2018-09-11
حدد رياضيون ستة أسباب وراء ظاهرة الإصابات التي ضربت عدداً كبيراً من اللاعبين في بداية الموسم، أبرزها عدم الاستفادة من فترة ما بعد انتهاء الموسم (الراحة السلبية).
وعدد الرياضيون بقية الأسباب في: عدم الإعداد البدني الجيد، تباين الطقس والأجواء المناخية في الدولة والبلدان المستضيفة لمعسكرات الفرق، ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة العالية في بداية الموسم، الإرهاق، وعدم التغذية المتوازنة.
وأطلت الظاهرة بصورة مزعجة منذ بداية الموسم الجديد، وشكلت هاجساً لمختلف مدربي الأندية وإدارييها ولاعبيها وجمهورها، إذ شهدت الملاعب الكثير من الإصابات أخطرها تعرض مدافع شباب الأهلي دبي عبدالعزيز صنقور، ومدافع الوصل علي الأنصاري لقطع في الرباط الصليبي (سرطان الملاعب).
وفقد فريق اتحاد كلباء جهود محترفه الجديد النيجيري رحيم لاوال لفترة تتراوح بين أربعة إلى ستة أشهر بعد إصابته بكسر بأسفل قدمه اليسرى في مباراة الوصل ضمن الجولة الأولى لكأس الخليج العربي، إضافة إلى لاعب الشارقة سيف راشد الذي غادر أخيراً معسكر الأبيض في إسبانيا لإصابته في التدريبات.
وشملت قائمة الإصابات ثنائي فريق الإمارات الأسترالي أبيني بيرني والعاجي بكاري كوني بعد إصابتهما في مباراة العين الدورية، إلى جانب تعرض مدافع الوصل عبدالله صالح لكسر في كاحل القدم اليمنى في مباراة الوحدة ضمن الجولة الثانية لكأس الخليج العربي.
ولم يسلم حراس المرمى من لعنة الإصابات، إذ أصيب حارس مرمى الفجيرة عبدالله سالم في مباراة الظفرة ضمن كأس الخليج العربي، إضافة إلى إصابة حارس النصر أحمد شامبيه بانفصال في أحد أوتار العضلة الخلفية وخضوعه لعملية جراحية وغيابه عن الملاعب لمدة لا تقل عن أربعة أشهر.
تجنب الوزن الزائد
أرجع المحلل الفني رياض الذوادي كثرة إصابات الملاعب في دورينا في بداية الموسم، ومن ضمنها الرباط الصليبي إلى عدم استغلال اللاعبين الأمثل لمرحلة ما بعد انتهاء الموسم (الراحة السلبية) بصورة تمكنهم من الحفاظ على 50 في المئة من المخزون البدني.
وقسم الذوادي الموسم إلى ثلاث مراحل، مرحلة ما قبل الموسم، مرحلة انطلاقته، ومرحلة ما بعده، مشدداً على ضرورة ممارسة اللاعبين للنشاط الرياضي خلال تلك الفترات، ولو بنسب متفاوتة تجنباً للإصابة.
ودعا المحلل الفني الأطقم الفنية (المعدون البدنيون تحديداً) بعد نهاية الموسم وقبل مغادرة الدولة لقضاء فترة الإجازة إلى تزويد الأندية واللاعبين ببرنامج غذائي متكامل طوال فترة توقف الموسم ومرتبط بضرورة ممارسة بعض أنواع الرياضات البدنية، مثل الجري والسباحة وتدريبات «الجيم» حفاظاً على المعدل البدني واللياقي وتجنباً للوزن الزائد.
واستبعد الذوادي أن يكون ضغط البرمجة وأداء المباريات في فترات متقاربة سبباً للإصابة لكونه نظاماً متبعاً في الدوريات الأوربية والعالمية، موضحاً أن ضعف المخزون البدني المكتسب خلال فترة ما بعد الموسم يشكل عاملاً أساسياً للإصابة.
خلل بدني وإداري
أبدى لاعب عجمان سابقاً عبيد سيف المطروشي انزعاجه من الظاهرة، واصفاً إياها بالمقلقة لانعكاساتها السالبة على بطولات الموسم فنياً نتيجة افتقاد الفرق والمنتخبات الوطنية لعناصرها المميزة وركائزها الأساسية لفترات طويلة تمتد لنهاية الموسم.
ورأى المطروشي أن كثرة الإصابات في بداية الموسم تنم عن خلل إداري وبدني سببه تمسك بعض إدارات الأندية في دول معينة بإقامة معسكرات فرقها الخارجية بدواعي الأجواء المعتدلة من دون مراعاة لظروف الدولة المناخية وارتفاع درجات الحرارة والرطوبة العالية عند انطلاق الموسم.
وأوضح لاعب عجمان السابق أن تكثيف الجرعات البدنية خلال فترة التحضيرات الأولية وتجاهل المعد البدني اختلاف البنية الجسمانية من لاعب لآخر عوامل تفضي إلى الحمل الزائد، داعياً الأجهزة الطبية لمتابعة أوزان اللاعبين، مقللاً في الوقت ذاته من تأثير ضغط المباريات مقارنة بالإعداد البدني الجيد.
وشدد المطروشي على ضرورة إدراك اللاعب لواجباته الاحترافية وتنظيم أسلوب حياته صحياً وبدنياً للحد من تعرضه للإصابة وضمان استمراريته في الملاعب لفترات طويلة.
عدم الإعداد الجيد
ربط رئيس الوحدة العلاجية في نادي عجمان الدكتور طارق صادق إصابات اللاعبين بعدم الإعداد الجيد على المستوى البدني والفني والصحي والطبي خلال فترة التحضيرات الأولية، إلى جانب تباين الطقس والأجواء المناخية في الدولة والبلدان الخارجية التي استضافت معسكرات الفرق.
وشدد صادق على أن أداء اللاعب للتحضيرات البدنية الأولية بصورة جيدة يحد من الإصابة بنسبة كبيرة: «الإعداد البدني بصورة جيدة ومرحلية خلال فترة التحضيرات الأولية يؤدي إلى تقوية مفاصل الأرجل (أربطة الركبة والكاحل) بصورة سليمة».
وأفاد رئيس الوحدة العلاجية في نادي عجمان بأن اللعب في الأجواء ذات الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية يؤثر في أداء اللاعب بصورة سلبية تجعله أكثر عرضة للإصابة.
وقدم رئيس الوحدة العلاجية في نادي عجمان نصائح للحد من إصابة اللاعبين، منها عدم الإرهاق، والتغذية الجيدة المتوازنة التي تلبي الجهد المبذول في التدريبات، خصوصاً البدنية، والراحة التامة، وجميعها تمثل رأس الرمح في مسيرة اللاعب، لكونها عنصراً أساسياً لنجاحه واستمراره في الملاعب لفترة أطول.
وأوضح أن معرفة اللاعب لواجباته الاحترافية تجاه فريقه والراحة التامة وتنظيم أوقات الفراغ بصورة سليمة والبعد عن كل ما من شأنه التأثير في مسيرته الرياضية عوامل تحدُّ من الإصابة.