تفاعل الشارع الرياضي أمس الأحد مع مخرجات «منتدى تطوير الدوري الإماراتي» الذي نظمته رابطة المحترفين الإماراتية في دبي بمشاركة عدد من الخبراء العالميين من الأفراد والشركات أصحاب البصمة الكبيرة في تطوير عدد من مسابقات كرة القدم بمختلف أنحاء العالم، وهدفت الرابطة من إقامة المنتدى الذي أعدت له طوال الأشهر السابقة بعد استشارة عدد من بيوت الخبرة الكروية استشرافاً لمستقبل الاحتراف في كرة دولة الإمارات.
وحصر المنتدى النقاش في 3 محاور رئيسية، هي: قائمة الفريق، وعدد اللاعبين الأجانب، وشكل مسابقة الدوري، وأشرفت على الورشة شركة TFG العالمية المعروفة ببصمتها التطويرية للعديد من الدوريات العالمية ضمن مجموعة من المؤسسات والأفراد الذين تواجدوا في المنتدى.
ورأى المنتدى أن الحد الأقصى لعدد اللاعبين المقيدين في قائمة الفريق الأول بدوري أدنوك حالياً والذي يبلغ 36 لاعباً يعد كبيراً، وذلك بالنظر إلى عدد اللاعبين الذين يلعبون أكثر من 10% من دقائق اللعب لا تتجاوز الـ26 لاعباً فقط من قائمة الفريق الكلية.
وارتفع مقترح تقليص قائمة الفريق الأول في دوري أدنوك للمحترفين لتُصبح 25 لاعباً أسوة بالدوريات الكبرى.
وبحسب رياضيين استطلعتهم «الرؤية» تبرز الجدوى الكبيرة لتقليص عدد اللاعبين في تقليل كلفة الرواتب الشهرية والحوافز التي يتقاضاها كل اللاعبين الـ36 في أوقات الفوز والإنجازات وبعضهم لم يلعب سوى مدة قصيرة مع الفريق بدواعٍ مختلفة.
أما الجدوى الثانية، فتتمثل في وقف ظاهرة تكديس اللاعبين بدون داعٍ حقيقي، خصوصاً أن بعضهم لا تتجاوز دقائق لعبه طوال الموسم 200 دقيقة.
وفيما يتعلق باللاعبين المحترفين الأجانب اقترح المجتمعون أن زيادة عددهم إلى 5 لاعبين بدلاً من 4، مع فتح باب التسجيل للاعبين المقيمين ومواليد الدولة، حيث تنص اللائحة الحالية على تسجيل 3 لاعبين يتواجد اثنان منهم في ملعب المباراة.
النعيمي: التقليص يجب ألا يكون على حساب اللاعبين المواطنين
من جانبه اشترط العضو السابق في رابطة المحترفين الإماراتية محمد سعيد النعيمي ألا يكون تقليص قائمة اللاعبين من 36 إلى 25 لاعباً فقط على حساب اللاعبين المواطنين، خصوصاً مع مقترح زيادة الأجانب لـ5 وفتح باب تسجيل اللاعبين المقيمين والمواليد.
وأضاف: «تقليص القائمة لـ25 لاعباً أمر جيد في ناحية التوفير وتقليل كلفة الرواتب الشهرية، ولكن لا يجب أن يكون على حساب الجانب الفني خصوصاً أن المفاجآت موجودة في كرة القدم من ناحية إصابات اللاعبين وعدم نجاح بعض اللاعبين الجدد».
وأردف: «لا بد من وضع حلول لمسألة أن قائمة الفريق ستشمل 5 لاعبين أجانب بموجب المقترح الجديد، زائد عدد 3 للمقيمين والمواليد، ويصبح عدد الأجانب من الفئات الثلاث 8 لاعبين من 25 لاعباً العدد الكلي ليبقى عدد اللاعبين المواطنين 17 فقط».
