر الماضي، تعاقد مع اللاعب البرتغالي.

كما استفاد غوارديولا من دياز في التحسين من مستوى زميله جون ستونز، وعزز أيضاً من قدرات إيمريك لابورت.

وبالتأكيد ربما لا تكون مباراة السبت القادم مبهجة للمشاهد، الذي لن يرى على سبيل المثال عشرات الفرص من الجانبين، لكنها ستكون معركة تكتيكية رائعة ستقود إلى البطل، معركة بين «سبورة» توخيل و«قلم» غوارديولا.