حقق اكتتاب «سالك» مشغلة نظام تحصيل رسوم الطرق بدبي نجاحاً كبيراً، حيث تم بيع جميع الأسهم المعروضة للاكتتاب في غضون ساعات من افتتاح الاكتتاب العام وتمت تغطية الطرح بالكامل، ما يؤكد استمرار جاذبية الاكتتابات في الشرق الأوسط على الرغم من التطورات العالمية في ظل زيادة أسعار الفائدة لكبح التضخم.
وتدرس دبي زيادة حجم الاكتتاب العام الأولي لشركة «سالك» من 20% إلى 25% ما يعادل 1.9 مليار سهم، وذلك في ظل الطلب الذي فاق التوقعات في الطرح، وفقاً لبلومبيرغ.
وكان من المخطط طرح 1.5 مليار سهم للاكتتاب العام تمثل 20% من إجمالي الأسهم المصدرة، بسعر درهمَين للسهم.
وأكد خبراء أسواق المال أن النجاح الكبير الذي شهده اكتتاب سالك في سوق دبي يؤكد استمرار جاذبية الاكتتابات في الشرق الأوسط، كما لفتوا إلى أن الاكتتاب يتسم بالعديد من المزايا، خاصة للمستثمرين طويلي الآجل، بدعم قوة الشركة والتدفقات النقدية القوية والتوزيعات المرتفعة.
جاذبية اكتتابات الشرق الأوسط
ومن ناحيته قال أرون ليزلي جون، رئيس محللي السوق لدى سنشري فاينانشال: «إن المستثمرين اقتنصوا جميع الأسهم المعروضة في مشغل رسوم الطرق في دبي في غضون ساعات من افتتاح الاكتتاب العام، ما يشير إلى أن الطلب على الاكتتابات في الشرق الأوسط لا يزال قوياً».
وتتطلع دبي إلى جمع 817 مليون دولار في الطرح العام الأولي لشركة سالك، وهي ثالث عملية بيع للأسهم في الإمارة هذا العام.
ولفت جون إلى أن الاكتتاب العام في سالك يتسم بالجاذبية، حيث من المفترض أن يكون للأسهم عائد توزيعات أرباح مرتفع نسبياً، اعتماداً على إصدار التسعير النهائي، بالإضافة إلى أن قرارها بزيادة الإيرادات من خلال طرق التسعير الديناميكية يمكن أن يؤدي إلى زيادة مدفوعاتها للمساهمين، ما يجعل السهم جاذباً للمستثمرين خاصة طويلي الآجل.
تحسن أداء السوق
قال إياد البريقي، رئيس إدارة تطوير الأعمال في شركة الدار للأسهم والسندات: «من المتوقع أن يشهد اكتتاب سالك إقبالاً كبيراً باعتباره المشغل الوحيد لبوابات التعرفة في دبي، والتي تدير حالياً 8 بوابات، وتمتلك حق امتياز مدته 49 عاماً لتشغيل البوابات الحالية والمستقبلية».
وأشار البريقي إلى أن الاكتتاب يأتي بالتزامن مع تحسن أداء الأسواق بعد جلسات من التراجع التي سببها التأثير في تراجعات الأسواق العالمية، لتعود إلى المنطقة الخضراء مدعومة بارتفاعات الأسهم القيادية في كلا السوقَين وارتفاعات قطاع البنوك ونتائج الشركات المدرجة.
وتوقع البريقي تحسن أداء الأسواق مع إدراج أسهم سالك وإضافة مزيد من السيولة إلى الأسواق الإماراتية.
رغبة قوية للاكتتاب
وأفاد عضو المجلس الاستشاري في معهد تشارترد للأوراق المالية والاستثمار والمحلل المالي وضاح الطه، بوجود رغبة قوية في الاكتتاب في سالك.
وأشار الطه إلى أن الاكتتاب في سالك يشهد رغبة قوية من قبل المستثمرين بفضل وضوح التدفقات النقدية للشركة ووضوح طبيعة عملها، ما عزز تغطية الاكتتاب في الساعات الأولى.
وتوقع الطه أن ترفع دائرة دبي نسبة الأسهم المتاحة للاكتتاب حال استمرار الإقبال الكبير، حتى لا تكون نسب التخصيص متدنية خاصة الأفراد، مشيراً إلى أنه سيبقى هناك طلب حتى نهاية الاكتتاب من بعض المستثمرين الذين يرغبون في الاحتفاظ بالسهم.
وتابع: «الاكتتاب في سالك يتمتع بعدة مزايا، حيث إنه سهم لا يسمح بالمضاربة ويمكن الاحتفاظ به لأمد طويل مع ميزة تقديمه لتوزيعات أرباح مرتَين بالعام، ما يسهم في تعديل السعر وتخفيض كلفة السعر، ما يجعله سهماً جيداً للمستثمرين طويلي الأمد».
توزيعات مجزية
من جانبه، قال طارق قاقيش، خبير إدارة الأصول والمدير التنفيذي لشركة «سولت للاستشارات المالية» إن الاكتتاب في سالك يعتبر استثماراً جيداً وجذاباً، خاصة للمستثمر طويل الآجل، بفضل عوامل رئيسية تتمثل في ارتفاع توزيعات الأرباح بدعم التدفقات النقدية الآمنة وانخفاض الكلفة.
وأرجع قاقيش نجاح الاكتتاب أيضاً إلى طبيعة نشاط الشركة باعتبارها شركة كبيرة وتقوم بتشغيل 8 بوابات، وتمتلك عوائد قوية وهامش ربح مرتفعاً بحدود 64%، حيث تعتبر سالك من الشركات ذات التدفقات المالية المرتفعة ومن المتوقع استمرار نموها نتيجة زيادة عدد السكان بالإمارات وزيادة عدد السيارات وارتفاع التدفقات من رسوم المرور.
وتوقع قاقيش ارتفاع إيراداتها في حدود 10% لافتاً إلى أن الشركة قادرة علي استمرارية النمو ومواكبة التطورات.
وتنتهي الفترة المحددة للشريحتَين الأولى والثالثة (شريحتَي الأفراد والموظفين) بتاريخ 20 سبتمبر 2022، فيما تمتد للشريحة الثانية (شريحة المستثمرين المؤهلين) حتى نهاية يوم 21 سبتمبر 2022.
ومن المتوقع اكتمال إدراج الأسهم وبدء تداولها في سوق دبي المالي بتاريخ 29 سبتمبر 2022.