الاحد - 22 ديسمبر 2024
الاحد - 22 ديسمبر 2024

لماذا يستثمر جورج سوروس في أسهم التكنولوجيا رغم هروب الآخرين؟

لماذا يستثمر جورج سوروس في أسهم التكنولوجيا رغم هروب الآخرين؟

اشترى الملياردير جورج سوروس أسهماً جديدة في قطاع التكنولوجيا، لا سيما أمازون وألفابت، وسط انهيار السوق في الربع الثاني، وبرغم تسييل المستثمرين لأسهم التكنولوجيا خوفاً من الركود، علماً بأنَّ مؤشر «ناسداك» الذي تهيمن عليه مجموعات التكنولوجيا انخفض بنحو 23% في الربع الثاني بين 1 أبريل و30 يونيو.

كما أثار رفعُ الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة المخاوفَ من الهبوط الحاد في الاقتصاد، حيث يخشى المستثمرون الركود، ويسيِّلون الأصول المحفوفة بالمخاطر، ويؤثر ذلك بشكل خاص على أسهم التكنولوجيا التي تعتمد بشكل أساسي على وعود المنتجات والخدمات المستقبلية، لذلك أُصيب المستثمرون بالذعر عندما أعلن العديد من المجموعات التكنولوجية، بما فيها الأسماء الكبيرة، مثل «ألفابت» و«ميتا» و«مايكروسوفت»، أنَّها ستجمِّد وتيرة التوظيف أو تبطئها.

لكنَّ سوروس عزَّز حصصه في أسهم شركات التكنولوجيا، حيث بدأ في المراهنة بشدة على «أمازون»، فاشترى فيها الأسهم على نطاق واسع؛ اعتباراً من 30 يونيو، امتلكت شركته «سوروس فَند مانجمنت» 2004500 سهم في «أمازون» بقيمة تبلغ نحو 213 مليون دولار، مقارنةً بـ70717 سهماً في 31 مارس، وفقاً لمقالةٍ نشرها موقع «ذا ستريت» مؤخَّراً.

وزادت الشركة أسهمَها أيضاً في شركة «ألفابت» بنسبة 10.4%، مقارنة بـ31 مارس، حيث بلغ عدد الأسهم التي تمتلكها في شركة «ألفابت» 53175 سهماً اعتباراً من 30 يونيو بقيمة 5.8 مليون دولار، وفقاً لإيداع لجنة الأوراق المالية والبورصات.

منذ 30 يونيو، انتعش مؤشر «ناسداك» بما يزيد على 18% بعد الأرباح المطمئنة نوعاً ما لشركات التكنولوجيا في الربع الثاني، فعلى سبيل المثال، قفزت أسهم «أمازون» بما يزيد على 35% منذ 30 يونيو، في حين ارتفعت أسهم «ألفابت» بنسبة 11.7% خلال الفترة نفسها.

وقد ارتفعت قيمة محفظة أسهم سوروس الأمريكية بنسبة 5.3% على مدى ربع سنة إلى 5.6 مليار دولار، حيث زادت مشترياته في الآونة الأخيرة، فإلى جانب أسهم «ألفابت» و«أمازون»، اشترى سوروس أسهماً إضافية في شركة «سيلزفورس» وشركة «كوالكوم» المصنِّعة لأشباه الموصلات.

وبلغت أسهم شركته في «سيلزفورس» 627509 أسهم، بزيادة 138.3% على 31 مارس، في حين بلغت أسهمها في شركة «كوالكوم» 229582 سهماً بزيادة 49% على الأشهر الثلاثة السابقة.

وتُقدَّر حصة سوروس في «سيلزفروس» الآن بنحو 103.56 مليون دولار، علماً بأنَّ لوائح سوق الأسهم تتطلَّب من مديري الأموال الذين لديهم ما يزيد على 100 مليون دولار في الأسهم الأمريكية تقديمَ مستند يُعرف باسم (13F) في غضون 45 يوماً من نهاية الربع، لإدراج حيازاتهم في الأسهم التي تتداول في البورصات الأمريكية.

يُذكر أنَّ شركة «سوروس فَند مانجمنت» مكتبٌ عائليٌّ يدير الأسهم العامة والخاصة، حيث ذكرت الشركة على موقعها الإلكتروني أنَّها «تستثمر عالمياً في مجموعة واسعة من الاستراتيجيات وفئات الأصول، بما فيها الأسهم العامة والدخل الثابت والسلع والعملات الأجنبية والأصول البديلة والأسهم الخاصة».

ويقدَّر صافي ثروة سوروس بمبلغ 8.5 مليار دولار اعتباراً من 12 أغسطس، وفقاً لمؤشر «بلومبيرغ» للمليارديرات، ويُعرف بأنَّه يتبرَّع بالكثير من أمواله لدعم الجهود الخيرية، إذ تنتمي معظم أصول شركته إلى مؤسسات المجتمع المفتوح التي تدعم «الناس الذين يعملون من أجل العدالة والإنصاف وحرية التعبير في جميع أنحاء العالم».