2018-12-22
لم تعرف مسيرة مدرب العين، الكرواتي زوران ماميتش، على الرغم من حداثتها، سوى النجاح والتميز، علماً بأنه بدأها في عام 2013 مع ناديه الذي لعب فيه دينامو زغرب محققاً معه ثلاث بطولات متتالية للدوري الكرواتي وبطولتين للكأس خلال ثلاثة مواسم فقط.
غادر بلاده متجهاً إلى المملكة العربية السعودية التي ولجها عبر بوابة النصر السعودي في 2016 ومنه انتقل لزعيم آسيا العين (2017)، الذي كان بمثابة نقطة التحول الكبيرة في مسيرته التدريبية، ليحقق معه في أول موسم إنجاز الثنائية (الدوري والكأس).
وعلى غرار موسمه الأول، واصل زوران نجاحاته مع الزعيم في عامه الثاني قائداً الفريق بحنكة للمباراة النهائية لمونديال الأندية 2018 والتي يتطلع فيها إلى تحقيق إنجاز عالمي عندما يلاقي، اليوم، بطل العالم ريال مدريد في نهائي كأس العالم للأندية 2018 على ملعب مدينة زايد الرياضية في أبوظبي.
ويأمل زوران تحقيق اللقب المونديالي ليكتب اسمه بأحرف من ذهب مع كتيبة الزعيم، ليدخل التاريخ من أوسع أبوابه، لا سيما في ظل قيادته للبنفسجي بجدارة للعبور للنهائي، وتخطي فريق ويلينغتون النيوزيلاندي ومن ثم الفوز بثلاثية تاريخية على بطل أفريقيا الترجي التونسي ومكرراً الأمر نفسه مع بطل أمريكا الجنوبية ريفر بليت الأرجنتيني.
مميزات
يتصف الكرواتي زوران بصفات عدة تميزه بوصفه مدرباً قائداً يستطيع التحكم في مجريات الأمور، خصوصاً في الأوقات الصعبة التي تحتاج إلى الهدوء والتعامل بثقة وشجاعة، باتخاذ القرارات التصحيحية التي تعيد الأوضاع لنصابها الصحيح، وهو ما أثبته الكرواتي على أرض الواقع في واقعة ويلينغتون التي كان متأخراً فيها بثلاثية نظيفة في الشوط الأول، لكن سرعة وشجاعة زوران في إجراء التدخلات السليمة أعادت العين للمباراة في الحصة الثانية، بعدما نجح الفريق في إدراك التعادل والانتظار لركلات الترجيح لتحقيق الفوز، وهو الأمر الذي يحسب له وفقاً لما يراه المحلل الرياضي جمال بوهندي.
وأوضح بوهندي «في الأوقات الصعبة تبروز شخصية المدرب المؤثر، ليمنح لاعبه الدافع المعنوي الذي يجعلهم يثقون بقدراتهم وأنهم قادرون على العودة مرة أخرى لأجواء المباراة».
وأضاف «عندما ننظر لواقع مواجهة الافتتاح في مونديال الأندية نجد دوره واضحاً، بداية بالتغييرات التي أجراها بشجاعة ودون تردد أو خوف، ولا حتى النظر لأسماء اللاعبين، فمصلحة العين هي التي كانت في باله فقط، وأيضاً عمله الفني سواء بالتغييرات الداخلية أو الخارجية، وهو ما جعل الفريق يفرض شخصيته على المنافس ويمسك زمام الأمور ويتحكم بمجريات المباراة ومن ثم يتوج ذلك بالعبور للدور الثاني».
تواضع
«التواضع شيمة الكبار»، هكذا تقول العبارة، وهذا ما ترجمه زوران واقعاً بتصريحه بعد مباراة ريفر بليت قائلاً : (قبل هذه المباراة وبالأحرى قبل هذه البطولة كنت أعتقد أنني أعرف شيئاً في كرة القدم، ولكن بعد فوزنا على ريفر بليت أيقنت أن هناك الكثير يجب علي معرفته، خلال قرعة البطولة كان الجميع يسألني عن كيف سأواجه ريال مدريد؟ وكنت أرد عليهم بسؤال أيضاً: هل البطولة مجرد مباراة واحدة فقط؟).
