تراجعت وتيرة جمع الأموال من الشركات على مستوى العالم بشكل حاد في النصف الأول من عام 2022 حيث تركت العاصفة في الأسواق المالية المصرفيين ورؤساء تمويل الشركات حذرين من إصدارات الأسهم والديون الجديدة.
وحسب بيانات «ريفينيتيف» التي نقلتها «فاينانشال تايمز»، فقد جمعت الشركات في جميع أنحاء العالم 4.9 تريليون دولار من السندات والقروض والأسهم الجديدة في النصف الأول من عام 2022، بانخفاض 25% من 6.6 تريليون دولار التي جمعتها في النصف الأول من عام 2021.
وانخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 16% في الربع الثاني المنتهي يوم الخميس، ما أدى إلى أكثر من 20% من الخسائر حتى تاريخه ودفع مؤشر الأسهم الأمريكية نحو التعريف المقبول عموماً لمنطقة السوق الهابطة.
وأثرت التقلبات الحادة في الأسواق المالية هذا العام على مبيعات الأسهم بشكل أكبر، حيث قامت العديد من الشركات بتأجيل العروض العامة الأولية المخطط لها، بما في ذلك تلك التي وافقت على خفض تقييمها بشكل خاص.
وانخفض تمويل الأسهم في جميع أنحاء العالم من الشركات المدرجة في البورصة والسندات القابلة للتحويل وشركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة (Spacs) بما يقرب من 70% إلى 252 مليار دولار بحلول نهاية يونيو، وهو أقل مبلغ تم جمعه في الأشهر الستة الأولى وهو الأقل سنوياً أيضاً منذ عام 2005.
وكان الانخفاض واضحاً بشكل خاص في الولايات المتحدة، حيث انخفض إجمالي رأس مال الأسهم الذي تم رفعه إلى ما يزيد قليلاً عن 40 مليار دولار، وهو أدنى مستوى منذ 1999 على الأقل، والذي هبط من حوالي 327 مليار دولار في الأشهر الستة الأولى من عام 2021.
وسجل سوق السندات غير المرغوب فيها، حيث تقترض الشركات منخفضة التصنيف من المستثمرين الذين يتحملون المخاطر، أكبر خسارة فصلية منذ الاضطرابات الوبائية في مارس 2020.
وتلقي البيانات الضوء على تحول حاد من الوفرة إلى القلق بين الشركات حول العالم هذا العام مع تشديد البنوك المركزية بقوة للسياسة لاحتواء التضخم المرتفع باستمرار، وأدت اضطرابات سلسلة التوريد الناجمة عن عمليات الإغلاق في الصين إلى تفاقم هذا الضغط لا سيما مع مواصلة العمليات العسكرية الروسية بأوكرانيا وهو ما أدى لخفض مخزونات السلع ورفع أسعار النفط.