يعد لاعب الجناح المهاجم لنادي بني ياس سهيل النوبي، دينمو الأدوار الخفية في تشكيلة المدرب الروماني دانيال أيسايلا الذي يعتمد عليه كثيراً في تنفيذ أفكاره الفنية داخل أرضية الملعب، ما أدى إلى النهضة الفنية التي يشهدها السماوي حالياً، بعدما بات خصماً صعباً للعديد من الفرق ومنافساً شرساً على بطولة الدوري موسم 2020-2021، بفضل المستويات المميزة التي يقدمها الفريق عموماً والنوبي خصوصاً.
يجيد النوبي (25 عاماً)، اللعب بالقدمين وكذلك الربط بين خطي الهجوم والدفاع إذ يجد المتابع لتحركاته في المباريات مرة يدافع عندما تقطع الكرة من زملائه وتارة مسانداً لخط الهجوم لا سيما أنه يمتاز بعنصر السرعة والمهارة في الوقت نفسه، وفي الموسم الجاري سجل النوبي 5 أهداف بالدوري وصنع 6 لزملائه.
النشأة والتأسيس
نشأ النوبي المولود في 9 يناير عام 1996 في أكاديمية نادي بني ياس، التي تعلم فيها أساسيات كرة القدم وبرز في مسابقات المراحل السنية ليتم استدعاؤه إلى منتخب الإمارات للناشئين ثم الشباب ومروراً بالأولمبي وصولاً إلى المنتخب الأول مؤخراً تحت قيادة المدرب الهولندي فان مارفيك.
ونظراً لتميزه في مسابقات الفئات العمرية، استدعي النوبي إلى قائمة الفريق الأول لنادي بني ياس 2014 - 2015، وهو في الـ18 حيث كان يقود الفريق آنذاك المدرب الإسباني لويس غارسيا الذي انتبه لقدرات النوبي مبكراً.
وبدأت تجربة لاعب منتخب الإمارات، تنضج بمرور الأعوام إذ اكتسب خبرات كبيرة من خلال تواجده المستمر في الفريق الأول، موسماً بعد الآخر حتى بلغت درجة عالية من النضوج في الموسمين الأخيرين، ما جعلت الأنظار تتجه نحوه وتبدأ العديد من الأندية في خطب وده، الأمر الذي قابلته إدارة بني ياس بخطى متسارعة حيث جددت عقد لاعبها الموهوب في مايو 2020 بعقد يمتد حتى 2023، ضمن خططها للمحافظة على أبناء النادي، ما انعكس إيجابياً على مستوى الفريق في الموسم الجاري، خصوصاً أن لاعبيه يعيشون استقراراً نفسياً يجعل مردودهم داخل الملعب جيداً.
أرقام
بلغ العدد الإجمالي المشاركات النوبي الرسمية في دوري الخليج العربي 98 مباراة منذ التحاقه بالفريق الأول موسم 2014 - 2015، مسجلاً 12 هدفاً، وشارك في كأس الخليج العربي 24 مباراة سجل خلالها هدفين.
وتوج النوبي في نوفمبر الماضي بجائزة أفضل لاعب الشهر التي تمنحها رابطة المحترفين الإماراتية لأفضل لاعب، وذلك بعد المستويات التي قدمها اللاعب في نوفمبر متفوقاً على الكثير من نجوم دورينا سواء كانوا أجانب أو لاعبين مواطنين.
ومنحت تلك الجائزة النوبي دافعاً معنوياً كبيراً، ونقطة تحول جعلته من أفضل الأسماء المتألقة في دورينا هذا الموسم، ولديه دور كبير في الطفرة التي أحدثها بني ياس في دورينا هذا الموسم، فاللاعب يقف خلف تفاصيل كثيرة داخل الملعب، وبالرغم من صغر سنه إلا أنه يتملك شخصية قوية ومؤثرة، ويحظى باحترام وحب كبيرين من قبل زملائه داخل المستطيل الأخضر، وكثيراً ما تظهر شخصيته في الأوقات الصعبة، فيكون مفتاح الحل للمدرب أيسايلا، محولاً سير المباراة أي كانت قوة الخصم لمصلحة السماوي من خلال إيجاده حلول سحرية تساعد الفريق في التسجيل وخطف الفوز في نهاية الأمر.
