لم يُرد أسطورة كرة الإمارات قائد فريق الوحدة إسماعيل مطر أن يطوي صفحة كرة القدم إلّا وقد أرسى قيماً عميقة في الوفاء والانتماء لـ"أصحاب السعادة" الذي احتضنه يافعاً وصقله وطور موهبته عبر عقدين ونيف، ورغم تقادم السنين وتناقص عمره الكروي إلا أنه ظل دائماً الذهب الذي لا يصدأ ومثالاً للاحترافية داخل الملعب وخارجه.
مثله مثل أساطير الكرة الذين قضوا جل حياتهم بين ردهات استادات شهدت ميلادهم وسحرهم في عالم الساحرة المستديرة، وكان انتماء أولئك اللاعبين الكبار ووفاؤهم ومكوثهم الطويل مع أنديتهم سبباً أصيلاً في استمرار عطائهم للأعوام الطوال، والنماذج لا تُحصى فهنالك فرانشيسكو توتي الذي قضى أكثر من نصف عمره بين أسوار قلعة الأولمبيكو في العاصمة الإيطالية.
اقرأ أيضاً.. ورشة عمل للأطقم الطبية في المنتخبات وأندية الدولة
وكم كانت ملهمة دموع أسطورة النادي الملكي مارسيلو بالأمس القريب في وداعيته لقلعة سنتياغو برنابيو التي قضى فيها عمراً طويلاً، ويشهد عشب ذلك الملعب الأسطوري على كل نقطة عرق بذلها الأسطورة البرازيلي، والأمثلة لا تنقطع للاعبين ساعدهم ولاؤهم وانتماؤهم على الاستمرار طويلاً وتطبيق الحياة الاحترافية وفاءً لذلك النادي ولجماهيره.
وقف مطر في استاد آل نهيان معقل نادي الوحدة وحيداً وغادر كل من جاء معه واستمر عطاءً أخاذاً وسحراً لم يتوقف، وحسب إحصائية ترانسفير ماركت للاعبين الأكثر وفاءً وولاء لأنديتهم حل إسماعيل مطر (39 عاماً) ثالثاً خلف لي كاسكيارو من فريق لينكولن ريد في جبل طارق بـ23 عاماً و11 شهراً قضاها مع ناديه، وحل ثانياً الياباني كوجي هوما (45 عاماً) لاعب نادي هولي هوك الياباني الذي أكمل 22 عاماً و11 شهراً.
وأرجع رئيس نادي يونايتد لكرة القدم الدكتور مبارك الكتبي طول عمر لاعب الوحدة إسماعيل مطر لبقائه واستمراره والقناعة التي دبجت مسيرته مع النادي العاصمي منذ بواكير عمره.
وأوضح الكتبي: «الاستقرار الذهني يزيد عمر اللاعب ويجنبه الإصابات ويعزز ثبات مستواه لأطول مدة، وكم من نجم كبير أثر الترحال على مستواه الفني وتسبب في تكرار إصاباته كبيرها وصغيرها، والأمثلة عديدة في كرة الإمارات وفي محيطنا وفي دوريات العالم المختلفة، وبالمقابل قضى مطر 20 عاماً أو يزيد لاعباً للوحدة بلا إصابات كبيرة».
وأضاف: «محبة الجمهور الإماراتي بمختلف انتماءاته لمطر لم تتغير مع تغير الأعوام والأجيال لأنه احترم ناديه وأوفى له مقدماً عصارة جهده وفنه الكروي ولم يتخاذل يوماً عن واجبه تجاه العنابي وجمهوره والمنتخب وجمهور الكرة الإماراتية».