أصدرت مديرية التجارة الخارجية في الهند أمر تقييد صادرات الأرز المكسور الذي دخل حيز النفاذ، اليوم الجمعة، وفرضت ضريبة على أصناف رئيسية أُخرى، في خطوة من شأنها أن تزيد من الضغط الناجم عن التضخم العالمي والحرب في أوكرانيا.
كما فرضت نيودلهي ضريبة تصدير بنسبة 20% على شحنات الأرز الأبيض والبني إلى الخارج، والتي تشكل نحو 60% من إجمالي المبيعات العالمية للهند.
وسيسمح ببعض صادرات الأرز المكسور حتى 15 سبتمبر في الحالات التي بدأ فيها التحميل قبل صدور أمر التقييد.
يعتمد المشترون العالميون على الهند - أكبر مصدر للأرز في العالم - لدعم الإمدادات الغذائية منذ الحرب في أوكرانيا التي أساءت إلى أسواق الغذاء العالمية. حيث تمثل الهند أكثر من 40% من تجارة الأرز العالمية، وفقاً لبعض المصدرين المحليين. وهو مصدر أرخص ثمناً لبعض البلدان الأفريقية التي تستخدمه كغذاء أساسي. في حين تستخدمه الصين، المشتري الرئيسي للأرز المكسور في الهند، علفاً الحيوانات وكذلك في صنع المعكرونة والنبيذ.
ويمثل حظر تصدير الأرز والرسوم الجديدة الخطوة الرئيسية الثالثة من جانب الهند لتقييد صادرات الأغذية، مدفوعة بالقلق بشأن تقلص الإمدادات والتضخم.
وفي مايو، فرضت الهند قيوداً على صادراتها من القمح والسكر بسبب المخاوف من تعرض الإنتاج لموجات حرارية حارقة في أجزاء مختلفة من البلد، بعد أن عانت الهند خلال مارس وأبريل من ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة منذ أكثر من 100 عام.
وأدى تراجع معدل الأمطار الموسمية في يونيو ويوليو وأغسطس في الولايات الرئيسية المعروفة بزراعة الأرز إلى نقص المساحة المزروعة بنسبة 13% إلى أكثر من 23.1 مليون هكتار من 26.7 مليون هكتار قبل عام، وفقاً لوزارة الزراعة الهندية.
وذكر فينود كول، المدير التنفيذي في رابطة مصدّري الأرز لعموم الهند، إن تراجع زراعة الأرز يمكن أن يؤدي إلى انخفاض الإنتاج هذا العام، لكن الوضع سيصبح أكثر وضوحاً عندما يبدأ الحصاد في أكتوبر.
وأشار السيد كول إلى أن قرار الهند بتقييد صادرات الأرز المكسور سيكلف الهند حصة في السوق؛ لأن البلدان التي تصارع مع تناقص الإمدادات لإطعام سكانها يمكن أن تنتقل إلى فيتنام وتايلند، وهما ثاني وثالث أكبر مصدّري الأرز.
وأضاف السيد كول أن الهند صدرت حوالي 3.8 مليون طن متري من الأرز المكسور على الصعيد العالمي في سنتها المالية الأخيرة، التي انتهت في مارس، ولكن مع القيود الحالية، ستنخفض الصادرات بنسبة 50% تقريباً إلى حوالي 2 مليون طن.
كان لدى الهند فائض كبير من الحبوب الغذائية قبل جائحة كوفيد -19. وتعرضت هذه المخزونات الزائدة لضغوط شديدة من خلال برنامج لتوزيع الحبوب المجانية خلال الجائحة على حوالي 800 مليون شخص، وخاصة الفئات الضعيفة مثل العمال المهاجرين والفقراء. وقد مُدد البرنامج حتى سبتمبر.
وبما أن الأرز هو الغذاء الأساسي في آسيا، فإن الارتفاع الحاد في أسعار الأرز سيكون له تأثير أكبر بكثير على المستهلكين في آسيا من ارتفاع أسعار القمح.