2019-02-19
تصدر النجم الأرجنتيني إيميليانو سالا واجهة الأحداث مجدداً الأسبوع الماضي، إذ جمع قلوب مشجعي كرة القدم حول العالم حزناً على رحيله المأساوي بعد تحطم طائرته الشهر الماضي، حيث شهدت جميع مباريات دوري أبطال أوروبا (الشامبيونزليغ) والدوري الأوروبي في الأسبوع الماضي وقوف اللاعبين دقيقة صمت حداداً على روح اللاعب، والذي فقد حياته قبل أن يكمل رحلة انتقاله لنادي كارديف سيتي قادماً من نانت الفرنسي ضمن حركة الانتقالات الشتوية.
ومنذ اختفاء طائرته في 21 يناير الماضي بعد أن قرر السفر برحلة، خصوصاً ليكمل انضمامه إلى الفريق المنافس في بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز، ظلت الدعوات تتوالى أملاً في العثور على اللاعب على قيد الحياة، بيد أن عمليات البحث التي رجحت سقوط الطائرة في بحر المانش، توقفت بعد ثلاثة أيام دون التوصل إلى دليل يرجح هذه الفرضية.
لكن مع استئناف عمليات البحث بعد حملة تبرعات خاصة تضامناً مع عائلة اللاعب، خرجت تقارير صادمة تتحدث عن تحرك نادي نانت لاتخاذ إجراءات قانونية لإجبار نادي كارديف على تسديد أول دفعة من قيمة صفقة انتقالات اللاعب والتي بلغت 15 مليون جنيه إسترليني، وهي صفقة قياسية في تاريخ النادي. وفي وقت توقع مشجعو كرة القدم أن ينصب تركيز الجميع على معرفة مصير سالا دون الالتفات إلى التفاصيل المالية التي تتعلق بصفقة انتقال النجم اكتملت على الورق دون تقديمها على أرض الواقع، تناولت وسائل الإعلام بوادر نزاع قانوني بالحديث عن رفض نادي كارديف سيتي البدء في سداد الدفعة الأولى من قيمة صفقة الانتقال قبل اكتمال علميات البحث عن اللاعب.
وأبى الوجه القبيح لكرة القدم، إلا أن يطل على جماهيرها مرة أخرى مع إعلان فرق الإنقاذ العثور على جثة تبين لاحقاً أنها للاعب الراحل، تزامناً مع تقارير إعلامية تناولت تمسك النادي الويلزي المنافس في بطولة البريميرليغ بحقه في الحصول على إجابات واضحة ودقيقة حول حادثة التحطم التي وقعت شمال جزيرة غورنسي، مثل ملكية الطائرة التابعة لشركة «بيتر مايبو» والتي كانت تقل اللاعب الراحل والطيار ديفيد إبوتسون دون أي شخص آخر.
تهديد
إذ كان البعض توقع أن الناديين سيتحدان في ظل مثل هذه الظروف بالغة الصعوبة والتعقيد، والتي تتطلب مراعاة حالتي الحزن الألم اللتان تمران بها عائلة اللاعب في المقام الأول، قبل احترام مشاعر الحزن التي تنتاب جماهير كرة القدم واللاعبين، فإن الصراع على الأموال التي تتعلق بانتقال اللاعب الراحل يكشف عن الجانب المظلم الذي تخفيه جماليات الساحرة المستديرة.
وربما لا يعني ذلك، مطالبة الناديين بترك أمر التفاصيل المالية المتعلقة بهذه الصفقة مع الإعلان عن وفاة اللاعب، غير أن مناقشة هذه التفاصيل وتبادل بيانات الشد والجذب عبر وسائل الإعلام قبل مواراة اللاعب الثرى، يضع العديد من علامات الاستفهام حول تقدير إدارة الناديين مع هذه المأساة.
وفي تصعيد آخر نهاية الأسبوع الماضي تقدمت إدارة نانت بطلب رسمي لنادي كارديف يتعلق بسداد قيمة انتقال اللاعب الراحل، مع تهديد صريح بأن النادي سيشرع في اتخاذ إجراءات قانونية واللجوء إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إذا ما واصلت إدارة كارديف تعليق مسألة سداد المستحقات المالية للصفقة.
وفي رسالة سابقة كان النادي الفرنسي بيّن لنظيره بصورة واضحة أنهم انتظروا بما فيه الكفاية دون تلقي ولو جزء من قيمة صفقة انتقال اللاعب، مع تحذير بأن النادي الويلزي سيتعرض إلى عقوبة من فيفا ربما تصل إلى الحرمان من إجراء صفقات انتقال إذا استمر في حجب الأموال المستحقة بموجب إكمال صفقة اللاعب الراحل.
