الجمعة - 27 ديسمبر 2024
الجمعة - 27 ديسمبر 2024

غولد فيلدز تحاكي نهج تويوتا لزيادة الربح

غولد فيلدز تحاكي نهج تويوتا لزيادة الربح

استمرت «غولد فيلدز»، ثالث أكبر شركات تعدين الذهب في أفريقيا، بإنفاق النقود سنوياً في منشآتها الوحيدة في جنوب إفريقيا حتى بدأت في البحث عن الإلهام في منهج شركة «تويوتا»، حيث بدأ المنجم الجنوبي العميق، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب غرب جوهانسبرغ، في تبنِّي بعض مفاهيم «تويوتا» لتحسين الكفاءة عام 2018، بعد تسريح آلاف العمال لإنهاء عقد من الخسائر.

استلهمت «غولد فيلدز»، التي تحصل على الجزء الأكبر من إيراداتها من أستراليا، من عمليات شركة «تويوتا» في محاولةٍ لتحويل منجم «ساوث ديب» إلى ما يسمى «منجم من المستوى الأول» ينتج ما لا يقل عن 500 ألف أونصة من الذهب سنوياً، علماً بأنَّ الوصول إلى ذلك الهدف يعني زيادةَ الناتج بنسبة 66%.

كانت «تويوتا» رائدة في ما يسمى بنظام الوقت المناسب الذي يمثل منهجية لسير عمل التصنيع تهدف إلى تقليل أوقات التدفق والتكاليف وإبقاء المخزونات فارغة من المخلفات والمواد غير اللازمة، ما ساعد الشركة على إنتاج السيارات بسرعة وكفاءة، ولكن أدت حالة إصابة واحدة بكوفيد-19 في فيتنام إلى قلب عملية «تويوتا» العام الماضي، ما دفعها إلى خفض الإنتاج في سبتمبر 2021 بنسبة 40%، حسب ما جاء في مقالةٍ نشرتها «بلومبيرغ» مؤخَّراً.

ومن جهته، أفاد غيريت لوتز، رئيس الموارد البشيرة في المنجم، بأنَّ المنجم تمكَّن من خفض تأخيرات سلسلة التوريد، التي كانت ستؤدي إلى انتظار العمال بعمق نحو 3 كيلومترات تحت الأرض لفترات طويلة لتوصيل المعدات والمواد الرئيسة.

في الوقت نفسه، فإنَّ منجم «ساوث ديب» الذي خفض في عام 2018 عدد منصات الحفر تحت الأرض والرافعات والشاحنات بنسبة الثلث يزيد من نشر التكنولوجيا الجديدة، بما فيها آلة الحفر التي ستزيد من استخراج الذهب وتخلق بيئة عمل أكثر أماناً للعمال، وفقاً للشركة.

أمَّا مارتن بريس، الذي يرأس عمليات الشركة في جنوب أفريقيا، فيتوقَّع أن يرتفع الناتج بنحو 30% سنوياً على مدى السنوات القادمة، حيث من المتوقَّع إنتاج المنجم ما يزيد على 300 ألف أونصة من الذهب هذا العام، ليرتفع الإنتاج إلى نحو 423 ألف أونصة بحلول عام 2024.

ومع ذلك، تعتمد ربحية المنجم على سعر الذهب المرتفع نسبياً، وتكون عملياته أحياناً تحت رحمة النقابات العمالية القوية، حيث تشير ماندي دونغوا، المحللة في إدارة الأصول في «كاميسا آسيت مانجمنت» في كيب تاون، إلى أنَّ المنجم «أصغر بكثير وبكُلفة أعلى قليلاً مما تصوروه في البداية، إلا أنَّ ما يهم في الأمر أنَّه لم يعد يستنزف النقد بعد الآن».

جديرٌ بالذكر أنَّ المنجم يعدُّ من أعمق المناجم في العالم، وبعد شرائه عام 2006 مقابل 1.2 مليار دولار، تتوقع شركة «غولد فيلدز» استمرار الإنتاج فيه على مدى الثمانين عاماً القادمة.