2019-02-12
ربما من غير المألوف بالنسبة للإسبان مشاهدة بريطانيين يتجولون على شواطئ الجنوب الإسباني في فصل الشتاء، ولكن الأمر مختلف بالنسبة للاسكتلندي جاك هاربر الذي بات من العلامات المميزة للمدينة وهو يقود فريق ملقة للموسم الثاني على التوالي في محاولة للعودة إلى دوري الدرجة الأولى (الليغا) عقب تصعيده من فئة الشباب إلى الفريق الأول.
ولا يعد ارتباط النجم الشاب بالكرة الإسبانية جديداً، إذ مرت عشرة أعوام منذ انضمامه إلى أكاديمية ريال مدريد، قبل أن يغادرها في 2015 باحثاً عن فرصته في الدوري الإنجليزي عبر بوابة برايتون الذي قضى معه موسمين دون أي يحقق النجاح المرجو، ما دفعه إلى العودة من جديد لأجواء الكرة الإسبانية.
وشكلت تلك الفترة شخصية هاربر الذي لا يخفي عشقه لأسطورة ريال مدريد ولاعب يوفنتوس الحالي البرتغالي كريستيانو رونالدو، بل يعتبره مثلاً أعلى بالنسبة لكرة القدم، قائلاً: «إنه اللاعب الأكثر جدية الذي أشاهده في حياتي، أعرف ذلك لأنني شاهدته بشكل مباشر».
وتابع: «كنت معجباً به عن بعد وعندما بدأت مع ريال مدريد عرفته عمن قرب خلال الأعوام الستة التي قضيتها في النادي، فزاد إعجابي به لما يمثله من احترافية عالية، فقد كان دائماً أول من يدخل مركز التدريبات وآخر من يغادر، أعتقد أنه قدوة جيدة لأي لاعب كرة قدم».
وتدرج هاربر الذي يصف نفسه بالإسباني طوال اليوم والاسكتلندي في الليل داخل المنزل، عبر مراحل الشباب المختلفة في صفوف ريال مدريد ليصل إلى الفريق الثاني، ثم المشاركة في دوري أبطال أوروبا للشباب تحت سن 19 عاماً، ما كان يعني عملياً اقترابه بثبات من الفريق الأول، حتى إن مدرب الفريق وقتها الإيطالي كارلو أنشيلوتي كان يستعين به كلما احتاج إلى لاعب ليمثل دور الخصم الذي سيواجهه في المباراة المقبلة أو لمحاكاة طريقة لعب مهاجمي الفريق الآخر.
ويعتقد الاسكتلندي أن تلك المشاركات مع فريق يعج بالنجوم وقتها ساعدته كثيراً في تطوير قدراته وإمكاناته الفنية «عندما تكون في الـ 18 من عمرك وتشارك في مثل تلك التدريبات تشعر أنك محظوظ، وعليك أن تقدم نفسك بشكل جيد، صحيح أن هناك بعض التوتر ولكنه أمر جيد بالنسبة للاعب صاعد إذا استطاع التعامل معه».
حلم
قصة جاك مع الجنوب الإسباني مثيرة للدهشة بعدما وصل والداه إلى المنطقة على متن شاحنة صغيرة متهالكة في رحلة استغرقت 22 يوماً قبل ولادته بستة أشهر فقط. ولقد حرص هاربر الأب على اصطحاب طفله لمشاهدة مباريات ملقة الذي يشجعه شخصياً، الأمر الذي جعل الفتى ينشأ في بيئة إنجليزية إسبانية منحته نوعاً من التميز على أقرانه «لا أتذكر أبداً أني تعلمت اللغة الإسبانية أو الإنجليزية».
وتابع: «بدأت على الفور التحدث بالإسبانية في المدرسة والإنجليزية في المنزل، كنت إسبانياً طوال اليوم واسكتلندياً داخل المنزل، هكذا يمكنني أن أصف الأمر».
ويتذكر اللاعب الشاب كيف بدأ مداعبة كرة القدم عبر الفريق المحلي لنادي فوينخيرولا، قبل أن ينتقل إلى ريال مدريد في الـ 12 من عمره، الأمر الذي كان بمثابة حلم بالنسبة للصغير، وأضاف: « كان شيئاً غير قابل للتصديق، مثل الحلم، خصوصاً عندما تخبر أصدقاءك، فالجميع يعتقد أن ريال مدريد شيء خارج هذا العالم، ولا يمكن الوصول إليه بتلك السهولة».
