الاحد - 22 ديسمبر 2024
الاحد - 22 ديسمبر 2024

مزارعون صينيون يعانون من الجفاف الشديد الذي يضرب المحاصيل

مزارعون صينيون يعانون من الجفاف الشديد الذي يضرب المحاصيل

تذبل المئات من أشجار البريسمون (فاكهة الكاكا) في صوبة غان بينغ دونغ في جنوب غرب الصين؛ ما يزيد الخسائر الزراعية المتزايدة في الصيف الحارق الذي يُعدُّ الأكثر جفافاً في البلاد منذ ستة عقود.

وقد فقدت مزرعة غان الواقعة جنوب مدينة تشونغتشينغ الصناعية نصف محصولها النباتي في ظل حرارة تصل إلى 41 درجة مئوية، وجفاف أدى إلى انخفاض منسوب نهر اليانغتسي العملاق، وتسبب في ذبول المحاصيل في وسط الصين.

باذنجان غان المتبقي ليس أكبر من حجم الفراولة. نضب خزان مياه بجانب مزرعته، ما اضطره إلى ضخ المياه الجوفية.

قال غان: ”درجات الحرارة المرتفعة هذا العام مزعجة للغاية”.

قالت وكالة الأرصاد الجوية الوطنية، السبت، إن ظروف الجفاف عبر رقعة من الصين تمتد من الشرق المكتظ بالسكان عبر المحافظات الزراعية في الوسط إلى شرقي منطقة التبت ”زادت بشكل كبير”.

تفيد التوقعات بارتفاع درجات الحرارة، وعدم هطول أمطار لمدة ثلاثة أيام أُخرى على الأقل من محافظتي جيانغسو وآنهوي شمال غرب شنغهاي، عبر محافظتي تشونغتشينغ وسيتشوان إلى شرق التبت.

قالت وكالة الأرصاد الجوية إن السلطات المحلية أصدرت أوامر ”باستخدام جميع مصادر المياه المتاحة” لإمداد الأسر والماشية.

كان التأثير الأكبر في سيتشوان، حيث تم إغلاق المصانع، وطُلب من المكاتب ومراكز التسوق إيقاف تشغيل مكيفات الهواء، بعد أن انخفض منسوب الخزانات التي تولد الطاقة الكهرومائية إلى نصف مستوياتها الطبيعية.

المحافظة التي يبلغ عدد سكانها 94 مليون نسمة تحصل على 80% من احتياجاتها من الكهرباء من السدود التي تولد الطاقة الكهرومائية.

تم إغلاق المصانع التي تصنع شرائح المعالجات للهواتف الذكية ومكونات السيارات والألواح الشمسية، وغيرها من السلع الصناعية لمدة ستة أيام على الأقل حتى السبت.

يقول البعض إن الإنتاج سينخفض، بينما يقول آخرون إن إمدادات العملاء لن تتأثر.

وتُضاف عمليات الإغلاق إلى التحديات التي تواجه الحزب الشيوعي الحاكم، حيث يستعد الرئيس شي جين بينغ، أقوى زعيم في البلاد منذ عقود، لمحاولة كسر التقاليد ومنح نفسه فترة ولاية ثالثة مدتها خمس سنوات كزعيم في اجتماع في أكتوبر أو نوفمبر.

وقد ضعف النمو في إنتاج المصانع ومبيعات التجزئة في يوليو، ما أدى إلى تراجع معدل التعافي الاقتصادي في الصين، بعد إغلاق شنغهاي والمراكز الصناعية الأخرى بدءاً من أواخر مارس لمكافحة تفشي فيروس كورونا.

كما نما الاقتصاد بنسبة 2.5% فقط في النصف الأول من عام 2022، أي أقل من نصف المستهدف السنوي الرسمي البالغ 5.5%.

تعمل المرافق التي تديرها الدولة على نقل الطاقة إلى سيتشوان من المحافظات الأخرى. واستخدمت السلطات سيارات الإطفاء لإيصال المياه إلى قريتين جافتين بالقرب من تشونغتشينغ.

قالت حكومة المحافظة، السبت، إن 220 ألف شخص في محافظة هوبي شرقي تشونغتشينغ يحتاجون إلى مياه الشرب، بينما تضرر 6.9 مليون هكتار (17 مليون فدان) من المحاصيل. وأعلنت حالة الطوارئ بسبب الجفاف وأصدرت مساعدات في حالات الكوارث.

في سيتشوان، تم فقدان 47 ألف هكتار (116 ألف فدان) من المحاصيل، وتضرر 433 ألف هكتار (1.1 مليون فدان)، حسبما ذكرت لجنة الكوارث بالمحافظة السبت. وقالت إن 819 ألف شخص يواجهون نقصاً في مياه الشرب.

قالت السلطات في تشونغتشينغ إن ما يُقدَّر بمليون شخص في المناطق الريفية سيواجهون نقصاً في مياه الشرب، حسبما أفادت صحيفة شنغهاي الإخبارية.

قال غان، المزارع في جنوب تشونغتشينغ، إنه فقد ثلث نباتات الكاكا.

وعادة ما يحصد المزارعون في المنطقة الأرز في أواخر أغسطس أو سبتمبر، لكنهم يخططون للانتهاء قبل أسبوعين على الأقل من موت النباتات، وفقاً لغان.

يُشار إلى أن خزان المنطقة بجوار مزرعة جان فارغ تقريباً، تاركاً بركة محاطة بأرض متصدعة.

بعد أن جفت قنوات الإمداد، حدث تسرب وتسارع التبخر جراء ارتفاع درجات الحرارة. يضخ غان المياه الجوفية للري.

قال غان: ”إذا كانت درجات الحرارة المرتفعة تأتي كل عام، فسيتعيّن علينا إيجاد حل، مثل بناء الشباك أو الري اليومي أو تركيب نظام رش لتقليل الفاقد”.

في الوقت نفسه، عانت مناطق أُخرى من فيضانات قاتلة.

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الصينية (شينخوا) نقلاً عن السلطات المحلية بأن الفيضانات في محافظة تشينغهاي الشمالية الغربية قتلت 23 شخصاً على الأقل، وخلفت ثمانية في عداد المفقودين.

قال التقرير إن الانهيارات الأرضية وفيضان الأنهار ضربا في وقت متأخر الخميس ست قرى في محافظة داتونغ فى تشينغهاى. وأُجبر نحو 1500 شخص على ترك منازلهم.