تهدد مسألة نقص الرقائق الإلكترونية صناعة السيارات بوقوع خسائر ضخمة في المستقبل القريب، بعدما تسببت في استبعاد أكثر من 3 ملايين مركبة من جداول إنتاج الشركات في جميع أنحاء العام هذا العام فقط.
وبحسب تقرير من شبكة AutoForecast Solution فإنه في هذا الأسبوع فقط تم تخفيض الإنتاج بنحو 66800 مركبة بسبب ارتباطها بالرقائق الإلكترونية، وبذلك يصل إجمالي العام حتى تاريخه إلى ما يقرب من 3.1 مليون سيارة، هذا علاوة على 10.5 مليون سيارة بسبب النقص في عام 2021.
النبأ السيئ أن الإجمالي الفعلي لتخفيض الإنتاج لهذا العام قد يكون أعلى مما يشير إليه أي إحصاء رسمي، هذا بحسب ما أكده نائب رئيس AutoForecast سام فيوراني، والذي قال “سمحت العوامل الخارجية بإخفاء الأحجام الأسبوعية للسيارات غير المنتجة”.
كما أضاف: “هناك الآن المزيد من الأسباب لإغلاق المصانع، بما في ذلك المزيد من النقص في الأجزاء المتأثرة بسلسلة التوريدات العالمية”.
ووفقًا للإحصائية، فإن كل مصانع السيارات في شتى بقاع العالم اضُطرت إلى إجراء تخفيضات إضافية في إنتاجها الأسبوع الماضي، وكانت الصدارة لمصانع أمريكا الشمالية، إذ قلّصت إنتاجها بنحو 22300 مركبة.
واحتلت الصين المرتبة الثانية بتقليص 17600 مركبة، وأجزاء أخرى من قارة آسيا 13400 مركبة، تليها قارة أوروبا 8800 مركبة، وأمريكا الجنوبية 3200 مركبة، فيما كان الشرق الأوسط وإفريقيا الأقل تضرراً بتقليص 1500 مركبة فقط.
الجدير بالذكر أن الرقائق الإلكترونية المستخدمة في السيارات تختلف اختلافاً جوهرياً عن تلك المستخدمة في أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية، وقلتها في الفترة الماضية تسببت في اضطرار الكثير من الشركات لإصدار سياراتها من دون مواصفات معينة، مثل تسلا التي ألغت ميزة دعامة أسفل الظهر من جانب الركاب.
وكانت موجة الجفاف التي شهدتها تايوان في عام 2021 سبباً في زيادة أزمة الرقائق الإلكترونية، لكن الأمور بدأت في التحسن تدريجياً هذا العام، لكن لا تزال سعة العرض لا تتماشى مع احتياجات سوق السيارات في اللحظة الراهنة.