حظ
على الرغم من عشق اللاعب للملكي واقتناع الجميع بموهبته، فإن الحظ عانده بعض الشيء، عندما أعاد النادي هيكلة نظام المراحل السنية ثم حلّ فريق الشباب في 2015، إذ كان من المقرر أن يلعب هاربر دوراً أكبر عبر إعارته إلى أحد الأندية ليكتسب مزيداً من الخبرة تمهيداً لعودته إلى الفريق الأول، إلا أن الصفقة تعثرت.
ويصف الاسكتلندي الأمر بالمحزن، ما اضطره للبحث عن خيارات أخرى، وقال: «كنت في طريقي للانتقال إلى ستوك سيتي الذي كان مارك هيوز يقوده وقتها، وكانت الخطة أن تتم مراقبتي لمدة عام ومن ثم ضمي إلى الفريق الأول بأقصى سرعة».
وأضاف: «كنت أستعد لإكمال إجراءات التوقيع غير أن الطبيب رفض الأمر بحجة أن لدي نزيفاً داخلياً في الركبة جراء إصابة في مباراتي الأخيرة مع ريال مدريد، ولم أظن أن الأمر بذلك السوء، لكن عندما أجروا المزيد من الاختبارات جاء القرار بضرورة ابتعادي عن الملاعب لستة أشهر كاملة».
وتابع: «شعرت بنوع من الانكسار، لم أبكِ كثيراً في حياتي ولكن ذاك اليوم كان حزيناً. عدت إلى المنزل ومرت أشهر الاستشفاء ببطء شديد، قبل أن يعيد برايتون طلبه السابق لضمي، مؤكداً حرصه عليّ وأعتقد أنه يرغب في خدماتي حتى الآن».
عودة
لم تأتِ تجربة برايتون كما يتمنى هاربر، خصوصاً في ظل عدم التفاهم بينه وبين زملائه داخل الفريق، إلا أن اللاعب أكد استفادته منها، وقال «نشأت في مدريد، لذا يمكنني القول إن لدي جانباً من أسلوب تيكي تاكا في كرة القدم».
ولم يجد ابن الـ 22 ربيعاً سبيلاً أمامه سوى العودة من جديد إلى الجنوب الإسباني كجزء من حملة ملقة للعودة إلى دوري الدرجة الأولى الإسباني بعدما اكتسب الكثير من النضج، وأوضح: «يجب عليك الاهتمام برحلة التعلم فمحاولة أن تكون لاعباً حقيقياً لكرة القدم في وقت مبكر قد تكون مضرة في بعض الأحيان، فعندما تكون صغيراً فأنت لست لاعب كرة بعد، بل طالب مازال يتعلم».
ولا يعد ارتباط النجم الشاب بالكرة الإسبانية جديداً، إذ مرت عشرة أعوام منذ انضمامه إلى أكاديمية ريال مدريد، قبل أن يغادرها في 2015 باحثاً عن فرصته في الدوري الإنجليزي عبر بوابة برايتون الذي قضى معه موسمين دون أي يحقق النجاح المرجو، ما دفعه إلى العودة من جديد لأجواء الكرة الإسبانية.
وشكلت تلك الفترة شخصية هاربر الذي لا يخفي عشقه لأسطورة ريال مدريد ولاعب يوفنتوس الحالي البرتغالي كريستيانو رونالدو، بل يعتبره مثلاً أعلى بالنسبة لكرة القدم، قائلاً: «إنه اللاعب الأكثر جدية الذي أشاهده في حياتي، أعرف ذلك لأنني شاهدته بشكل مباشر».
وتابع: «كنت معجباً به عن بعد وعندما بدأت مع ريال مدريد عرفته عمن قرب خلال الأعوام الستة التي قضيتها في النادي، فزاد إعجابي به لما يمثله من احترافية عالية، فقد كان دائماً أول من يدخل مركز التدريبات وآخر من يغادر، أعتقد أنه قدوة جيدة لأي لاعب كرة قدم».
وتدرج هاربر الذي يصف نفسه بالإسباني طوال اليوم والاسكتلندي في الليل داخل المنزل، عبر مراحل الشباب المختلفة في صفوف ريال مدريد ليصل إلى الفريق الثاني، ثم المشاركة في دوري أبطال أوروبا للشباب تحت سن 19 عاماً، ما كان يعني عملياً اقترابه بثبات من الفريق الأول، حتى إن مدرب الفريق وقتها الإيطالي كارلو أنشيلوتي كان يستعين به كلما احتاج إلى لاعب ليمثل دور الخصم الذي سيواجهه في المباراة المقبلة أو لمحاكاة طريقة لعب مهاجمي الفريق الآخر.