حزن
تأتي تلك الرسائل الصادمة من واقع الوجه الآخر لصناعة كرة القدم في الوقت ذاته الذي استحق فيه الناديان الثناء على معالم الحزن الحقيقية التي ظهرت مع تواتر الأنباء عن مفارقة اللاعب للحياة، ونبرة الحزن التي لمسها الجميع في أول تعليق من مدرب كارديف سيتي نيل وارنوك بعد تأكيد انتشال جثة اللاعب.
ومنذ اختفاء الطائرة المنكوبة في 21 يناير كثيراً ما ظهر مدرب كارديف سيتي بوجه حزين وحديث هادئ برغم حدته المعهودة، وقدم وارنوك تعازيه وتضامنه مع عائلة اللاعب وأصدقائه، «رحيله يعني فقداني للاعب كان من الممكن أن يحرز لفريقي ما بين عشرة إلى 15 هدفاً في الموسم، وأن يحقق إضافة خاصة لما عرفته عنه من العمل بجد».
وفي نانت أيضاً كانت تلك الصور التلفزيونية التي حملت لافتات الحزن وتصاميم لوحات الوداع في مباراة الفريق أمام سانت اتيان ضمن مباريات دوري الدرجة الأولى الفرنسي لكرة القدم، وعندما توقفت المباراة في الدقيقة التاسعة في إشارة إلى رقم القميص (9) الذي ارتداه الأرجنتيني، حيث رفع آلاف المشجعين تلك القطع الصفراء والخضراء لتشكيل لوحة باسم اللاعب الراحل.
أما المدرب وحيد خليلودزيتش فلم يتمالك نفسه في تلك اللحظات، ليعود إلى مقعده مرة أخرى وهو يجد صعوبة في كبح مشاعره ومغالبة دموع الحزن على ما انتهى إليه مصير لاعبه السابق.
تلك المشاعر الحقيقة هي التي ستبقى عالقة بالذاكرة، فهي خالصة وتعبر بصدق ونقاء عن الظروف التي يمر بها الناديان، غير أن الواقع يشير إلى ما أصابها من تشويه سواء بما بدر من نادي نانت الذي لم ينتظر حتى العثور على جثة اللاعب قبل الشروع في إرسال مطالبه المالية، أو نادي كارديف الذي لم يتردد في نشر تلك المطالب ومشاركتها مع وسائل إعلام مثل صحيفة «ليكيب» الفرنسية أو شبكة «بي بي سي» في ويلز.
وربما تفاجأت إدارة النادي الويلزي بسرعة تحول إدارة نانت إلى لغة المطالب ورسائل التهديد قبل التوصل إلى حقائق واضحة حول مأساة اللاعب، لكن من الصعب إيجاد تبرير يُفسر ما حدث من تسريب لجزء من تلك المراسلات إلى وسائل الإعلام، الأمر الذي سمح بعكس صورة سيئة حول ما يحدث بين الناديين.
تعقيد
بدوره لم يسلم وكيل أعمال اللاعب الراحل، ويلي مكاي، من السقوط في دوامة التعامل السلبي مع مأساة الأرجنتيني، وهو يكتفي بإصدار بيان ينفي فيه صلته باختيار الطائرة المنكوبة أو الطيار الذي قادها إلى المجهول، وذلك في الوقت الذي أكمل فيه متبرعون من بينهم نجم مانشستر سيتي إلكاي غوندوغان، جمع 160 ألف جنيه استرليني لاستئناف عملية البحث والإنقاذ.
وجاء في بيان وكيل أعمال اللاعب الراحل «فيما يتعلق بحجز رحلة الطيران أود توضيح معلومة مهمة وهي أننا تعاملنا مع وكيل اعتاد على التعامل مع رحلات لاعبينا في جميع أنحاء أوروبا، ليست لدينا صلة باختيار الطائرة أو الطيار، وأريد تأكيد أننا لا نملك الطائرة التي أقلت سالا».
