تربّعت التونسية أنس جابر على عرش دورة مدريد للألف محرزة أكبر الألقاب في مسيرتها وعادت إلى المركز السابع في التصنيف العالمي للاعبات التنس، بمساعدة من رسائل تحفيزية للعبة ورق أبطالها من الحيوانات.
كتبت جابر (27 عاماً) فصلاً جديداً من صعودها اللافت في السنوات الأخيرة، محرزة السبت اللقب في العاصمة الإسبانية على أرض ترابية ضد الأمريكية جيسيكا بيغولا 7-5 وصفر-6 و6-2.
وهذا اللقب الثاني لها في بطولات المحترفات، بعد دورة برمنغهام الإنجليزية العام الماضي على الملاعب العشبية عندما أصبحت أول لاعبة عربية تحقق لقباً ضمن دورات رابطة المحترفات.
وكشفت جابر في مقابلة مع موقع رابطة اللاعبات المحترفات «دبليو تي إيه» عن استعدادها ذهنياً لمباريات دورة مدريد حيث بلغت نهائي إحدى دورات الألف للمرة الأولى «تعيّن عليّ الاستعداد ذهنياً، وحصلت على المساعدة من بعض الحيوانات».
اقرأ أيضاً.. «مدريد للتنس».. التونسية جابر تحقق اللقب الأكبر في مسيرتها
وفي طريقها نحو اللقب، ثأرت جابر من السويسرية بليندا بنتشيتش التي هزمتها في نهائي دورة تشارلستون، تخطت الرومانية سيمونا هاليب الأولى عالمياً سابقاً وحاملة اللقب في مدريد مرتين والروسية إيكاتيرينا ألكسندروفا مرة ثانية فقط في 8 مواجهات ثم بيغولا في النهائي.
تابعت اللاعبة التي ستكون من المرشحات لخطف لقب رولان غاروس، ثانية البطولات الأربع الكبرى «كنت أتسلى بالبطاقات، قلت لنفسي (سأختار بطاقة كل يوم) هي بطاقات حيوانات، يُدوّن عليها رسالة من الحيوان. استخدمتها».
وأضافت جابر التي لم تخفِ طموحها سابقاً بتصدر ترتيب اللاعبات المحترفات «عندما أسحب البطاقة كنت أقول (حسناً ماذا عليّ أن أفعل للفوز غداً؟) قال لي أحد الحيوانات أن أحفر عميقاً، حيوان آخر قال لي إني سأواجه أسطورة، كانت سيمونا (هاليب)، هذا مثالي، طلب مني أحد الحيوانات استخدام ذكائي وأكون جاهزة، فيما طالبني آخر أن أتصرّف، لذا كانت البطاقة المثالية كلّ مرة سحبتها».
إعداد نفسي
ويبدو الإعداد النفسي بالغ الأهمية بالنسبة لجابر التي شكرت جهازها الفني والبدني الذي يتضمن زوجها كريم كمّون بالإضافة الى ميلاني مايار عالمة النفس الرياضية «من الرائع أن تكون معي، وآمل أن تعود معي لدورات إضافية».
تابعت اللاعبة التي عانت خيبات سابقة في المجموعات الحاسمة من المباريات النهائية «ساعدني حضورها جسدياً بدلاً من اللقاءات عبر الإنترنت... تهدّئني عندما تكون معي وبمقدورها ملاحظة مدى عصبيتي... لست سهلة في العادة بالانفتاح على الآخرين، لكنها عندما تكون بجانبي تصبح الأمور أسهل.. أعمل مع ميلاني منذ فترة طويلة وبمقدوري رؤية التطور الذي حققناه».
ولم تكن المرة الأولى تلجأ جابر إلى وسائل محفزة نفسياً قبل مبارياتها «قمت بذلك مرة من قبل، لكن ليس مع الحيوانات، كانت في شيكاغو. قرأت كتاب (21 درساً عن التنس) قلبت الكتاب وفتحت صفحة عشوائية تحدثت عن الدروس التي تتعلمها من التنس، أعتقد أن الأمور كانت أفضل في مدريد، شكراً أصدقائي الحيوانات على مساعدتي».
وكان هذا النهائي السادس لجابر في مسيرتها الاحترافية، إذ خسرت دورة تشارلستون الأمريكية في وقت سابق العام الحالي ونفسه في العام الفائت، بالإضافة إلى شيكاغو الأمريكية 2021 وموسكو 2018.
جابر التي ألهمها في بداياتها المغربي هشام الرازي والأمريكي أندي روديك، هي الأكثر فوزاً هذا الموسم على ارض ترابية (12)، وستأمل في باريس كسر حاجز الدور ربع النهائي في البطولات الكبرى لمواصلة أدائها التصاعدي، علماً أنها أحرزت لقب رولان غاروس للناشئات عام 2011 «الأهم بالنسبة لي ان أنجح بتحقيق هذا الأمر (التتويج في مدريد) لأكون قادرة على إحراز لقب بطولة كبرى يوماً ما».