ولعل تواضعه وتفاؤله الحذر يعدان أهم محفزاته للنجاح والتميز، والحديث هنا للمحل الرياضي بوهندي «تصريح زوران يؤكد أنه رجل يجيد العمل بصمت ولا يعمد للحديث خارج المستطيل الأخضر كما يفعل العديد من المدربين، ويدل على أنه يطمح إلى التعلم ولا يتكبر، ولذلك سيكون أحد المدربين الكبار في عالم كرة القدم مستقبلاً، لا سيما إذا نظرنا لمضمون التصريح وتوقيته نرى ذلك جلياً فهو لم يذهب للحديث عن قدراته بل فاجأ الجميع بهذا التصريح وهذا يحسب له بشكل كبير».توازن
وأشار بوهندي إلى أن زوران استطاع خلق توليفة خلقت شكلاً جديداً للعين بعد ذهاب عمر عبدالرحمن «عموري» وخروجه من حسابات الفريق، بعدما كان الزعيم يعتمد على وجوده في طريقة لعبه، ولكن بذهابه انتهج الكرواتي أسلوب اللعب الجماعي، وهو ما ميزه بتوازن الأداء، موظفاً قدرات اللاعبين بالصورة المثالية التي تخدم الفريق وتقوده للنجاحات، وهنا تظهر قدراته، فغياب لاعب بحجم عموري يعتبر مؤثراً، ولكن زوران استطاع تعويضه وبات العين قوياً بدونه.
وأبان بوهندي «لكنني أعيب عليه عدم ثبات التشكيلة، ففي كل مرة نجده يميل للتغييرات الكثيرة، وقد تكون له ظروف تجبره على ذلك سواء كانت الإصابات أو الغيابات، إلا أن كلمة السر بالنسبة له تكمن في سرعة قراءة واقع المباريات ومن ثم البدء بالتدخلات العاجلة، فكثيراً ما نجد تغييراته مؤثرة وناجحة تعود بالفائدة على الزعيم وتكسبه نتائج المباريات بعدما يكون متأخراً، يساعده في ذلك وجود الخيارات المتوافرة على دكة البدلاء».أرقام
المتابع لمسيرة الكرواتي مع العين وبعد مباراة ريفر بليت الأرجنتيني يجدها مميزة بلغة الأرقام التي لا تكذب، إذ قاد العين للفوز 54 مرة في 87 مباراة، محققاً 16 تعادلاً مقابل 18 خسارة.
أصبح زوران أول مدرب في منطقة الخليج العربي يتفوق على ثلاثة أبطال قارات في ستة أيام، إضافة إلى معادلته الرقم القياسي الذي حققه مدرب العين الأسبق الفرنسي الراحل عبدالكريم ميتسو بالمحافظة على سجله خالياً من الخسارة في 19 مباراة.
ويتطلع زوران إلى مواصلة رحلة نجاحه مع الزعيم في الموسم الجاري على جميع المسابقات سواء المحلية أو الخارجية في كأس دوري أبطال آسيا 2019 والعودة مجدداً لمعانقة لقبها للمرة الثانية بعد تحقيقه في 2003.
غادر بلاده متجهاً إلى المملكة العربية السعودية التي ولجها عبر بوابة النصر السعودي في 2016 ومنه انتقل لزعيم آسيا العين (2017)، الذي كان بمثابة نقطة التحول الكبيرة في مسيرته التدريبية، ليحقق معه في أول موسم إنجاز الثنائية (الدوري والكأس).
وعلى غرار موسمه الأول، واصل زوران نجاحاته مع الزعيم في عامه الثاني قائداً الفريق بحنكة للمباراة النهائية لمونديال الأندية 2018 والتي يتطلع فيها إلى تحقيق إنجاز عالمي عندما يلاقي، اليوم، بطل العالم ريال مدريد في نهائي كأس العالم للأندية 2018 على ملعب مدينة زايد الرياضية في أبوظبي.
ويأمل زوران تحقيق اللقب المونديالي ليكتب اسمه بأحرف من ذهب مع كتيبة الزعيم، ليدخل التاريخ من أوسع أبوابه، لا سيما في ظل قيادته للبنفسجي بجدارة للعبور للنهائي، وتخطي فريق ويلينغتون النيوزيلاندي ومن ثم الفوز بثلاثية تاريخية على بطل أفريقيا الترجي التونسي ومكرراً الأمر نفسه مع بطل أمريكا الجنوبية ريفر بليت الأرجنتيني.
مميزات
يتصف الكرواتي زوران بصفات عدة تميزه بوصفه مدرباً قائداً يستطيع التحكم في مجريات الأمور، خصوصاً في الأوقات الصعبة التي تحتاج إلى الهدوء والتعامل بثقة وشجاعة، باتخاذ القرارات التصحيحية التي تعيد الأوضاع لنصابها الصحيح، وهو ما أثبته الكرواتي على أرض الواقع في واقعة ويلينغتون التي كان متأخراً فيها بثلاثية نظيفة في الشوط الأول، لكن سرعة وشجاعة زوران في إجراء التدخلات السليمة أعادت العين للمباراة في الحصة الثانية، بعدما نجح الفريق في إدراك التعادل والانتظار لركلات الترجيح لتحقيق الفوز، وهو الأمر الذي يحسب له وفقاً لما يراه المحلل الرياضي جمال بوهندي.
