مع دخول فصل الصيف تدريجياً في دولة الإمارات، عادت النقاشات في المجالس الرياضية حول ضرورة إنشاء ملاعب مكيفة، من أجل ضمان استمرار التنافس الرياضي، الذي عادة ما يتعطل في هذا الفصل من العام.
وفي السياق ذاته، منحت التغريدة التي نشرها المعلق الرياضي المعروف علي سعيد الكعبي، على حسابه الشخصي في منصة توتير بمواقع التواصل الاجتماعي، دفعة أخرى لتلك النقاشات، إذ كتب مغرداً: «الأخبار القادمة أننا أمام ثورة في ملاعبنا في الإمارات، ملعب دولي جديد مغطى ومكيف في كل إمارة، بجانب إعادة بناء كامل لملعب مدينة زايد الرياضية سيكون بعدها ضمن قائمة أجمل ملاعب العالم، محظوظ هذا الجيل والقادم منه، فقط عليهم استثمار ذلك والارتقاء بمستوياتنا في كل محفل».
وتفاعل الشارع الرياضي إيجابياً مع تغريدة الكعبي ممتدحين الخطوة التي طال انتظارها لتشييد ملاعب جديدة مكيفة تعمل على استدامة النشاط الكروي خصوصاً في الشهور التي ترتفع فيها درجتا الحرارة والرطوبة، وكذلك تسهم في جذب العوائل إلى المدرجات لزيادة معدل حضور الجماهير لا سيما أن الملاعب المكيفة تعد أكثر راحة ورفاهية للجماهير من الملاعب الحالية، إضافة إلى تعزيز البينة التحتية الرياضية في الدولة بحيث تكون محط أنظار العالم ووجهة مثالية لاستضافة البطولات الدولية والعالمية.
تعزيز البنية التحتية
وبدوره، قال عضو مجلس إدارة رابطة المحترفين الإماراتية السابق محمد سعيد النعيمي لـ«الرؤية»: «نتأمل خيراً من البشريات التي زفها إلينا المعلق الرياضي المميز علي سعيد الكعبي باقتراب البدء في إنشاء ملاعب جديدة بمواصفات دولية ومزودة بأفضل التقنيات خصوصاً التكييف الذي تحتاجه ملاعبنا لا سيما في شهور الصيف، ولذلك تفاعل الرياضيون مع تغريدة بو فصيل بصورة إيجابية، ونحن بدورنا نثمن الخطوات التي تتخذها الجهات المسؤولة وهي تعمل على الارتقاء بالبنية التحتية لملاعب الإمارات، ونتطلع إلى أن يكون هناك عمل ملموس في النواحي الفنية والإدارية لكرة الإمارات لتكون النهضة والطفرة متكاملة الجوانب».
وأضاف النعيمي: «ستكون الملاعب الجديدة إضافة نوعية لكرة الإمارات وتمنحها تقدماً على رصفائها وتدعم ملفها في استضافة البطولات العالمية، وكذلك تسهم في زيادة نشاط السياحة الرياضية في الدولة وضعاً في الاعتبار أن هناك عدداً كبيراً من الأندية العالمية والمنتخبات الوطنية تضع الإمارات كأحد الخيارات لاستضافة معسكراتها تحديداً في فترة الشتاء، ولكن بتواجد الملاعب المكيفة ستكون هناك استدامة للنشاط طوال السنة، ما يزيد عدد الأندية التي ستتوافد على الدولة».
وتابع: «هناك مكاسب عديدة ستعود على أنديتنا التي تذهب بشكل راتب في الصيف إلى أوروبا هرباً من الأجواء الحارة في الدولة، خلال فترة الإعداد، إلا أنه بعد اكتمال الملاعب الجديدة لن تجد نفسها مضطرة إلى الذهاب للخارج لإقامة معسكراتها وإنما الأندية الأخرى هي من تأتي إلى الإمارات للانتظام في معسكراتها لدينا، ما يوفر على خزائن أنديتنا أموالاً كثيرة تنفق في المعسكرات الإعدادية».
نقلة نوعية
ومن جانبه مضى في السياق نفسه، المحلل الرياضي عمار الدوخي موضحاً: «بناء ملاعب جديدة ومكيفة سيعمل على إحداث نقلة نوعية كبيرة للغاية على مستوى البينة التحتية الرياضية في الدولة ويضعها في مستوى متقدم عالمياً، لا سيما أن المشروع الذي كشف النقاب عنه المعلق الرياضي علي سعيد الكعبي سيكون شاملاً ببناء ملعب في كل إمارة بجانب إعادة بناء كامل لملعب مدينة زايد الرياضية، خصوصاً أنها تحمل اسماً غالياً على الجميع في الإمارات، علماً بأنها عندما تم بناؤها كانت مفخرة الملاعب آنذاك وظلت تخدم القطاع الرياضي في الدولة منذ سنوات خلت وحان تجديدها لتواكب الطفرة العالمية التي شهدتها الملاعب التي تم إنشاؤها بعد مدينة زايد الرياضية».
وأردف: «ستعمل الملاعب الجديدة على تقديم الإمارات كوجهة رياضية بشكل مختلف تماماً عن الفترة السابقة، إذ إن هناك الكثير من الشركات المتخصصة في مجال تنظيم معسكرات الأندية والفرق تنشط في العمل بالسوق الإماراتي خلال فترة الشتاء إذ يعمدون إلى تنظيم المباريات الودية بين الفرق التي تختار الدولة مكان لإقامة معسكراتها الشتوية وفي حال اكتمال الملاعب المكيفة وافتتاحها في المرحلة المقبلة، ستنشط السياحة الرياضية أكثر وسيزاد عدد الشركات الرياضية التي تعمل في سوق الإمارات تحديداً في فترة الصيف بدلاً من اقتصار عملها في الشتاء كما هو الوضع الحالي، وهذا الأمر سينعكس إيجابياً على تعزيز العوائد الاقتصادية التي تعود على القطاعين السياحي والتجاري من تزايد أعداد الفرق والمنتخبات التي ستتخذ من الإمارات مكاناً لمعسكراتها الصيفية».