تصدر سوق أبوظبي للأوراق المالية قائمة الارتفاعات بين الأسواق الخليجية منذ بداية انطلاق تداولات العام الجاري وحتي نهاية جلسة أمس الأحد الموافق الـ14 من أغسطس 2022 مع توالي الإعلان عن نتائج أعمال نصفية قوية وبيانات اقتصادية تؤكد قدرة دول المنطقة على مواجهة تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية مدعوماً بارتفاع أسعار النفط أكبر مورد رئيسي لإيراداتهم.
وارتفع مؤشر فوتسي أبوظبي خلال تلك الفترة بنسبة 20.7% والذي وصل لمستوى قياسي يتجاوز 10200 نقطة مع صعود سهم الجرافات البحرية 128% وارتفاع سهم العالمية القابضة بنسبة تتجاوز 126% و زيادة سهمي الدار العقارية 22% وأدنوك للتوزيع 14.3%.
تلاه مؤشر البورصة القطرية بنسبة 18.7% مع ارتفاع سهم مجمع المناعي 95% واستثمار القابضة 94.2% ومسيعيد للبتروكيماويات 30% وصناعات قطر 15.4% وبنك قطر الوطني 9.9%.
تلاه المؤشر الأول للبورصة الكويتية بنسبة 11.6% مدعوماً بصعود سهم كابلات 73% والاستثمارات الوطنية بنسبة 35.6%. تلاه مؤشر السوق السعودي «تداول» مؤشرها الرئيسي الذي ارتفع بنسبة 10.9% مع صعود سهم معادن 76.8% والأهلي 13% وأرامكو 12.9% وكهرباء السعودية 8.6%.
كما ارتفعت بورصتا مسقط ودبي الماليين بنسبة 12% للأول، والثاني بنسبة 6.23% مع ارتفاع سهم إعمار العقارية 14.7% ودبي الإسلامي 10.6% والبنك الوطني العماني 42.8% وبنك مسقط 26.4%. في حين ارتفع مؤشر البحرين بنسبة 6.4% تزامناً مع صعود سهم ألمنيوم البحرين «ألبا» بنسبة 46.8% والأهلي المتحد 14.12%.
ومن جانبه، قال أحمد معطي المدير التنفيذي لشركة «فيرجن انترناشيونال ماركتس - مصر» للرؤية، إن تسجيل أغلب مؤشرات الأسواق بالمنطقة لمستويات قياسية يأتي بسبب الأرباح القوية للشركات المدرجة عن النصف الأول من العام الحالي إضافة للاستقرار الجيوسياسي مقارنة بما يحدث في أوروبا وأزمة أوكرانيا والصين مؤخراً وأزمة تايوان.
وأكد أن أساسيات أسواق المنطقة لا تزال قوية مع زيادة زخم المناخ الاستثماري بدول المنطقة الكبرى وما تقدمه من تشريعات وتسهيلات لرفع البيئة الاستثمارية وتعزيز مرونة الاقتصاد، بالإضافة إلى القوة المالية والفائض المسجل نتيجة ارتفاع أسعار النفط.
وبدوره، أشار إلى رائد دياب، نائب رئيس إدارة البحوث والاستراتيجيات الاستثمارية بشركة «كامكو إنفست»، إن الأسواق العالمية شهدت بعض الانتعاش على ضوء تراجع معدلات التضخم في الولايات المتحدة على مدى الـ12 شهراً الماضية وذلك خلافاً للتوقعات.
وأوضح في تصريح خاص للرؤية أن هذا الأمر أعطى تفاؤلاً بأن يكون التضخم قد وصل إلى الذروة في شهر يونيو الماضي وآمالاً بأن يكون الفيدرالي الأمريكي أقل حدة لرفع أسعار الفائدة، لافتاً إلى أنه في الوقت نفسه سيكون هناك حذر وترقب للبيانات في الأشهر القادمة للتأكد من أن الاتجاه يميل إلى التراجع أكثر.
من جانبها، أوضحت حنان رمسيس للرؤية، خبيرة أسواق المال، أن أسواق الخليج من المرجح أن تستمر في الارتفاع وسط التنوع الاقتصادي الذي نجحت به حيث إنها لم تعد مقتصرة علي قطاع البترو كيماويات بل امتدت إلى قطاع الطاقة وخاصة الكهربائية والطاقة النظيفة وقطاعات جديدة مثل الترفية والسياحة والطيران. وأشارت إلى أن ذلك التنويع جذب محافظ أوراق مالية كبرى خصوصاً بالتزامن مع طرح حصص في شركات حكومية ناجحة ذات أصول قوية ولديها أسواق مفتوحة كثيفة الاستهلاك.