وتابع النعيمي: «مسعى الرابطة لتطوير كرة الإمارات أمر جيد ولكن يجب أن تضع نصب أعينها أهمية تعزيز وجود اللاعب المواطن خصوصاً المواهب الشابة في قوائم أندية دوري أدنوك لأنه مستقبل كرة الإمارات».
كرونسلاف يورزيتش: 25 لاعباً في القائمة كافٍ للأندية
أكد المدرب الكرواتي السابق لناديي بني ياس والنصر كرونسلاف يورزيتش أن وجود 25 لاعباً في قائمة الفريق كافٍ جداً، موضحاً أن المدرب يرغب في عدد محدد في مرحلة الإعداد للموسم وللإعداد والتهيئة للاستحقاقات المختلفة أثناء الموسم.
وأضاف: «إدارات الأندية تنظر للمسألة من زاوية الاقتصاد والحد من الإنفاق بصرف رواتب لعدد كبير من اللاعبين، فتقليل الصرف على الرواتب للاعبين لا يلعبون أمر حتمي ومهم للاستمرار والتطوير والاستفادة من تلك المبالغ في انتدابات اللاعبين مستقبلاً».
وشدد كرونسلاف على أهمية مرونة اللوائح بالسماح للأندية بالتعاقد مع لاعبين بدلاء للاعبين الذين يصابون بإصابات يصعب معها استمرارهم في المسابقة حتى لا تتضرر الأندية.
وأشار المدرب الكرواتي إلى أهمية وجود بنود ومواد في اللوائح تعزز من وجود اللاعب المواطن خصوصاً الشباب والمواهب الجديدة، وأكمل: «اللاعبون المواطنون هم مستقبل كرة الإمارات وهم من يرفعون شعارها في الاستحقاقات الخارجية لذلك لا بد من رعايتهم عبر اللوائح والقوانين المنظمة للآلية الجديدة بتمهيد الطريق لهم ليسلكوا طريق الاحتراف ويساعدوا المنتخبات الوطنية ويحققوا الإنجازات لكرة الإمارات مستقبلاً».
غراب: المقترح يقلل الأعباء المالية على الأندية
شدد المحلل الفني محمد مطر غراب على أهمية أن تكون مسابقة دوري المحترفين بمردود مالي عالٍ، مشيراً إلى أهمية أن يكون التنظيم والتشريعات الكروية الاحترافية متماشية مع متطلبات الاتحاد القاري إذا أردنا النجاح والإنجاز في الاستحقاقات القارية.
وأضاف: «اعتماد 25 لاعباً أمر جيد يخفف العبء المالي على الأندية ولكن تبقى الحلقة الأهم في تقليل الصرف والنفقات على المنظومة الإدارية بالأندية، فبعضها يأتي بلاعبين ومدربين ويبدلهم أثناء الموسم وهذا هدر مالي».
وأردف: «الاكتفاء بقائمة من 25 لاعباً يؤدي إلى صعوبة الصعود للفريق الأول من الفرق الأدنى بالنادي، وهنا دور رابطة المحترفين في ابتكار مسابقات أدنى تساعد اللاعبين المواطنين المسرحين على الاستمرار وتساعد الأندية على تجهيز اللاعبين الذين لا يشاركون باستمرار».
الحارثي: رعاية المواهب من المواطنين ضرورة
دعم مدير الإعلام بنادي بني ياس سابقاً مسعد الحارثي فكرة تقليل عدد اللاعبين لـ25 لاعباً، موضحاً أن المقترح يصب في خانة تقليل النفقات الكبيرة وتخفيف العبء المالي على الأندية التي تعاني أحياناً لصرف رواتب لاعبيها بعددهم الكبير.
وأضاف: «المنظومة الإدارية الجيدة بالأندية تساعد مع تقليص عدد اللاعبين في القائمة على ضبط الأمور المالية، أما تقليل اللاعبين مع عدم منظومة إدارية جيدة فلن يجدي نفعاً».
وشدد الحارثي على أهمية رعاية اللاعبين المواطنين وبالذات المواهب الشابة في حال تطبيق تقليص القائمة لـ25 لاعباً باعتبارهم مستقبل المنتخبات الوطنية.
