الاثنين - 30 ديسمبر 2024
الاثنين - 30 ديسمبر 2024

لندن.. المستأجرون يواجهون «إيجارات» لا يمكن تحمل كلفتها

لندن.. المستأجرون يواجهون «إيجارات» لا يمكن تحمل كلفتها

يواجه المستأجرون في لندن إيجارات «لا يمكن تحمل كلفتها بشكل متزايد»؛ حيث يؤدي النقص في أماكن الإقامة إلى مطالبة أصحاب العقارات والوكلاء من المتقدمين بتقديم عطاءات لتأمين الممتلكات، كما حذرت جمعية «شيلتر» الخيرية للمشردين.

ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة «فايننشيال تايمز» أدى ارتفاع الطلب ونقص العقارات في العاصمة إلى منافسة شديدة لتأمين السكن، موضحة أن هذا النقص أدى إلى مطالبة الملاك بأن يتنافس المستأجرون المحتملون في عملية تقديم العطاءات للعقارات، في حين طُلب من آخرين إيجار يصل إلى 12 شهراً مقدماً، وفقاً لروث إيرليش، مديرة السياسات في «شيلتر».

وقال إيرليش لبودكاست «موني كلينيك» في صحيفة «فاينانشيال تايمز»: «إننا نسمع كل يوم من الناس الذين يكافحون على نحو متزايد بشأن الإيجارات الخاصة التي لا يمكن تحملها، والذين يكافحون للعثور على مكان للعيش فيه.. وعندما يفعلون ذلك، يضطرون للقفز عبر حواجز شديدة للغاية لمجرد الوصول إلى هذا المنزل».

ووجدت الأبحاث التي أجراها موقع العقارات «زوبلا» أن نمو الإيجار في لندن الداخلية كان يعمل بنسبة 20% تقريباً في الربع الأول من عام 2022، وكان بنسبة 10% في لندن الخارجية، ويقارن ذلك بنمو بلغ نحو 2% في الربع الأول من عام 2019.

وقال الوكلاء إنه في كثير من الحالات يتم دفع زيادات أعلى في الإيجارات، وقال جريجوري تسومان، مدير الإيجارات في شركة «مارتن جيرارد» للوكلاء العقاريين: «نشهد تقارير عن زيادة الإيجارات بنسبة 40% على أساس سنوي، علاوة على أزمة كلفة المعيشة، فهي تدفع الكثير من العائلات إلى ضائقة مالية».

وأضاف «تسومان» أنه «لم يسبق لي أن رأيت شيئاً كهذا طوال 20 عاماً التي أمضيتها في هذا المجال»، وانخفض عرض المساكن المستأجرة الخاصة بشكل حاد في لندن إلى أدنى مستوى له منذ خمس سنوات بعد أن باع المستثمرون الذين اشتروا من أجل السماح لهم أو قللوا من تعرضهم خلال جائحة فيروس كورونا.

وفي المتوسط​​، كان لدى الوكالات المؤجرة 11.8 منزل للإيجار في العاصمة في العام حتى الآن، مقارنة بـ21.8 في السنوات الخمس حتى عام 2021، بانخفاض 48%، وفقاً لـZoopla.

وقال ريتشارد دونيل، مدير الأبحاث في شركة «زوبلا»: «كان هناك قدر كبير من التركيز على سوق المبيعات، ولكن في الواقع هناك ضغط أكبر على العرض في سوق الإيجارات وهو الأسوأ في لندن»، وفي الأسبوع الماضي، قال المستأجر البالغ من العمر 28 عاماً والمقيم في شرق لندن، والذي لم يرغب في استخدام اسمه الكامل، إنه يحاول العثور على مكان جديد للعيش فيه بعد أن أجبر على مغادرة شقته السابقة في وقت سابق من هذا العام، قائلاً: «إن ذلك أصبح عملاً شاقاً حقاً».

وسأل أحد الوكلاء عن المبلغ الذي عليه تقديمه لعقار للإيجار، محذراً إياه من أن الآخرين يعرضون 300 جنيه استرليني على السعر المطلوب، في الأسبوع الماضي، ذهب إلى سبع مشاهدات، مضيفاً أن نحو نصف العقارات التي رآها مدرجة على الإنترنت قد تم التقاطها بحلول الوقت الذي رد فيه، وقال الوكيل العقاري «لقد قدمت بالفعل 30 موقعاً للعرض».

وقال دانيال، 25 عاماً، إنه طُلب منه دفع وديعة بقيمة 600 جنيه استرليني لعرض منزل من ثلاثة أسرّة في منطقة لندن فيلدز. وقال «تسومان» إن الافتقار إلى بناء المساكن وبيع أصحاب العقارات، في البداية بسبب إدخال رسوم طوابع إضافية في عام 2016، ثم للاستفادة من ارتفاع أسعار المنازل أثناء الوباء، يعني أن الطلب كان يفوق العرض بكثير.