وأوضح بوهندي «في الأوقات الصعبة تبروز شخصية المدرب المؤثر، ليمنح لاعبه الدافع المعنوي الذي يجعلهم يثقون بقدراتهم وأنهم قادرون على العودة مرة أخرى لأجواء المباراة».
وأضاف «عندما ننظر لواقع مواجهة الافتتاح في مونديال الأندية نجد دوره واضحاً، بداية بالتغييرات التي أجراها بشجاعة ودون تردد أو خوف، ولا حتى النظر لأسماء اللاعبين، فمصلحة العين هي التي كانت في باله فقط، وأيضاً عمله الفني سواء بالتغييرات الداخلية أو الخارجية، وهو ما جعل الفريق يفرض شخصيته على المنافس ويمسك زمام الأمور ويتحكم بمجريات المباراة ومن ثم يتوج ذلك بالعبور للدور الثاني».
تواضع
«التواضع شيمة الكبار»، هكذا تقول العبارة، وهذا ما ترجمه زوران واقعاً بتصريحه بعد مباراة ريفر بليت قائلاً : (قبل هذه المباراة وبالأحرى قبل هذه البطولة كنت أعتقد أنني أعرف شيئاً في كرة القدم، ولكن بعد فوزنا على ريفر بليت أيقنت أن هناك الكثير يجب علي معرفته، خلال قرعة البطولة كان الجميع يسألني عن كيف سأواجه ريال مدريد؟ وكنت أرد عليهم بسؤال أيضاً: هل البطولة مجرد مباراة واحدة فقط؟).
ولعل تواضعه وتفاؤله الحذر يعدان أهم محفزاته للنجاح والتميز، والحديث هنا للمحل الرياضي بوهندي «تصريح زوران يؤكد أنه رجل يجيد العمل بصمت ولا يعمد للحديث خارج المستطيل الأخضر كما يفعل العديد من المدربين، ويدل على أنه يطمح إلى التعلم ولا يتكبر، ولذلك سيكون أحد المدربين الكبار في عالم كرة القدم مستقبلاً، لا سيما إذا نظرنا لمضمون التصريح وتوقيته نرى ذلك جلياً فهو لم يذهب للحديث عن قدراته بل فاجأ الجميع بهذا التصريح وهذا يحسب له بشكل كبير».توازن
وأشار بوهندي إلى أن زوران استطاع خلق توليفة خلقت شكلاً جديداً للعين بعد ذهاب عمر عبدالرحمن «عموري» وخروجه من حسابات الفريق، بعدما كان الزعيم يعتمد على وجوده في طريقة لعبه، ولكن بذهابه انتهج الكرواتي أسلوب اللعب الجماعي، وهو ما ميزه بتوازن الأداء، موظفاً قدرات اللاعبين بالصورة المثالية التي تخدم الفريق وتقوده للنجاحات، وهنا تظهر قدراته، فغياب لاعب بحجم عموري يعتبر مؤثراً، ولكن زوران استطاع تعويضه وبات العين قوياً بدونه.
وأبان بوهندي «لكنني أعيب عليه عدم ثبات التشكيلة، ففي كل مرة نجده يميل للتغييرات الكثيرة، وقد تكون له ظروف تجبره على ذلك سواء كانت الإصابات أو الغيابات، إلا أن كلمة السر بالنسبة له تكمن في سرعة قراءة واقع المباريات ومن ثم البدء بالتدخلات العاجلة، فكثيراً ما نجد تغييراته مؤثرة وناجحة تعود بالفائدة على الزعيم وتكسبه نتائج المباريات بعدما يكون متأخراً، يساعده في ذلك وجود الخيارات المتوافرة على دكة البدلاء».أرقام
المتابع لمسيرة الكرواتي مع العين وبعد مباراة ريفر بليت الأرجنتيني يجدها مميزة بلغة الأرقام التي لا تكذب، إذ قاد العين للفوز 54 مرة في 87 مباراة، محققاً 16 تعادلاً مقابل 18 خسارة.
أصبح زوران أول مدرب في منطقة الخليج العربي يتفوق على ثلاثة أبطال قارات في ستة أيام، إضافة إلى معادلته الرقم القياسي الذي حققه مدرب العين الأسبق الفرنسي الراحل عبدالكريم ميتسو بالمحافظة على سجله خالياً من الخسارة في 19 مباراة.
ويتطلع زوران إلى مواصلة رحلة نجاحه مع الزعيم في الموسم الجاري على جميع المسابقات سواء المحلية أو الخارجية في كأس دوري أبطال آسيا 2019 والعودة مجدداً لمعانقة لقبها للمرة الثانية بعد تحقيقه في 2003.