لحظات عصيبة
من اللحظات التي ستظل عالقة في ذهن النوبي كثيراً الأوقات التي أعقبت الهدف الذي سجله في شباك حارس شباب الأهلي ماجد ناصر في الدقيقة 34 لمباراته مع بني ياس على استاد الشارقة لحساب نصف نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة لموسم 2020 - 2021، ليحتسب حكام الساحة الهدف إلا أن تقنية الفيديو تتدخل وتلغي الهدف لوجود حالة تسلل بتقدم النوبي على أخر مدافع لشباب الأهلي بـ(ست ملم)، والغي الهدف الذي ربما في حال احتسابه ستكون الأمور بغير النهاية التي خلصت عليها نتيجة المباراة النهائية بفوز شباب الأهلي بهدف دون رد صعد به إلى نهائي الكأس الأغلى في مواجهة النصر الذي تأهل هو الآخر بعد تجاوز الشارقة بثلاثية نظيفة.
نصائح وإرشادات
قدم المحلل الفني خالد عبيد عدة نصائح إلى سهيل النوبي متمنياً أن يأخذ بها اللاعب حتى يتطور نحو الأفضل ويكون أحد الأعمدة الرئيسة لكرة الإمارات ونادي بني ياس، خصوصاً وأنه صغير في السن وما زال المستقبل أمامه.
ودعا عبيد النوبي، إلى ضرورة الالتزام داخل وخارج الملعب، والابتعاد عن كل ما شأنه أن يؤثر ويعطل حياته الكروية، وأن يكون أكثر التزاماً خصوصاً في الحياة الاجتماعية وأن يواظب على النوم مبكراً، والمحافظة على مستواه الحالي، وألا يقل مردوده في المواسم المقبل حتى لا يفقد بريقه الحالي وهذا لن يكون متاحاً إلا بالتزام والانضباط في التدريبات والمباريات.
ورأى المحلل الفني، أن اللاعب النوبي اجتهد كثيراً ليطور من قدراته في المواسم الماضية، وهو ما ظهرت نتائجه في الموسم الجاري لذلك عليه الاستمرار بالجدية نفسها دون أن يجد الغرور إلى نفسه مدخلاً لا سيما أن الإحساس بالنجومية يقتل المواهب في حال عدم التعامل معه بعقلانية وحكمة.
وأضاف أن اللعب بصفة أساسية أكسب النوبي خبرات كبيرة أهلته ليظهر بالشكل، لا سيما وأنه أغتنم الفرصة التي وجدها، وأقنع مدربه بأنه على قدر ثقته وقادراً على تنفيذ أفكاره داخل أرضية الملعب ما عزز ثقة المدرب أيسايلا في النوبي وبات أحد أهم الأوراق الرابحة والأساسية في تشكيلته.
وتابع: الاستقرار الذي يعيش اللاعب كذلك انعكس إيجابياً على عطائه في الملعب خصوصاً بعد تجديد عقده مع السماوي لثلاثة مواسم تنتهي في 2023، أعطى اللاعب شعوراً بالأمان والاستقرار ليتفرغ إلى ممارسة كرة القدم فقط دون الانشغال بتأمين المستقبل وهو ما جعله يفجر طاقاته وإبداعه في الملعب.
ملاحظات فنية
وبخصوص أبرز السلبيات التي تحتاج إلى تطوير في أداء سهيل النوبي داخل الملعب يقول عبيد: «أولاً عليه الابتعاد عن البطاقات الصفراء بقدر الإمكان، حتى لا يفقد فريقه جهوده في المباريات المتبقية من الدوري فهي بمثابة نهائيات حاسمة، وهو عنصر فعّال فلا بُدّ من ضمان استمراريته في اللعب».
وأردف: «من الأشياء المهمة التي يجب على النوبي الانتباه إليه جيداً، هي ضرورة عدم إضاعة جهده البدني في المباريات حتى لا يرهق ويهبط مستواه، وعليه أن يوازن بين الأداء ومخزونه البدني وألا يستنزف طاقاته ويهدرها دون فائدة، وهذه المهارة سيكتسبها بالخبرة وعامل الوقت».
وختم عبيد ملاحظاته الفنية المرسلة في بريد النوبي «عليه يعطي الإضافة للأدوار التي يكلفه بها مدرب الفريق، وهذا الشيء سيميزه عن أقرانه، فالمدرب يعطي التعليمات بناءً على ما يشاهده، إلا أن اللاعب داخل أرضية يستطيع أن يضيف وفقاً لتطورات الأمور، لصناعة الفارق لمصلحة فريقه علماً بأن إمكانات النوبي تساعده لتقديم أدوار أكبر من التي يكلفه بها المدرب وألا يكون مجرد منفذ لخطط المدرب فلا بُدّ من الإضافة النوعية ووضع بصمته الشخصية».