وفي الواقع لا يمكن إنكار مدى التعقيد الذي يحيط بهذه الصفقة وما آلت إليه بعد الحادثة، خصوصاً إذا نظرنا إلى تفاصيل مثل استحقاق نادي بوردو الفرنسي إلى 50 في المئة من قيمتها عبر شرط بيع تضمنه انتقال سابق، بجانب وجود عدد من وكلاء الأعمال المرتبطين بهذه الصفقة، لكن المؤكد أن سرعة الانتقال إلى مرحلة الصراع على أموال تتعلق بصفقة اللاعب الراحل قبل وصول جثته إلى عائلته سيترك بصمة سيئة تتعلق بذكرى ارتباط اللاعب بتاريخ الناديين إلى الأبد.الغارديان ـ لندن
ومنذ اختفاء طائرته في 21 يناير الماضي بعد أن قرر السفر برحلة، خصوصاً ليكمل انضمامه إلى الفريق المنافس في بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز، ظلت الدعوات تتوالى أملاً في العثور على اللاعب على قيد الحياة، بيد أن عمليات البحث التي رجحت سقوط الطائرة في بحر المانش، توقفت بعد ثلاثة أيام دون التوصل إلى دليل يرجح هذه الفرضية.
لكن مع استئناف عمليات البحث بعد حملة تبرعات خاصة تضامناً مع عائلة اللاعب، خرجت تقارير صادمة تتحدث عن تحرك نادي نانت لاتخاذ إجراءات قانونية لإجبار نادي كارديف على تسديد أول دفعة من قيمة صفقة انتقالات اللاعب والتي بلغت 15 مليون جنيه إسترليني، وهي صفقة قياسية في تاريخ النادي. وفي وقت توقع مشجعو كرة القدم أن ينصب تركيز الجميع على معرفة مصير سالا دون الالتفات إلى التفاصيل المالية التي تتعلق بصفقة انتقال النجم اكتملت على الورق دون تقديمها على أرض الواقع، تناولت وسائل الإعلام بوادر نزاع قانوني بالحديث عن رفض نادي كارديف سيتي البدء في سداد الدفعة الأولى من قيمة صفقة الانتقال قبل اكتمال علميات البحث عن اللاعب.
وأبى الوجه القبيح لكرة القدم، إلا أن يطل على جماهيرها مرة أخرى مع إعلان فرق الإنقاذ العثور على جثة تبين لاحقاً أنها للاعب الراحل، تزامناً مع تقارير إعلامية تناولت تمسك النادي الويلزي المنافس في بطولة البريميرليغ بحقه في الحصول على إجابات واضحة ودقيقة حول حادثة التحطم التي وقعت شمال جزيرة غورنسي، مثل ملكية الطائرة التابعة لشركة «بيتر مايبو» والتي كانت تقل اللاعب الراحل والطيار ديفيد إبوتسون دون أي شخص آخر.
تهديد
إذ كان البعض توقع أن الناديين سيتحدان في ظل مثل هذه الظروف بالغة الصعوبة والتعقيد، والتي تتطلب مراعاة حالتي الحزن الألم اللتان تمران بها عائلة اللاعب في المقام الأول، قبل احترام مشاعر الحزن التي تنتاب جماهير كرة القدم واللاعبين، فإن الصراع على الأموال التي تتعلق بانتقال اللاعب الراحل يكشف عن الجانب المظلم الذي تخفيه جماليات الساحرة المستديرة.
وربما لا يعني ذلك، مطالبة الناديين بترك أمر التفاصيل المالية المتعلقة بهذه الصفقة مع الإعلان عن وفاة اللاعب، غير أن مناقشة هذه التفاصيل وتبادل بيانات الشد والجذب عبر وسائل الإعلام قبل مواراة اللاعب الثرى، يضع العديد من علامات الاستفهام حول تقدير إدارة الناديين مع هذه المأساة.
وفي تصعيد آخر نهاية الأسبوع الماضي تقدمت إدارة نانت بطلب رسمي لنادي كارديف يتعلق بسداد قيمة انتقال اللاعب الراحل، مع تهديد صريح بأن النادي سيشرع في اتخاذ إجراءات قانونية واللجوء إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إذا ما واصلت إدارة كارديف تعليق مسألة سداد المستحقات المالية للصفقة.
وفي رسالة سابقة كان النادي الفرنسي بيّن لنظيره بصورة واضحة أنهم انتظروا بما فيه الكفاية دون تلقي ولو جزء من قيمة صفقة انتقال اللاعب، مع تحذير بأن النادي الويلزي سيتعرض إلى عقوبة من فيفا ربما تصل إلى الحرمان من إجراء صفقات انتقال إذا استمر في حجب الأموال المستحقة بموجب إكمال صفقة اللاعب الراحل.
