«الحديدة» جسر العبور نحو صنعاء

الخطر الإيراني الطائفي الداهم يتطلّب عملاً عربيّاً شاملاً، وإن إصرار دولة الإمارات على دعم الشرعيَّة في اليمن على المستويات السياسيَّة والعسكريَّة والإنسانيَّة، يُظهر مدى وعي حكامنا وغيرتهم على أصل العروبة، ومن ثم تأتي قوة وعزيمة شبابنا القتاليَّة، المشبعة بحب الوطن وبالواجب القومي. إيذاناً بنهاية قوى الظلام من أرض العروبة، كان لا بدَّ من اتخاذ قرارات حكيمة فيما يخص مدينة «الحديدة» وقد تم انتزاع هذا المعسكر الاستراتيجي للميليشيات، من أجل التخفيف من انعكاسات النزاعات المسلحة والحروب الأهليَّة التي يعيش مآسيها الشعب اليمني. إن قوات المقاومة المشتركة، رفعت جاهزيتها العسكريَّة إلى أعلى المستويات، استعداداً لمعركة تحرير مدينة الحديدة بالكامل دون خسائر بشريَّة، أو هدر البنية التحتيَّة للميناء، فالحوثيون يعدون الحديدة وميناءها مصدراً اقتصادياً يمد شريان الحياة للانقلابيين، وجعلها محطة عسكريَّة لتوريد الأسلحة والمعدات الحربيَّة، وتسخير الميناء من أجل الأغراض القتاليَّة، وتهريب المعدات وسرقة الموارد الماليَّة، والتلاعب بالدعم الإنساني، ليشلَّ حركة الملاحة البحريَّة. تقع مدينة الحُدَيْدَة على ساحل البحر الأحمر، وتبعد عن العاصمة صنعاء بمسافة تصل إلى نحو 226 كم وهي مركز محافظة الحديدة، وتحتل المرتبة الثانية من حيث عدد السكان بعد محافظة تعز، سيكون تحريرها إيذاناً بالنهاية الحتميَّة للحوثيين، ولانقلابهم على الشرعيَّة، وأكدت مصادر ميدانيَّة، توغل القوات اليمنيَّة المشتركة، المدعومة بتحالف دعم الشرعيَّة، في أجزاء من مطار الحديدة، وسط معارك عنيفة مع عناصر الميليشيات الحوثيَّة، وفي وقت قياسي، انتزعت القوات اليمنيَّة المشتركة المسنودة على الأجزاء المهمة من مطار الحديدة، وتواصل القوات المشتركة نجاحها على أكثر من موقع لاستكمال تحرير هذه المدينة الاستراتيجيَّة، والتخطيط كان عالي المستوى، ليجنب المدنيين أي تهديدات محتملة، لأن سلامة السكان ضمن أولويات القوات المشتركة. الحديدة مدينة استراتيجيَّة، وتحرير مينائها ومطارها يخلق فارقاً كبيراً للقوات المشتركة، أولاً تطويق وتجفيف مصادر الأسلحة للميليشيات الانقلابيَّة، كما أن تحرير المدينة والميناء يأتي بالحوثيين إلى مفاوضات السلام أو الانسحاب بدون خسائر، كما أن الحديدة جسر العبور نحو صنعاء وتحريرها .. وهي بداية النهاية للمشروع الانقلابي في اليمن. باحثة في قضايا المجتمعات [email protected]