ويعتقد الاسكتلندي أن تلك المشاركات مع فريق يعج بالنجوم وقتها ساعدته كثيراً في تطوير قدراته وإمكاناته الفنية «عندما تكون في الـ 18 من عمرك وتشارك في مثل تلك التدريبات تشعر أنك محظوظ، وعليك أن تقدم نفسك بشكل جيد، صحيح أن هناك بعض التوتر ولكنه أمر جيد بالنسبة للاعب صاعد إذا استطاع التعامل معه».
حلم
قصة جاك مع الجنوب الإسباني مثيرة للدهشة بعدما وصل والداه إلى المنطقة على متن شاحنة صغيرة متهالكة في رحلة استغرقت 22 يوماً قبل ولادته بستة أشهر فقط. ولقد حرص هاربر الأب على اصطحاب طفله لمشاهدة مباريات ملقة الذي يشجعه شخصياً، الأمر الذي جعل الفتى ينشأ في بيئة إنجليزية إسبانية منحته نوعاً من التميز على أقرانه «لا أتذكر أبداً أني تعلمت اللغة الإسبانية أو الإنجليزية».
وتابع: «بدأت على الفور التحدث بالإسبانية في المدرسة والإنجليزية في المنزل، كنت إسبانياً طوال اليوم واسكتلندياً داخل المنزل، هكذا يمكنني أن أصف الأمر».
ويتذكر اللاعب الشاب كيف بدأ مداعبة كرة القدم عبر الفريق المحلي لنادي فوينخيرولا، قبل أن ينتقل إلى ريال مدريد في الـ 12 من عمره، الأمر الذي كان بمثابة حلم بالنسبة للصغير، وأضاف: « كان شيئاً غير قابل للتصديق، مثل الحلم، خصوصاً عندما تخبر أصدقاءك، فالجميع يعتقد أن ريال مدريد شيء خارج هذا العالم، ولا يمكن الوصول إليه بتلك السهولة».
حظ
على الرغم من عشق اللاعب للملكي واقتناع الجميع بموهبته، فإن الحظ عانده بعض الشيء، عندما أعاد النادي هيكلة نظام المراحل السنية ثم حلّ فريق الشباب في 2015، إذ كان من المقرر أن يلعب هاربر دوراً أكبر عبر إعارته إلى أحد الأندية ليكتسب مزيداً من الخبرة تمهيداً لعودته إلى الفريق الأول، إلا أن الصفقة تعثرت.
ويصف الاسكتلندي الأمر بالمحزن، ما اضطره للبحث عن خيارات أخرى، وقال: «كنت في طريقي للانتقال إلى ستوك سيتي الذي كان مارك هيوز يقوده وقتها، وكانت الخطة أن تتم مراقبتي لمدة عام ومن ثم ضمي إلى الفريق الأول بأقصى سرعة».
وأضاف: «كنت أستعد لإكمال إجراءات التوقيع غير أن الطبيب رفض الأمر بحجة أن لدي نزيفاً داخلياً في الركبة جراء إصابة في مباراتي الأخيرة مع ريال مدريد، ولم أظن أن الأمر بذلك السوء، لكن عندما أجروا المزيد من الاختبارات جاء القرار بضرورة ابتعادي عن الملاعب لستة أشهر كاملة».
وتابع: «شعرت بنوع من الانكسار، لم أبكِ كثيراً في حياتي ولكن ذاك اليوم كان حزيناً. عدت إلى المنزل ومرت أشهر الاستشفاء ببطء شديد، قبل أن يعيد برايتون طلبه السابق لضمي، مؤكداً حرصه عليّ وأعتقد أنه يرغب في خدماتي حتى الآن».
عودة
لم تأتِ تجربة برايتون كما يتمنى هاربر، خصوصاً في ظل عدم التفاهم بينه وبين زملائه داخل الفريق، إلا أن اللاعب أكد استفادته منها، وقال «نشأت في مدريد، لذا يمكنني القول إن لدي جانباً من أسلوب تيكي تاكا في كرة القدم».
ولم يجد ابن الـ 22 ربيعاً سبيلاً أمامه سوى العودة من جديد إلى الجنوب الإسباني كجزء من حملة ملقة للعودة إلى دوري الدرجة الأولى الإسباني بعدما اكتسب الكثير من النضج، وأوضح: «يجب عليك الاهتمام برحلة التعلم فمحاولة أن تكون لاعباً حقيقياً لكرة القدم في وقت مبكر قد تكون مضرة في بعض الأحيان، فعندما تكون صغيراً فأنت لست لاعب كرة بعد، بل طالب مازال يتعلم».