حزن
تأتي تلك الرسائل الصادمة من واقع الوجه الآخر لصناعة كرة القدم في الوقت ذاته الذي استحق فيه الناديان الثناء على معالم الحزن الحقيقية التي ظهرت مع تواتر الأنباء عن مفارقة اللاعب للحياة، ونبرة الحزن التي لمسها الجميع في أول تعليق من مدرب كارديف سيتي نيل وارنوك بعد تأكيد انتشال جثة اللاعب.
ومنذ اختفاء الطائرة المنكوبة في 21 يناير كثيراً ما ظهر مدرب كارديف سيتي بوجه حزين وحديث هادئ برغم حدته المعهودة، وقدم وارنوك تعازيه وتضامنه مع عائلة اللاعب وأصدقائه، «رحيله يعني فقداني للاعب كان من الممكن أن يحرز لفريقي ما بين عشرة إلى 15 هدفاً في الموسم، وأن يحقق إضافة خاصة لما عرفته عنه من العمل بجد».
وفي نانت أيضاً كانت تلك الصور التلفزيونية التي حملت لافتات الحزن وتصاميم لوحات الوداع في مباراة الفريق أمام سانت اتيان ضمن مباريات دوري الدرجة الأولى الفرنسي لكرة القدم، وعندما توقفت المباراة في الدقيقة التاسعة في إشارة إلى رقم القميص (9) الذي ارتداه الأرجنتيني، حيث رفع آلاف المشجعين تلك القطع الصفراء والخضراء لتشكيل لوحة باسم اللاعب الراحل.
أما المدرب وحيد خليلودزيتش فلم يتمالك نفسه في تلك اللحظات، ليعود إلى مقعده مرة أخرى وهو يجد صعوبة في كبح مشاعره ومغالبة دموع الحزن على ما انتهى إليه مصير لاعبه السابق.
تلك المشاعر الحقيقة هي التي ستبقى عالقة بالذاكرة، فهي خالصة وتعبر بصدق ونقاء عن الظروف التي يمر بها الناديان، غير أن الواقع يشير إلى ما أصابها من تشويه سواء بما بدر من نادي نانت الذي لم ينتظر حتى العثور على جثة اللاعب قبل الشروع في إرسال مطالبه المالية، أو نادي كارديف الذي لم يتردد في نشر تلك المطالب ومشاركتها مع وسائل إعلام مثل صحيفة «ليكيب» الفرنسية أو شبكة «بي بي سي» في ويلز.
وربما تفاجأت إدارة النادي الويلزي بسرعة تحول إدارة نانت إلى لغة المطالب ورسائل التهديد قبل التوصل إلى حقائق واضحة حول مأساة اللاعب، لكن من الصعب إيجاد تبرير يُفسر ما حدث من تسريب لجزء من تلك المراسلات إلى وسائل الإعلام، الأمر الذي سمح بعكس صورة سيئة حول ما يحدث بين الناديين.
تعقيد
بدوره لم يسلم وكيل أعمال اللاعب الراحل، ويلي مكاي، من السقوط في دوامة التعامل السلبي مع مأساة الأرجنتيني، وهو يكتفي بإصدار بيان ينفي فيه صلته باختيار الطائرة المنكوبة أو الطيار الذي قادها إلى المجهول، وذلك في الوقت الذي أكمل فيه متبرعون من بينهم نجم مانشستر سيتي إلكاي غوندوغان، جمع 160 ألف جنيه استرليني لاستئناف عملية البحث والإنقاذ.
وجاء في بيان وكيل أعمال اللاعب الراحل «فيما يتعلق بحجز رحلة الطيران أود توضيح معلومة مهمة وهي أننا تعاملنا مع وكيل اعتاد على التعامل مع رحلات لاعبينا في جميع أنحاء أوروبا، ليست لدينا صلة باختيار الطائرة أو الطيار، وأريد تأكيد أننا لا نملك الطائرة التي أقلت سالا».
وفي الواقع لا يمكن إنكار مدى التعقيد الذي يحيط بهذه الصفقة وما آلت إليه بعد الحادثة، خصوصاً إذا نظرنا إلى تفاصيل مثل استحقاق نادي بوردو الفرنسي إلى 50 في المئة من قيمتها عبر شرط بيع تضمنه انتقال سابق، بجانب وجود عدد من وكلاء الأعمال المرتبطين بهذه الصفقة، لكن المؤكد أن سرعة الانتقال إلى مرحلة الصراع على أموال تتعلق بصفقة اللاعب الراحل قبل وصول جثته إلى عائلته سيترك بصمة سيئة تتعلق بذكرى ارتباط اللاعب بتاريخ الناديين إلى الأبد.الغارديان ـ لندن