كشفت مباريات منتخب الإمارات ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022 عن مشكلات عدة في مركز المدافع، وبرهنت جولات التصفيات التي خاضها الأبيض بمراحلها المختلفة التمهيدية والحاسمة ومن ثم الإقصائية على وجود أزمة مدافعين أجانب تستوجب التحليل والمعالجة قبل فوات الآوان.
وعبر التصفيات التي خاضها مدربو المنتخب الهولندي بيرت فان مارفك الكولومبي لويس بينتو والأرجنتيني رودلفو أروابارينا وقبلهم الإيطالي ألبرتو زاكيروني شارك عدد كبير من المدافعين المواطنين وانكشف ظهر الأبيض بسبب التجارب العديدة في ذلك المركز.
اقرأ أيضاً.. نجاح كبير للجولة العالمية للرياضات الإلكترونية بدبي
وشارك مع الأبيض على سبيل المثال لا الحصر منذ آسيا 2019 اللاعبون: إسماعيل أحمد، وليد عباس، محمود خميس، محمد فوزي، شاهين عبدالرحمن، محمد العطاس، خليفة الحمادي، بندر الأحبابي، خليفة مبارك، خالد الظنحاني، مهند العنزي، عبدالسلام محمد، وغيرهم من الأسماء التي ضمها المدربين الثلاثة واستعانوا بخدماتهم من أجل حل المعضلة الدفاعية للأبيض.
ويؤكد العديد من الخبراء أن كرة القدم الحديثة تعتمد على الدفاع الكلي وحصر المساحة التي تتحرك فيها الكرة بـ25-30 متراً عند التصدي لهجمات المنافسين ما يتطلب انسجاماً وتفاهماً وقدرة بدنية وجاهزية ذهنية كبيرة.
ورغم ظهور عدد مقدر من المدافعين الشباب الذين تألقوا مع فرقهم والمنتخب أمثال خليفة الحمادي ومحمد العطاس ومدافع بني ياس حسن المحرمي ومدافعا العين سعيد جمعة وسالم عبدالله، إلا أن المشكلة تراوح مكانها في استدامة وثبات المستويات الفنية لهؤلاء وإيجاد بدلاء جيدين لهم يسدون الفراغ عند حدوثه وإزاء كل ما يحدث لجأت الأندية لانتداب المدافعين الأجانب والمقيمين.
وشدد المحلل الفني محمد مطر غراب على أهمية دراسة عميقة لما يحدث من شح في المواهب الدفاعية الجديدة وغياب آلية تعاقب الأجيال في الأندية ما انعكس على المنتخب، موضحاً أن الدراسة العلمية تسهل عملية الفهم وإيجاد الحلول لمسألة غياب العمل في أكاديميات الكرة بالأندية الذي يصنع ويصقل الأجيال الجديدة ويعدهم لدخول معترك مسابقة المحترفين.
وأضاف غراب: «يجب الاستفادة من إحصائيات المباريات ودراسة أسباب استقبال الأهداف هل في كفاءة المهاجم أم في ضعف الحالة الدفاعية كما يجب التأكيد على تعاقب الأجيال في الأندية والمنتخبات حتى لا يحدث فراغ، والمسابقات هي السبيل في صقل المدافعين الجدد وتجهيزهم لاستلام الراية».
وأردف: «تبقى الهوة الواسعة بين التكوين في أكاديميات الكرة والفريق الأول أمراً يتطلب الدراسة والتحليل وإيجاد الحلول الناجعة والعاجلة وفقاً لمنهجية عمل علمية، فوجود عدد كبير من المدافعين فوق الثلاثين يؤثر سلباً على الأجيال الجديدة من المدافعين».