الاحد - 24 نوفمبر 2024
الاحد - 24 نوفمبر 2024

1050 درهماً كلفة كورس في الرماية

بعد سطوة كبيرة استمرت طويلاً لكرة القدم على أمزجة الشباب الإماراتيين، بدأت الآن بعض الرياضات تستهوى أفئدة الكثيرين منهم، قبل أن تستغل غالبية الرياضات هذا الوضع، لتدخل في حالة تأهب لإغرائهم.

ومن الجوجيتسو التي باتت اللعبة الشعبية الأولى في الإمارات بحسب الإحصاءات، مروراً، بالشطرنج الذي يعيش فترته الذهبية هنا حالياً، باستضافة إكسبو دبي موندياله العالمي، وختاماً بالبادل تنس واليوغا والبولينغ والسلة، تحاول عدد من الرياضات إغراء الشباب بعروض محفزة، وهو أمر لم يفت على أندية رياضة الرماية بالدولة.

وعلى رغم من دلالتها التراثية، وأيضاً تصنيفها كواحدة من أنجح الرياضات بالإمارات، حيث سُجل عبرها إنجاز الإمارات الأولمبي الوحيد الذي حققه الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم في أولمبياد أثينا 2004، عندما توج بالذهبية، فإن الرماية لا تزال تحاول تعزيز مكانتها بين الشباب.

والجدير بالذكر أن اتحاد الرماية تم تأسيسه منذ عام 1992، ومنذ ذلك ظل يضم تحت لوائه جميع فروع الرياضة من رماية المسدس والبندقية والأطباق والقوس والسهم، إلى أن تم فصل القوس والسهم في 2019، والتي باتت اتحاداً قائماً بذاته.

إنجازات

رغم هالة إنجاز الشيخ أحمد بن حشر آل المكتوم وملامسته العالمية، وأيضاً كونها الذهبية الوحيدة للإمارات في الأولمبياد، فإن اتحاد الرماية لم يغب عن تحقيق الإنجازات والنجاحات، وفي بطولات العالم التي حققت فيها الإمارات فوق الـ30 ميدالية ملونة.

أما على صعيد البطولات الآسيوية فقد حققت رماية الإمارات ما يزيد على 15 ميدالية ملونة، آخرها البرونزية الرائعة التي حققها سيف بن فطيس في آسيا 2018 في إندويسيا.

وعلى مستوى بطولات العرب فالغلة مرتفعة تزيد على 70 ميدالية ملونة.

ترويج وجذب

ومن جهتها، تسعى عدداً من أندية الرماية الموجودة في إمارات الدولة إلى وضع أسعار تنافسية من أجل ربط جيل الشباب بالرماية والتي ترتبط بشكل مباشر بقيم الشجاعة والإقدام والذكاء والمهارة والتركيز.

وتقدم أندية عدة حزماً متفرقة للرماية، تتصدرها دورة تدريبية لمدة 6 أيام، تشمل عدداً من عناصر الرماية وأسلحتها.

وعلى سبيل المثال، تبلغ رسوم دورة تدريبية مكثفة لستة أيام 1050 درهماً، على أن يكون عدد المشاركين في الدورة 20 متدرباً.

ويبلغ سعر حصة رماية الشوزن للأطباق الطائرة، المندرجة في خانة الرماية الميدانية الخارجية للأعمار من 15 عاماً وما فوق 147 درهماً.

وبدورها، يبلغ سعر الحصة التدريبية في المسدس الكبير عيار 9 ملم، للأعمار من 20 عاماً فما فوق 157.5 درهماً.

موروث ثقافي

ويؤكد قائد ومدرب منتخب الإمارات للرماية البارالمبية عبدالله سلطان العرياني الحائز على ذهبية طوكيو 2021 للرماية بالبندقية السكتون 3 أوضاع أن الرماية ثقافة وإرث لعائلته منذ القدم، مشيراً إلى أنه ظل يمارسها منذ صغره وقبل تعرضه للإعاقة إثر حادث سير قبل بضع سنين.

وأضاف:«لم أتوقف عن الرماية لأنها موروث لعائلتي الكبيرة الممتدة منذ القدم، بل أدرب اللاعبين والمواهب الجديدة بسعادة كبيرة من أجل أن تستمر الرماية، وسعيد بإقبال اللاعبين من أصحاب الهمم على الرماية».

وأردف:«حتى وقت قريب كان قوام منتخب الإمارات للرماية البارالمبية بضعة لاعبين فقط، الآن يأتينا كل يوم لاعب جديد وأدربهم بكل سعادة لأشعل جذوة عشق الرماية في داخلهم، ويزيد عدد المنتخب كل يوم وأصبح لدينا فريق المكفوفين للرماية».

عشق الطفولة

من جانبها أكدت الرامية الإماراتية فاطمة الكعبي أن الرماية عشقها الأول الذي تحتمله رغم صعوبة وارتفاع كلفته، مشيرة إلى أنها تنفق من جيبها في كثير من الأوقات لتستمر في لعبها.

وأضافت:«الرماية جدواها منها وفيها، مهما أنفقت عليها لا تندم لأنها تعزز الطاقة الإيجابية وتجعلها في أفضل حالاتها، كما أنها تعلم الإنسان التركيز والقدرة على اتخاذ القرار بسرعة ودقة بعد دراسة الموقف والتفاصيل».

وأردفت: «حققت العديد من الإنجازات لرماية الإمارات وأسعى لتحقيق المزيد وهذه إحدى ميزات الرماية تعلمك الشغف المستمر والرغبة في تحقيق المزيد، وأدعو المرأة الإماراتية للرماية بكل ثقة، وكذلك الأسر لتعليم أبنائهم وبناتهم الرماية وسيرون فوائد لا تُحصى».

فوائد جمة

من جانبه، أكد المدير الفني لميادين الرماية بنادي العين للفروسية والرماية والغولف مجدي جمال رجب الجدوى العالية للرماية مهما كانت كلفتها، موضحاً أن الفوائد التي يجنيها اللاعب أكبر من كل مبلغ ينفقه للتدريب.

وأضاف لـ«الرؤية»: «الرماية تعلم الإنسان كيف يسيطر على انفعالاته وأحاسيسه، وتعلم ممارسها الثبات والذهنية المرتبة لاتخاذ القرارات المهمة في أصعب المواقف والأوقات، هي رياضة السيطرة والثبات».

وأردف:«الرماية تعلم ممارسها الهدوء ودراسة الموقف قبل إطلاق الطلقة، والرماية هي الرياضة الوحيدة التي يُجرى فيها فحص المثبطات وليس المنشطات حيث يعمد البعض لأخذ عقاقير مهدئة للحصول على الهدوء والتركيز».

وأشار رجب: «جدواها للصغار من عمر 10 أعوام هائلة خاصة في زمن الألعاب الإلكترونية التي أرهقت صغارنا وأسرهم، لأنها تعلم الطفل السيطرة الذهنية واتخاذ القرار والثبات الانفعالي من عمر مبكر».