الخميس - 21 نوفمبر 2024
الخميس - 21 نوفمبر 2024

هيونداي وكيا تتحديان تسلا وتكشفان الطريق للشركات الصينية

هيونداي وكيا تتحديان تسلا وتكشفان الطريق للشركات الصينية

هيونداي أيونيك 5. (وكالات)

أنهت «هيونداي»، جنباً إلى جنب مع شركة «كيا»، النصف الأول من 2022 من أفضل خمسة مصنِّعين للسيارات الكهربائية في العالم، باستثناء السيارات الهجينة، حيث باعت «هيونداي» نحو 100 ألف سيارة كهربائية.

وأَولَى المستثمرون العالميون اهتماماً كبيراً لشركة «هيونداي» الكورية الجنوبية آخر مرة حين كانت تجري محادثات لصنع سيارة كهربائية لشركة «أبل»، ولكن رغم إخفاق تلك الصفقة، لم تضعف وتيرة التهديد التنافسي الذي تفرضه «هيونداي» على السوق.

ولم تكشف «كيا» التي تملك «هيونداي» نحو ثلثها، عن كمية مبيعاتها من السيارات الكهربائية، إلا أنَّها اقتربت كثيراً من مبيعات «هيونداي» في الأشهر الأخيرة، إذ تُقدَّر مبيعات الشركتين معاً بنحو 200 ألف سيارة كهربائية، وفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال».

ومع ذلك، ما تزال الشركتان بعيدتين عن شركة «تسلا» الرائدة في السوق، حيث سلَّمت «تسلا» نحو 565 ألف مركبة كهربائية، رغم مشاكل الإنتاج المتعلقة بالإغلاق في مصنع شنغهاي، كما تتخلَّف الشركتان عن شركة «فولكس واغن» التي باعت نحو 250 ألف سيارة كهربائية في النصف الأول من العام.

ومثَّل التعاون بين «هيونداي» و«كيا» تحدياً كبيراً لشركة «تسلا» في الولايات المتحدة هذا العام، في حين تقود «فولكس واغن» سوق السيارات الكهربائية في أوروبا.

ولكن بصرف النظر عن«تسلا» و«فولكس واغن»، فإنَّ الشركات الوحيدة التي تصنع السيارات الكهربائية أكثر من «هيونداي» و«كيا» هي شركات صينية، حيث سلَّمت شركة «بي واي دي» الصينية 324 ألف سيارة كهربائية في النصف الأول، متجاوزةً بذلك، مع حساب السيارات الهجينة، مبيعات «تسلا».

ويرجع نجاح «هيونداي» و«كيا» إلى توافر منتجات ممتازة وبأسعار تنافسية الآن بفضل الاستثمارات التي جرت قبل سنوات.

وتعدُّ سيارتا «هيونداي أيونيك 5» و«كيا إي في6» سيارتين عائليتين تباعان في الولايات المتحدة بدايةً بنحو 41 ألف دولار.

ونظراً لندرة السيارات الكهربائية، ربما تجذب هاتان السيارتان المشترين الذين لا يأبهون عادة بالعلامات التجارية حين يتعلق الأمر بالقيمة أكثر من التكنولوجيا المتطورة.

وتعتمد الشركات المصنعة ذات العلامات التجارية التي خفَّت مبيعاتها في بعض الأسواق على التأثير ذاته، حيث تأمل «فولكس واغن» أن توفِّر السيارات الكهربائية منصةَ إعادة انطلاق لها في الولايات المتحدة بعد فضيحة الديزل. فيما تستخدم «فورد» سيارتَي «موستانغ ماك إي» و«إف 150 لايتنينغ» لاستعادة العملاء على السواحل الأمريكية، حيث إنَّ ما يزيد على 70% من مشتري السيارات الكهربائية لديها يبدلون العلامات التجارية، وفقاً لتقرير المبيعات لشهر يونيو.

ولكن يبقى السؤال في صناعة السيارات حول ما إذا كانت العلامات التجارية الصينية قادرةً أيضاً على استغلال السيارات الكهربائية لاقتحام الأسواق الغربية بمساعدة سلسلة التوريد المتقدمة للبطاريات في بلادها.

تحقق شركة «جيلي» الصينية تقدماً كبيراً من خلال حصصها الكبيرة في العلامة التجارية السويدية العريقة «فولفو» والشركة السويدية الناشئة التابعة لها «بوليستار».

أما شركة «بي واي دي» فكانت حذرة مع الصادرات حتى الآن، إلا أنَّها من المحتمل أن تعزز المنافسة الآن بالتزامن مع معاناة سوق السيارات الكهربائية عالية الجودة من نقص المعروض في الولايات المتحدة وأوروبا.

لن يكون التصدير في السوق الضخمة سهلاً، نظراً للبنية التحتية المطلوبة لبيع المركبات وتخديمها، لكنَّ «هيونداي» و«كيا» استمرَّتا في بناء مراكزهما في السوق منذ سنوات. كما أنَّ الجغرافيا السياسية تشكِّل حاجزاً أكبرَ أمام المصنِّعين الصينيين، لكنَّ نجاح «هيونداي» و«كيا» يرسم خارطة الطريق لصنَّاع السيارات الكهربائية في الصين، إلى جانب توضيح بعض الحواجز المحتملة.